سحر الطبيعة والتاريخ قبل الفجر.. رحلات "أسطورية" للبالون الطائر في الأقصر -صور

الأقصر – محمد محروس:

الساعة تدق الثالثة والنصف فجرًا، في طقس شديد البرودة، بينما عشرات السائحين من جنسيات مختلفة يتجمعون أمام أحد الفنادق بمدينة الأقصر استعدادا للتحرك إلى البر الغربي لخوض مغامرة ركوب البالون الطائر فوق سماء المدينة لمشاهدة المعابد والآثار والطبيعة الخلابة لحظة شروق الشمس من الأعلى، في مشهد تراه يتكرر كثيرًا لخوض تلك الرحلة المثيرة.

"مصراوي" رصد جانبًا من رحلة المغامرة التي يقبل عليها السائحون من مختلف بلدان العالم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية في المدينة التاريخية.

سيارات السياح مرت وسط المواقع الأثرية والريفية الخلابة، في رحلة تعتبر ترفيه في حد ذاتها، حيث يشاهدون تلك المناظر التي يتعاقب بعضها خلف بعض بين عبق التاريخ وبساطة الريف في أقصى جنوب مصر.

الرابعة و20 دقيقة حيث لا يزال الظلام يخيم على الأجواء ولم يتبين بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود، تصل السيارات إلى وجهتها في "مطار البالون" على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت ومقابر وادي الملوك.

عشرات البالونات تراصت في أرض الإقلاع انتظارًا لركوب السياح وبدء واحدة من أمتع رحلات البالون الطائر في العالم والتي تنفرد به في مصر مدينة الأقصر بينما انتشر السياح في المنطقة وبدأوا فور وصولهم وحتى قبل انطلاق رحلات البالون في التقاط الصور التذكارية.

وتشهد مدينة الأقصر هذه الأيام رواجًا كبيرًا في رحلات البالون، ربما لم تشهد مثله منذ عام 2010، حيث ارتفع متوسط عدد رحلات البالون التي تقلع يوميًا إلى 30 رحلة تقل حوالي 600 سائح بعد أن كان متوسط عدد الرحلات أقل من 13 رحلة يوميًا خلال الفترة الماضية.

هشام الدسوقي مدير إحدى شركات البالون الطائر يقول: "لا يوجد في مصر مدينة تنطلق بها رحلات البالون سوى الأقصر حيث انطلقت بها أول رحلة عام 1987 وحاليًا في الأقصر توجد 10 شركات لرحلات بالون، كل شركة منها مصرح لها إطلاق 4 رحلات يوميًا بدءًا من أول ضوء للشمس ولمدة ساعتين بعد شروق الشمس".

يضيف الدسوقي: "تلك الرحلة الأسطورية التي تجمع بين جمال الطبيعة وسحر التاريخ، يرى فيها السائح من سماء الأقصر المواقع الأثرية المتنوعة بدءًا من معبد حتشبسوت المواجه لمطار إقلاع البالون مرور بتمثالي ممنون ووادي الملوك ومعبدا هابو والرامسيوم ثم نهر النيل ومعبدي الأقصر والكرنك".

مصطفي محمود قائد بالون يشير إلى أن هذا الموسم من أفضل المواسم التي شهدتها رحلات البالون في الأقصر خاصة بعد قدوم جنسيات جديدة أوروبية وأسيوية لم تكن موجودة في الأقصر من قبل.

متابعًا: "الأقصر من أفضل المدن في العالم التي تشهد تحليق رحلات البالون فالرياح معتدلة والطقس مناسب لتحليق البالون طوال العام هذا فضلا عن تنوع المناظر الطبيعة التي يشاهدها السائح من سماء الأقصر وهو ما لا يتوفر في أغلب البلدان التي يوجد بها رحلات البالون الطائر".

وأوضح: رحلة البالون واحدة من أمتع الرحلات السياحية في الأقصر التي تنفرد بها من بين المدن المصرية منذ ثمانينات القرن الماضي نظرًا لامتلاك الأقصر لأكبر عدد من المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة فضلًا عن اعتدال الطقس وحركة الرياح خلال أغلب فترات العام حيث إن الرياح هي التي تتحكم في حركة البالون واتجاه سيره.

وتوجد في الأقصر حوالي 10 شركات للبالون الطائر تمتلك عشرات المناطيد مختلفة الأحجام ما بين صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم ويعمل بهذه الشركات المئات من أهالي الأقصر ما بين قيادة البالون وأعمال الصيانة والتشغيل ومسوقين ومصورين.