لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''أوباما ''على طريقة الشيخ حسني!!

09:25 م الثلاثاء 03 أبريل 2012

بقلم – دكتور طارق الشناوي:
المسافة بين حقيقة مشاعرنا وما نعلنه قد تضيق أو تتسع من شخص إلى آخر ولكننا أحياناً نفاجأ بأن ما أردنا إخفائه تحول إلى العلنية.. في فيلم ''الكيت كات'' للمخرج ''داود عبد السيد'' مشهد رئيسي احتل مكانة خاصة في الذاكرة البصرية للسينما المصرية وأظنه أيضاً لا يغادر مشاعر الكثيرين إنه الشيخ حسني ''محمود عبد العزيز'' في نهاية أحداث الفيلم عندما ذهب للعزاء وبعد نهايته لم يلحظ أن الميكروفون لا يزال مفتوحاً وأخذ راحته في إعلان رأيه في أهل الحتة رجالاً ونساءً بدون أن يغلف رأيه بأوراق سوليفان ناعمة من الكذب الذي تعودنا أن نصفه كذباً بالأبيض!!

شيء من هذا من الممكن أن تراه فيما حدث قبل بضعة أيام عندما كان الرئيس الأمريكي ''باراك أوباما'' يتحدث مع الرئيس الروسي ''ديمترى ميد فيديف'' خلال قمة ''سيول'' في كوريا الشمالية ولم يكونا يعرفان أن الميكروفون أمامهما مفتوحاً سمع الصحفيون ''أوباما'' وهو يقول للرئيس الروسي أنه سيكون أكثر مرونة بعد إعادة انتخابه لمدة ثانية في نوفمبر القادم وعلى الفور اعتبرها خصوم ''أوباما'' على أنه يقول في العلن عكس ما يبطن في السر وبدءوا في التشهير به لإقناع الشعب الأمريكي بعدم التصويت له مجدداً.

وكان قد سبق وأن تكرر ذلك فى موقف مشابه قبل نحو عام وتناقلته عدد من المواقع الإليكترونية وهو ما حدث في نهاية قمة العشرين عندما تسرب عن طريق الخطأ رأي كل من ''نيكولا ساركوزي'' و ''باراك أوباما'' في ''بنيامين نتنياهو''.. الأول يصفه بأنه كاذب والثاني يقول إنه مضطر للتعامل معه.. الصراحة حلوة والصراحة راحة ولكن هناك بعداً أخلاقيا في مهنة الصحافة والإعلام يمنع أن تنشر أحاديث خاصة بدون موافقة أصحابها ولكن بالطبع فإن النهم الصحفي في لحظات يسيطر على من يعمل في هذه المهنة خاصة وأن الأمر لم يكن خاصاً بين صحفي ومصدر طلب منه عدم كتابة الرأي ولكنها كانت تسريبات صوتية علنية بل ومترجمة إلى كل لغات العالم والصحفي الذي قد يؤرقه ضميره المهني ويقرر ألا ينشر ما الذي يضمن له أن زميله في الجريدة المنافسة لن ينشر!!

ربما تصبح هذه القضية على المستوى المهني مثار العديد من المناقشات وليس مجالها بالطبع تلك المساحة ولكن ماذا لو قرر كل منا أن يتحول إلى ''الشيخ حسني'' أو ''ساركوزي'' و ''أوباما'' هل نحن مستعدون لكي نذكر الحقيقة وأن يستقبلها الطرف الآخر بدون حساسية تبعاً للمثل الشهير ''يا بخت من بكاني ولا بكى الناس عليّ'' التي من الممكن أن تجد بها صلة قربى ونسب عند بنت عمها المقولة الشهيرة ''الاختلاف في الرأي لا يفسد للرأي قضية'' أو مقولة أرسطو ''أحب سقراط ولكن حبي للحق أفضل'' أو الحديث الشريف ''صديقك من صَدَقك وليس من صَدَّقك'' ومقولة السيد المسيح عليه السلام ''ماذا لو ربح الإنسان العالم وخسر نفسه''.. ثم إنك لو أمعنت التفكير في الوصايا العشر واخترت واحدة فقط تعبر عنها سوف تجدها في ''لا تكذب''.. ورغم ذلك فإن آفة الحياة هي الكذب لو رأيت مثلما - أحياناً بحكم المهنة - أرى كم الأحضان والقبلات التي تنهال بها هذه النجمة على تلك التي لا تكف عن نعتها بأسوأ الصفات بل إن كتاب نشر مثلاً قبل نحو 15 عاماً لأحد السحرة الذين كانت تلجأ إليهم نجمات الفن كان الغرض الحقيقي من زيارات تلك النجمة هي أن يحقق رغبتها في أن يخسف بتلك المنافسة الأرض وأن يضع في طريقها كل العكوسات الممكنة التي تحول دون بقاءها ليس فقط في الحياة الفنية ولكن في الحياة كلها!!

الوسط الفني رجالاً ونساءً مليء بتلك الوجوه التي تقول شيء في الإعلام الرسمي بينما الحقيقة في الكواليس هي العكس تماماً فكثيراً ما يحدث في البلاتوهات تبادل في توجيه الكلمات التي لها مذاق اللكمات بل أحياناً تصل إلى مرحلة اللكمات ولكن ما يحدث بعدها مباشرة هو أن تجد في كل الصحف المانشيت يتكرر أنا أحب فلانة وهي تحبني وتساعدني ودائماً سوف يتم استخدام تعبير السمن والعسل رغم أن العلاقة بينهما كادت أن تتحول إلى محاضر في أقسام الشرطة.

كلنا بنا شيء من الشيخ ''حسني'' والرئيس ''أوباما'' رغم أننا كثيراً ما نردد الصراحة راحة إلا أننا لا نعلنها إلا عن طريق الخطأ!!

 

اقرأ أيضا:

اوباما يطرح مرشحا اميركيا من اصل كوري بمواجهة وزيرة نيجيرية لرئاسة ...

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان