لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

آلة تواجه الاندثار.. "السمسمية" رمز فرحة أبناء السويس غنّت مع حفر القناة ونصر أكتوبر - فيديو

11:07 م الأربعاء 11 أغسطس 2021

السمسمية

السويس_ حسام الدين أحمد

"غني يا سمسمية لرصاص البندقية" على أوتار الآلة الصغيرة غنى أبناء مدن"القنال" موشحات وأشعار للمقاومة والنصر والفرح، ارتبطت بالحرب والسنوات الست التي أعاد فيها الجيش المصري بناء قوته والاستعداد لأكتوبر، فيما ساهم التهجير ودخولها مختلف ألوان الغناء في انتشارها بالمحافظات.

السمسمية أو "الكينارة" كما عرفها الفراعنة، واحدة من أقدم الآلات الموسيقية الوترية في مصر والتي تواجه تجاهل من وزارة الثقافة ويسعى من عشقها وارتبط بأنغامها على تطويرها ومضاعفة عدد أوتارها للحفاظ عليها من الاندثار وسط التقنيات التكنولوجية التي تفتقد لمسة المبدع.

نشرت صفحة "مصراوي" على موقع فيسبوك بثًا مباشرًا عن الآلة الموسيقية تحدث فيه تامر ريكو، مدير فرقة سمسمية وباحث في تاريخها، ومصطفى الدشناوي، عازف الإيقاع عن الألة وتاريخها وكيف وصلت مع حفر قناة السويس وانتشارها بمدن القناة ودورها خلال فترة المقاومة وإبان التجهير وتطورها في الحقب الماضية.

قال تامر ريكو، إن بداية ظهور آلة السمسمية في مصر كان في عهد الأسرة الثالثة عشر الفرعونية، وكانت تستخدم فقط في المراسم الجنائزية وتشييع الموتى للقبور، وصنعها الفراعنة على الأصداف البحرية الكبيرة وأصداف السلاحف وكانت تلك بمثابة علبة الصوت، وأوتارها من أمعاء القطط وتصدر صوتًا غليظًا يتناسب من المشهد الجنائزي الفرعوني.

وأضاف أن مهدها في العهد الفرعوني كان في طيبة، وتطورت الآلة بعد ذلك وأصبح اسمها "طنبورة" وكانت كبيرة الحجم، لافتًا أن حركة التجارة عبر البحر الأحمر ساهمت في نقل الطنبورة إلى اليمن والسعودية والصومال والأردن، فيما كانت السويس هي أقدم مدن القناة تحيط بميناء كبير ونشاطها قائم على التجارة وتصدير البضائع كونها تقع برأس خليج السويس، وكانت تمر الطنبورة عليها وعرفها أهل المدينة وتعلموا استخدامها.

وتابع، مع حفر القناة كان يتولى "الهجانة" أعمال التأمين والحراسة ومراقبة العمال، وكانوا من أبناء النوبة وامتازوا بالقوة الجسدية والقدرة على التحمل، وكانت الآلة هي رفيقهم خلال الليل، وبمرور الوقت جرى تعديل حجم الآلة لتصبح أصغر وعرفت تلك العملية بـ"سمسمة" مع تعديل شكلها ليكون أكثر انسيابية، ومن هنا جاء اسم السمسمية، مع الاحتفاظ بأوتارها الخمس.

وأوضح أن قبل ثورة يوليو 1952 كانت تستخدم تلك الآلة لعزف الأغاني الشعبية لكنها لم تكن مكتملة فالسلم الموسيقي يضم سبعة أحرف وقد استخدمت بشكل أكثر في الموشحات، وظل استخدام الآلة قاصرًا على الأغاني الشعبية التي يغنيها العمال والصيادين إلى أن تغير الوضع في مصر بعد ثورة يوليو، ومع العدوان الثلاثي ظهرت قوة الآلة مع أغاني المقاومة التي تحض على الجهاد والكفاح ضد المحتل، فكانت الأوتار المتحدث الرسمي للأغاني الوطنية في تلك الفترة ببورسعيد- على حد وصفه.

وأشار إلى ان الآلة الوترية انتشرت من السويس إلى مدن القناة، لكن ظهورها القوي في المدينة القديمة كان بعد يونيو 1967 فكان استخدامها قبل ذلك قاصرًا على المناسبات السعيدة والأفراح، لكن بعد النكسة باتت آلة أساسية في مظاهر الفرح، وانتشرت مع المهجرين في باقي المحافظات على يد فرقة البطاطين التي أسسها كابتن غزالي والتي تغير اسمها إلى "ولاد الأرض" بعد ذلك.

وقال "ريكو" إن "ولاد الأرض" كانوا يجوبون المحافظات لنشر الأغاني الوطنية التي أصبحت الأن تراث سويسي، وكانت تحمل في كلماتها أخبار المقاومة في السويس، والبشرى بالنصر.

وقال العازف مصطفى الدشناوي، إن الآلة شهدت تطورًا نوعيًا في منتصف الثمانينيات حيث عمد العازفين نبيل فوزي، ويحيى محمد، إلى زيادة عدد أوتارها لاستكمال السلم الموسيقي، وأصبحت 16 وترًا بدلًا من 5 فقط، لسهولة الانتقال من إيقاع لآخر، وتطورت مؤخرًا ليصبح عدد الأوتار 21 وترًا لتعزف المقام والجواب وجواب الجواب دون التوقف بين المقامات وتعديل الأوتار.

وأشار إلى أن الآلة والفرق المهتمة بها وتسعى للحفاظ عليها، لا تلقى اهتمامًا واضحًا من وزارة الثقافة أو القائمين على قصر ثقافة السويس، والمشاريع الثقافية التي تهتم بالآلة قاصرة على جهود العازفين بما يمتلكونه من آلات ومعدات لإقامة حفلات موسيقية بشكل فردي، لافتًا أن السويس لا تضم أي مكان مخصص للعازفين أو فرق السمسمية أو لتعليم محبي الآلة، وكل ما يجري للحفاظ عليها هو جهود فردية تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي من الوزارة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان