"نفسنا نزرع رز" نداء الفلاحين في الشرقية ورد وكيل "الزراعة" بمجلس النواب

الشرقية – فاطمة الديب:

"بقالنا 6 سنين مبنزرعش رز رغم إن الأرض عَفيّة لكن الحكومة مش راضية".. بهذه الكلمات بدأ أحمد سالم، أحد المزارعين ببندر منيا القمح بمحافظة الشرقية، حديثه لـ"مصراوي" حول الأسباب التي جعلتهم يحجمون عن زراعة الأرز رغم عدم رضاهم عن ذلك.

"بنشتري الأرز بالكيلو ومش قادرين على سعره، وبصراحة خايفين نزرع بعد ما شوفنا غرامات السنة اللي فاتت" يوضح سالم الأمر بأن العام الماضي حصلوا على غرامات وصلت إلى 152 جنيها على كل قيراط مزروع بالأرز.

وعن حظر زراعة الأرز بسبب حاجته لمياه كثيرة، أوضح سالم أنه وكثير من الفلاحين ليسوا بحاجة لمياه النيل، مُضيفًا "دقينا ترومبات من 13 سنة في أراضينا وبتجيب مياه من تحت الأرض ومش مغرمين الدولة حاجة، يا ريت الحكومة تسمح لنا نزرع علشان نأكل عيالنا من تعب إيدنا بدل ما بنشتري بالغلاء".

من جانبه قال عبدالرؤوف محمد، أحد الفلاحين بقرية ميت يزيد، إن غرامات الحكومة وتحذيراتها بعدم زراعة الأرز "هتخرب بيوتهم" بحسب تعبيره مؤكدًا "طب نزرع إيه وإذا كان البديل ذرة ومبيجيبش تمن زرعته حتى".

وأشار عبدالرؤوف إلى أن صدماتهم باتت تتكرر كل موسم وقت الحصاد، بعدما يكتشفون أن محصول الأرض بالكاد يكفي تكلفة زراعته، مطالبًا بإعلان أسعار المحاصيل قبل موسم الزراعة.

ورغم معرفتهم السابقة بالخسارة، إلا أن عدد من الفلاحين يواصلون تغيير محاصيل أراضيهم كل موسم، بحسب علي السيد، أحد الفلاحين بالقرية: "كل سنة بنغير اللي زرعناه عن السنة اللي فاتت يمكن نلاقي اللي يكفي أكل عيالنا".

وتابع السيد لـ"مصراوي": "السنة دي زرعنا قمح ومستنين موسم الحصاد يمكن ينصفونا السنة دي في حق المحصول"، مشيرًا إلى أن ما يزرعونه يجب أن يكون من ضمن ما تستهلكه بيوتهم من أجل توفير نفقاتهم.

من جانبه، قال النائب رائف تمراز، عضو مجلس النواب عن مدينة الحسينية ووكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الوزارة اعتمدت زراعة الأرز لـ 50% من الفلاحين بمحافظة الشرقية، مشيرًا إلى أن الزراعة تقتصر على الأراضي الموجودة بقطاع شمال الشرقية فقط.

ولفت تمراز إلى أن الأراضي الموجودة بقطاع الجنوب خصبة وتحتاج مياه كثيرة، بعكس أرض الشمال، والتي تحتوي على نسبة أملاح عالية، فيما يضطر الفلاحين لزراعة القطن بدلًا من الأرز.

وشدد وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب لـ"مصراوي" على أن الفلاحين مستائين للغاية من حرمانهم من زراعة الأرز، منوهًا بأن أسعار الأرز حاليًا تتراوح ما بين 6 آلاف و500 جنيهًا لطن الأرز، و5 آلاف لأرز الشعير.

وطالب تمراز، الحكومة، بإعلان أسعار المحاصيل قبل بدء موسم الزراعة، حتى يتسنى للفلاحين أن يحسبوا مكاسبهم مقارنةً بتكلفة الزراعة وبيع المحصول.