ماكنش معايا فلوس.. مصراوي في منزل المتهم بسرقة دواء لإنقاذ زوجته - صور

كفر الشيخ - إسلام عمار:

في منطقة طريق الدلتا القديم بمدينة دسوق في كفر الشيخ، يقطن صاحب واقعة شغلت الرأي العام في محافظة كفر الشيخ، باتهامه بسرقة دواء من صيدلية كائنة بالقرب من مستشفى دسوق العام، وتسليم نفسه للشرطة، ليتبين فيما بعد أنه سرق الدواء من أجل إنقاذ زوجته المريضة، بعد رفض الصيدلي منحه الدواء لعدم وجود سيولة مالية بحوزته.

انتقل مراسل "مصراوي" في كفر الشيخ إلى منزل هاني بسيوني حجاب، عامل، المتهم بسرقة دواء من صيدلية، ليرصد تفاصيل الواقعة التي بدأت باتهامه بسرقة الدواء وانتهت بموقف إنساني من رئيس مباحث قسم شرطة بندر دسوق، الذي دفع قيمة الدواء للصيدلي لينهي الخلاف، وينقذه من الحبس.

"ماكنش في جيبي غير 100 جنيه وفي المستشفى طلبوا مني علاج ولقيت ثمنه في الصيدلية بـ215 جنيه.. عمري ما كنت حرامي ربنا ساترها معايا بس كنت عايز أنقذ مراتي فاضطريت أخطف الدواء لأنقذ زوجتي وسلمت نفسي للشرطة بعدها"، بتلك الكلمات تحدث حجاب، لـ"مصراوي".

أوضح هاني أن زوجته كانت تخضع لعملية ولادة في مستشفى دسوق العام، فطلب الطاقم الطبي ضرورة توفير بعض الأدوية للتخفيف عن الآمها وتسهل عملية الولادة، وكان في حالة لا يرثى لها من هول رؤيته حالة زوجته المرضية "مراتي حالتها كانت صعبة جدًا".

أضاف أنه توجه للصيدلية القريبة من المستشفى، وطلب من الصيدلي صرف الدواء، ففوجئ بمطالبة الصيدلي له بمبلغ 215 جنيهًا، فاكتشف وقتها أنه لا يملك سوى 100 جنيه. رفض الصيدلي منحه الدواء كاملا، فعرض الرجل عليه ترك هاتفه المحمول، وبطاقة هويته الشخصية، لكن الصيدلي رفض.

تابع حجاب أنه من شدة الخوف على زوجته ورغبته في إنقاذها لم يجد أي وسيلة سوى خطف الدواء من الصيدلي وخروجه من الصيدلية، متوجهًا به إلى المستشفى، ففوجئ بالصيدلي وآخرين من أصدقائه تجمعوا حوله في الطريق، ومنهم من ركله في قدمه التي يتألم منها لكنه تمكن من مقاومتهم حتى وصل المستشفى ومعه الدواء.

وقال إنه صعد إلى الطاقم الطبي، في قسم النساء والتوليد، وسلم لهم الدواء، وأبلغهم أنه متوجه إلى نقطة شرطة المستشفى لتسليم نفسه: "خلوا بالكم من مراتي أنا نازل أسلم نفسي لنقطة المستشفى عشان الشرطة هتيجي تاخدني دلوقت".

في هذه الأثناء، تلقي قسم شرطة بندر دسوق إشارة من شرطة النجدة باستغاثة صيدلي من قيام مجهول بسرقة أدوية بعد طلبها للشراء وعدم توفر المال معه، ودخوله للمستشفى. وعلى الفور توجه الرائد عمرو فتح الله، رئيس مباحث قسم شرطة بندر دسوق، وقوة من مباحث القسم، إلى المستشفى إلا أنه تفاجأ بالمتهم متوجها لتسليم نفسه.

وأوضح حجاب: الرائد عمرو منعهم من التعدي عليّ، وتوجهنا جميعًا إلى قسم شرطة بندر دسوق، واتهمني الصيدلي بسرقة دواء قيمته 400 جنيه، على عكس الحقيقة التي أبلغ عنها نجله في البداية بأصل المبلغ 215 جنيهًا، ما دفع رئيس المباحث الرائد عمرو فتح الله، إلى إخراج مبلغ 400 جنيه من مكتبه للصيدلي، فتظاهر الصيدلي برفضه الحصول على المبلغ، ما جعل رئيس المباحث يصر على دفع المبلغ الحقيقي لثمن العلاج.

واختتم حجاب: "أنا الحمد لله ربنا رزقني بمولود وسمّيته عمرو، على اسم رئيس مباحث قسم دسوق الرائد عمرو فتح الله، رغم إني كنت اتفقت مع مراتي إننا هنسميه ياسين، عشان الموقف اللي عمله معايا وأنقذني من السجن ودفاعه عني بعد ما شاف حالتي اللي ربنا كان عالم بيها، ودلوقتي بقول لعمرو ابني يا عمرو باشا".