إعلان

التنقيب عن الآثار بالبحيرة.. حلم الثراء السريع ينتهي بمأساة

01:16 م الأربعاء 02 أغسطس 2017

أرشيفية

البحيرة – أحمد نصرة:

أصبح التنقيب عن الآثار بمحافظة البحيرة، مقبرة حقيقية للكثير من الطامعين اللاهثين وراء الثراء السريع، وتعددت حالات الوفاة أثناء عمليات الحفر التي تجري بطرق بدائية غير علمية، معرّضة أرواح القائمين عليها للخطر، ومسببة العديد من الأضرار والتصدعات بالمنازل المحيطة.

وخلال شهر واحد راح ضحية التنقيب عن الآثار بمحافظة 9 أشخاص، وهو عدد كبير في فترة زمنية وجيزة، يعطي صورة واضحة لحجم هذه الظاهرة وتفاقمها، وإن كانت هذه الحالات جرى اكتشافها، فما خفي كان أعظم في هذا العالم السري لهذه التنقيبات غير المشروعة.

كانت أحدث هذه الوقائع، اليوم الأربعاء، بمنطقة الرست هاوس، بمركز شرطة وادي النطرون، بعدما لقى شخصان مصرعهما، وإنقاذ اثنين آخرين وانتشالهما من أسفل الرمال، بعد انهيارها عليهم أثناء التنقيب عن الآثار، وتبين وجود حفرة قطرها متران بعمق 15 مترًا، وموتور رفع مياه، وبعض الأدوات المستخدمة في الحفر.

وقبل 6 أيام فقط في قرية جربوعة، التابعة لكوم الفرج، بدائرة مركز أبو المطامير بالبحيرة، لقي 5 أشخاص مصرعهم غرقًا، بعد سقوطهم داخل حفرة عمقها 10 أمتار مليئة بالمياه الجوفية أثناء التنقيب عن الأثار الفرعونية داخل منزل أحدهم.

وفي الشهر الماضي بعزبة أبو يوسف، التابعة لمركز حوش عيسى، بمحافظة البحيرة، لقي فلاحان مصرعهما بمنزل أحدهما، إثر انهيار الرمال عليهما، داخل حفرة بقطر متر ونصف، وبعمق سبعة أمتار، وعثر بجوارهما على بعض معدات الحفر.

ولا تقتصر مخاطر التنقيب على حالات الوفاة فحسب، ولكن هناك أضرار شديدة تتعرض لها المنازل المجاورة والتي تتعرض للتصدع ويهددها الانهيار بسبب أعمال الحفر غير المدروس، مثال لذلك شهدت قرية دمنسا التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تصدع 4 منازل وانهيار جزئي بأحدهم جراء نفس السبب في منزل مجاور.

كما تصدعت 5 منازل مجاورة لمنزل جزار بعد إجرائه عملية حفر بمنزله بمنطقة القلعة، بمدينة دمنهور، وتعرضت 3 منازل في منطقة كوم الطواحين، بمركز إدكو للتصدع لذات السبب.

ويجتذب التنقيب عن الآثار العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات المجتمعية والمستويات التعليمية بمحافظة البحيرة، على سبيل المثال استطاعت شرطة مركز شبراخيت ضبط طبيب أسنان يتزعم عصابة للتنقيب عن الآثار، بناحية قرية منشية الرزافة، كذلك لم تكن النساء بمنأى عن السقوط في هذا الطريق بعدما ألقت شرطة كوم حمادة القبض على صاحبة كوافير بقرية خربتا، تتزعم تشكيلاً عصابيًا للتنقيب عن الآثار.

ويقول محمد حسين – باحث آثار: "تسبح محافظة البحيرة فوق كنز من الآثار المدفونة، وهناك العديد من المناطق والتلال الأثرية بها، والتي يتجاوز عددها الألف منطقة، مثل: كوم تروجي، وكوم رضوان، وكوم الفرج، والنجيلي، وباط الكوم، وكثير من أسر البحيرة حققت ثراءً هائلاً من تجارة الآثار، دون الإمساك بأدلة مادية عليهم، وأصبح ذلك معلومًا عنهم، فسال لعاب الآخرين إلى محاولة تقليدهم، سعيًا وراء كنوز الأرض المخفية، ونظرًا للقيام بأعمال الحفر بطرق غير علمية وفي ظروف غير مهيأة تُحدث هذه الكوارث".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان