بالصور- أحدها حاولت الحكومة إذابته.. حكاية 4 تماثيل بالإسكندرية تستعد الآثار لتسجيلها
3- تمثال الخديوي إسماعيل صنعه الإيطاليون تخليدًا لذكراه.. وحاولت الحكومة إذابته
يعد الخديو إسماعيل من أهم رموز الأسرة العلوية بعد مؤسسها الأول محمد علي باشا وهو خامس حكام مصر من الأسرة وكان له دورا كبيرا في إجراء إصلاحات عدة على مستوى الاقتصاد والقضاء والإدارة وكذا ساهم في إحداث طفرة فنية ثقافية فضلاً عن دوره في تغيير طريقة تداول السلطة داخل الأسرة العلوية ليحصل على لقب المؤسس الثاني للأسرة العلوية ومصر الحديثة وتوفي عام 1895 .
بدأت قصة تنفيذ تمثال للخديوي إسماعيل بعد مرور نحو 32 عامًا على وفاته وتحديدًا في منتصف عشرينيات القرن الماضي حينما زار نجله الملك فؤاد الأول إيطاليا لزيارة الملك فيكتور عمانويل، وشهدت الزيارة تعزيزًا لأواصر الصداقة المصرية الإيطالية التي أسسها إسماعيل قبل سنوات من خلال تنشيط العلاقات بين الجانبين حتى أراد أبناء الجالية الإيطالية في مصر إقامة عمل فني يخلد ذكرى الخديو إسماعيل تماشيا مع زيارة نجله الملك إلى نظيره الإيطالي.
وفي تلك الفترة قام الكونت "لاجروسي" القنصل الإيطالي في الإسكندرية آنذاك بجمع التبرعات من الجالية الإيطالية، فيما عمل "فيروتشي بك" رئيس مهندسي السرايات الملكية،على تنفيذ المبنى المعماري الذي سيحيط بالتمثال واتسم بالطراز الروماني، ووقع الاختيار على إقامة المبنى في مواجهة كورنيش الإسكندرية بمنطقة المنشية وهو معروف حاليا باسم النصب التذكاري للجندي المجهول، وقام بأعمال البناء والتركيب فريق من المهندسين والبنائين الإيطاليين المتطوعين.
وقع الاختيار على المثال الإيطالي "بيتروكانونيكا" لصناعة التمثال واستمر التنفيذ نحو 9 أعوام وجرى الانتهاء من العمل في مبنى التمثال عام 1935، وظل على قاعدته دون إزاحة الستار عنه لمدة 3 سنوات تخللها وفاة الملك فؤاد حتى تولى نجله الملك فاروق الأول حكم مصر وقام بإزاحة الستار عنه في مكانه الأصلي بميدان المنشية عام 1938 في احتفال كبير أقامته الجالية الإيطالية التي أهدت التمثال لمدينة الإسكندرية، بحضور قيادات ووممثلي المملكة المصرية والإيطالية آنذاك.
استطاع التمثال الصمود أمام قنابل الحرب العالمية الثانية وظل في موقعه الأصلي لمدة بلغت نحو 26 عاما حتى منتصف الستينات عندما أصدر محافظ الإسكندرية آنذاك محمد حمدي عاشور قرارا بإزالته من موضعه الأصلي وإيداعه بالمخازن، وتحويل قاعدته إلى نصب تذكاري للجندي المجهول، وظل التمثال حبيسا في متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية لمدة بلغت 32 عاما حتى بدأ الصدأ وعوامل التعرية تعصف به.
ويؤكد الباحث في التراث السكندري الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق، أن التمثال كاد أن يختفي من الوجود في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أن تلقت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية في منتصف التسعينيات طلبا من وزارة المالية ممثلة في مصلحة صك العملة بصهر التمثال وتحويله إلى عملات معدنية للاستفادة من معدنه البروزني، الأمر الذي أغضب الحكومة الإيطالية والتي تقدمت وقتها بطلب لاسترجاع التمثال الذي أهدته لمصر منذ عقود نظير دفع مبلغ مالي، بدعوى أنهم الأولى به في حالة استغناء الجانب المصري عنه على أن يتم وضعه في أحد أفضل ميادين العاصمة الإيطالية روما.
وفور تزايد الضغوط وارتفاع الأصوات المعارضة لصهر التمثال داخل وخارج مصر نظرا لما يمثله من قيمة تاريخية وفنية لا تقدر بثمن حتى تدخل وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني لحل الأزمة، و تراجعت الحكومة المصرية عن موقفها وجرى ترميم التمثال ووضعه في غير مكانه الأصلي بمنطقة محطة الرمل بالقرب من المسرح الروماني.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان