إعلان

بحضور 3 رؤساء تحرير.. مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل وتحديات الصحافة في مصر (صور)

09:44 م الأربعاء 17 يوليه 2024

الإسكندرية - محمد البدري:

ناقشت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، مستقبل وتحديات الصحافة في مصر، في ندوة ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشر، بحضور الكاتبة الصحفية علا الشافعي، رئيس تحرير اليوم السابع، والدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير الأخبار، والكاتب الصحفي ماجد منير، رئيس تحرير الأهرام، وأدار الندوة الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، بمشاركة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.

وتحدث الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي، عن وجود تحديات تواجه الصحافة المصرية تزامنت بداية من ظهور المواقع الإلكترونية وتزايدها مع ثورة يناير حتى توغلت مواقع التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن، وصولًا إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن الإعلام بمثابة أمن قومي، وأن الإعلام الرشيد المنضبط هو ما يشكل الوعي ويبني الوجدان ويصنع المستقبل، كما أن الصحافة تمثل أحد أذرع القوى الناعمة، وقد شهدت الصحافة المصرية سنوات من المجد حيث كان الصحفي المصرى سفيرًا ومؤثرًا، في بلدان الوطن العربي.

وقالت الكاتبة الصحفية علا الشافعي، إن التحديات التي تواجهها مهنة الصحافة كبيرة للغاية بدءًا من طبيعة المهنة نفسها وصولًا إلى كل التطورات التكنولوجية المرعبة التي طرأت عليها، لافتة إلى أن التطور الذي حدث مع بداية الصحافة الإلكترونية وارتباطها بظهور الهاتف المحمول شكلت نوعًا من المخاطر على المهنة، لأن أغلب الناس العاديين باتوا بشكل أو بآخر صحفيين يمكنهم استخدام الهاتف لنقل وتصوير أي حدث في لحظة حدوثه.

وأضافت أن الصحافة تعاني من وضع مأزوم على مستوى الأحداث، ونحن نعاني من ظرف سياسي واجتماعي غير مسبوق بسبب تغيرات إقليمية، قائلة "لا نستطيع أن نجادل في أن الصحافة مهنة أمن قومي، ومصر محاطة بحروب على كل الجبهات والحدود في ليبيا والسودان وفلسطين، وتلك الظروف تتطلب وضع خاص للتعاطي مع الإعلام وما يتم نشره، وأن يكون هناك محددات أخرى يجب أن ننتصر لها على حساب المهنة أحيانًا طبقًا لطبيعة الظرف الذي نمر به".

وقالت إن الصحفي يجب أن يطور من أدواته وجودة المحتوى لضمان الاستمرارية في ظل التطور التكنولوجي الكبير، لافتة أن الصحافة الورقية تتآكل ولكنها ترفض فكرة انتهائها، وأصبح التحدي يتمثل في العمل على تقديم محتوى يتناسب معها ويجذب القراء على غرار ما فعلته بعض الصحف الأجنبية الكبرى.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي ماجد منير، إن الصحافة كرسالة مهمة ستبقى حتى نهاية البشرية لأن البشر بطبيعتهم في حاجة الى تلك الرسالة، لافتًا إلى أن التحدي الحقيقي هو التفكير في كيفية تقديمها.

وأضاف أن الصحافة صناعة يجب أن يتوافر لها عناصر الجودة في المنتج المقدم للقراء، لافتًا إلى أن تلك الصناعة تواجه تحديات اقتصادية وتكنولوجية وبشرية، وتلك التحديات لن تستطيع مؤسسة واحدة مواجهتها، كما أن القوة البشرية العاملة في مجال العمل الصحفي تحتاج للتدريب طول الوقت.

وأشار إلى أن جريدة الأهرام سوف تحتفل خلال الفترة المقبلة بمرور 150 عامًا على إنشائها، كما احتفلت مؤخرًا بصدور العدد رقم 50 ألف للصحيفة، لافتًا إلى أن هذا التاريخ العريق يلقي بمسئولية كبيرة للمحافظة عليه.

وأكد أنه لا يجب المبالغة في مخاطر مستقبل الصحافة في مصر معتبرًا أنه رغم وجود تراجع في توزيع الصحف الورقية، إلا أنه لا يمكن تجاهل ارتفاع أعداد من يتابعون المنصات الإلكترونية لنفس الصحف، في ظل تطور وسائل التكنولوجيا.

ورأى أنه رغم ظهور صحافة المواطن كأحد التحديات التي تؤثر على مهنة الصحافة، لكن سيبقى دور الصحفي قائمًا في الوصول للتفاصيل الدقيقة ومعالجة ما بعد الخبر، وسيسعى القاريء للصحف التي يثق بها.

وأشار "منير" إلى الدور الذي لعبه الإعلام المصري في نقل تفاصيل الحرب على غزة طوال الفترة الماضية، حيث أدى دورًا مهمًا ومؤثرًا فى الرأي العام الداخلي وكذلك على المستوى الدولي وخاصة فيما يخص قضية تهجير أهل غزة، كمثال لنقل ما وراء الحدث.

وأكد اهتمام جريدة الأهرام بالوصول إلى الشباب باعتبارهم القضية الأساسية، لافتًا إلى أن الأهرام واكبت أدوات التطور ودشنت منصة لها على "تيك توك" إلى جانب منصاتها المختلفة، مؤكدًا أن سفينة النجاة من تلك التحديات هي تحقيق التكامل والاندماج بين الصحافة الورقية والإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن نقابة الصحفيين تحضر لتنظيم مؤتمر عام لمناقشة تحديات المهنة ومستقبل الصحافة في مصر، بمشاركة أبناء المهنة، لافتًا إلى أن المجال متاح أمام الجمهور لإبداء الرأي.

وأكد الدكتور أسامة السعيد، أن مهنة الصحافة ستظل قائمة ومستمرة طالما هناك حاجة للمعرفة، وفي المقابل تواجه الصحافة تحديات نظرًا للتطور الكبير في المدخلات والمخرجات وكذلك اختلاف ذائقة الجمهور، لافتًا إلى أنه توجد مبالغة في المخاوف حول مستقبل الصحافة واحتمالية اندثارها في ظل التطور التكنولوجي الكبير، وأنه يجب عدم التعامل مع التكنولوجيا باعتبارها تهديد.

وأوضح أنه يمكن أن يكون هناك تكامل بين الصحف المطبوعة والأدوات الحديثة، مشيرًا إلى أحد التجارب التي قدمتها جريدة الأخبار، بإضافة QR كود للمحتوى الورقي بما يتيح للقارئ الوصول لمزيد من التفاصيل بالصوت والصورة للمحتوى.

وأكد السعيد ضرورة الاهتمام بتسويق المحتوى والقدرة على جذب الجمهور، مشيرًا إلى وجود مقترح لتوفير مصادر تمويل لوسائل الإعلام التقليدية من عائدات وسائل التواصل الاجتماعي، كما أكد أهمية التركيز على احتياجات الجمهور وتقديم محتوى جيد يتضمن تفاصيل دقيقة فيما وراء الخبر.

فيديو قد يعجبك: