لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمارة الأسرار.. لغز آثار "راقودة" في الإسكندرية يعود من جديد بعد 100 عام

07:39 م الخميس 05 ديسمبر 2019

الإسكندرية – محمد البدري:

أكثر من 100 عام مرت على الحديث للمرة الأولى، في العصر الحديث، حول وجود كنز أثري يقدر عمره بنحو 2000 سنة، يقبع أسفل عمارة "راقودة" بالإسكندرية، لتعكف بعد ذلك بعثة تابعة لوزارة الآثار على استكشاف أرض العقار، قبل شهرين وذلك رغم إزالته منذ عامين، لتعيد تسليط الضوء من جديد على موقع المبني الذي أثار قرار هدمه ضجة بين المهتمين بالحفاظ على التراث آنذاك.

شهر ونصف من البحث

كشفت مصادر بوزارة الآثار لـ"مصراوي" أن البعثة الأثرية استمرت على مدار شهر ونصف في أعمال الحفائر بأرض عقار راقودة، وقادهم ذلك للعثور على عدد من المدافن ترجع إلى العصرين الهلنستي والبطلمي، بجانب عشرات القطع المميزة التي يجرى تسجيلها، فيما من المقرر الإعلان عنها فور انتهاء أعمال البعثة.

وأوضح المصدر، أن أعمال الحفر جرت على كامل مساحة الأرض استخدم فيها أسلوب حفائر الإنقاذ السريعة، ونظام الطبقات، وتتابعها في الموقع، كما استخدم فريق العمل نظام Single Context Record في تسجيل الحفائر والطبقات فضلًا عن الاستعانة بفريق متخصص باستخدام تقنيات التصوير المساحي الضوئي Photogrammetry.

خريطة عمرها 118 سنة تنبأت بمنطقة آثار

التنبؤ بوجود منطقة أثرية بموقع عقار "راقودة"، يرجع إلى أكثر من 100 سنة، حيث اطلع "مصراوي" على نسخة ضوئية من خريطة يرجع تاريخها إلى عام 1911 رسمها العالم الأثري بريتشيا، مدير المتحف اليوناني الروماني آنذاك، لتحديد المواقع الأثرية بمنطقة الشاطبي وأظهر وقوع أرض راقودة في منطقة أثرية، وفقًا لما تظهره الخريطة من توزيع الآثار المكتشفة في هذا الوقت.

تاريخ لا يُنسى

الحديث عن اكتشاف موقع أثري أسفل عمارة راقودة، أعاد إلى الأذهان موجة الانتقادات التي واكبت تنفيذ قرار هدم المبنى قبل عامين، والذي ارتبط على مدار عقود بوجدان السكندريين من خلال الطراز المعماري النادر الذي كان يميزها منذ بنائها في الربع الأول من القرن العشرين، بالإضافة لارتباطه بأحداث تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية، كما شهد الكازينو الملحق بالمبنى المهدوم تقديم أعمال فنية للفنان إسماعيل يس.

ذكريات يوسف شاهين

العمارة المهدومة كانت أيضًا شاهدًا على نشأة المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين الذي عاش فيها سنوات عمره الأولى، وكانت جدران شقة الإسكندرية وما تحمله من لوحات فنية نادرة، وشرفاتها المطلة مباشرة على البحر وعلى يمينها مسرح بيرم التونسي، ملهمةً للمخرج العالمي الذي تأثر بها، وجعلها مصاحبة له في معظم أفلامه السينمائية، وعرف عنه أنه كان يستوحي أفكاره من هذه العمارة التي شكلت جزءًا كبيرًا من وجدانه.

تراث اندثر وآثار تخرج للنور

من جانبه قال حسن سعيد، الباحث في الآثار المصرية والتراث، إن سكندريين كُثُر شعروا بالحزن على هدم عمارة راقودة قبل عامين لندرة طرازها المعماري وكونها شاهدة على فترة تاريخية هامة في الحرب العالمية، أو باحتضانها نجومًا أثروا الحياة الفنية، إلا أن المنطقة قد تكشف عن كنوز، ليكون اندثار الأيقونة التراثية سببًا لكشف أثري جديد ما قد يخفف من أثر خسارة المبنى".

وأكد في حديثه لـ"مصراوي" ثراء باطن أرض الإسكندرية بتاريخ القدماء، قائلا "إن كل متر في عمق مدينة الإسكندرية قد يحمل تاريخًا أو رمزًا لحقبة زمنية معينة، ما يعني أن كنوز المدينة الساحلية لا تنتهي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان