إعلان

"بنتي ماتت وبيتي انهار بعد 3 أيام".. حكاية نهال مع "شهرين من الحزن" في المنوفية (صور)

01:16 م الأحد 12 سبتمبر 2021

المنوفية- أحمد الباهي:

على أطلال منزلها المُنهار تجلس سيدة لا تتوقف عن البكاء، لم يكن فقدها المنزل الذي يأويها وحده الأمر الذي كسر فؤادها، فقبل سقوط المنزل بـ3 أيام فقط، ماتت ابنتها التي كانت تؤنس وحشتها، بعدما اكتشفت أنها فارقت الحياة عندما حاولت إيقاظها فجرًا ولم تتحرك، ليُكتب للسيدة العجوز قدر الوحدة والحزن معا.

الحاجة "نهال السيد" 58 عامًا، من قرية كفر الدوار التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، تجلس صامتة تنظر فقط لأكوام التراب والطوب المتناثرة فوق أساس منزلها، قبل أن تقول لـ"مصراوي": "دا يابني حالي دلوقتي، مليش حيطة تسترني، ومعنديش دخل.. معنديش دخل خالص، والجيران الله يباركلهم ببات عندهم".

ليس الحزن فقط فالسيدة تعاني أمراض الضغط والسكر، وتقول: "بنتي كان اسمها سيدة عندها 22 سنة، مصاريفنا كلها هي اللي تحملتها في شغلها بصيدلية، وفجأة وقت الفجر حسيت إن حركتها مش طبيعية، قومت أصحيها لقيتها ماتت، خرجت أصوت في الشوارع، يا ناس ألحقوني بنتي مبتردش عليا"، وتابعت بعد أن مسحت يدها بعض الدموع المنهمرة: "ماتت يابني وسابتني وحيدة ماليش حد".

وأضافت تفاصيل آخرى عن عائلتها وقالت أن زوجها انفصل عنها قبل 4 سنوات ليتزوج بأخرى وتركها، وعن أبنائها فكان لها من البنات 5، ماتت إحداهن في عمر عشر سنوات، وتزوجت ابنتان في قرية أخرى والثالثة تزوجت في مدينة 6 أكتوبر، والأخيرة كانت رفيقتها في المنزل المبني بالطوب اللبن، لكنها فارقت الحياة بموت مُفاجئ فجع قلبها، فالجميع مشغولون بحياتهم على مسافات بعيدة، وأصبح الأمر الواقع أن تعيش وحيدة دون منزل.

وأكدت السيدة أنها رغم مرضها لكنها لا تقوى على شراء الدواء حتى، وليس هذا كل ما يعنيها أكثر من توفير دخل ثابت، ومنزل بسيط يأويها من تقلبات الجو، فلم يُعد في العمر ولا النفس مساحة لمعاناة جديدة اسمها "التشرد".

فيديو قد يعجبك: