إعلان

سر الازدحام المرورى في مصر – (تقرير)

11:16 م السبت 12 أكتوبر 2013

تقرير - أشرف بيومي:

تُعاني الطرق الرئيسية والكباري في مصر مؤخرا ازدحاما مروريا غير اعتياديا، تنوعت أسبابه ما بين إصلاحات وإشغالات على الطرق وسلوكيات خاطئة من السائقين.

السائقون يتحدثون

التقي ''مصراوي'' بسعيد غزال، سائق نقل، الذي يشعر بمعاناة يومية بسبب التكدس المروري على الطريق الدائري، والذي يرجع أسبابه وفقا لغزال إلى كثرة الإصلاحات خاصة في منتصف الطريق أي في ''الحارة الوسطي'' من الطريق.

وينتقد ''غزال'' وجود عدد من الأكمنة ليس لها دور سوى تعطيل الطرق و''تضييق'' مساحة الشارع دون حتى ان تري رخصة القيادة –حسب قوله.

بينما قال عبد العزيز محمود، سائق تاكسي، إن الشعب نفسه هو صاحب المشكلة معللا ذلك برؤيته للعديد من السائقين الذين يسيروا عكس الاتجاه وإذا عاتبه أحد يتشاجر معه.

وأضاف أن هذه الفئة من الناس هي السبب الرئيسي في تعطيل الطرق إضافة إلى السيارات التي تأخذ الشارع لحسابها وتقوم بالركن فيه صف أول وثاني.

وأشار أمير كامل، سائق، أن غياب عسكري المرور هو السبب الرئيسي في ظاهرة الازدحام المروري، فحتي إذا تواجد فرد المرور تجده لا يستطيع السيطرة على حركة السيارات خاصة في الميادين.

وأضاف أن إصلاحات الطرق أيضا تؤثر على السيولة المرورية قائلا ''بسببها نتأخر دائما على عملنا ونستمر بالساعتين والثلاثة في مشوار لا يستغرق ربع ساعة ونأخذ خصومات مقابل ذلك ولا نعرف متي ستُحل تلك المشكلة''.

16 مليون مخالف

علق المهندس عادل عامر، خبير النقل علي تلك الظاهرة قائلا ''مشكلة المرور هي مشكلة سلوكيات في المقام الأول، بالإضافة إلى عدم قيام الإدارة العامة للمرور من خلال وحدات المرور المختلفة بأداء دورها على أكمل وجه حتي الأن''.

وأضاف في حديثه لمصراوي أن هذا شجع كافة المواطنين من أصحاب المركبات على مخالفة قواعد المرور لعدم وجود رجل المرور وتطبيق الردع القانوني على كل من يخالف قواعد المرور وهذه هي سبب الأزمة الأساسية في محيط مصر.

وتابع ''والذي يدخل عكس الإشارة، والذي يخالف المكان المخصص له في الركن كل هذه النماذج يجب أن يقوم رجل المرور بمجابهتها بالقانون، فإذا تم حل هذه المشاكل سوف تحدث انفراجه في أزمة المرور لأنها في الأساس مشكلتين الأولي سلوكيات والثانية تطبيق القانون''.

وفي نفس السياق أكد اللواء حسن برديسة، مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة، أن رجال المرور موجودين في أماكن عملهم ولكن المشكلة لها العديد من الأسباب المختلفة.

وفند في تصريحات لمصراوي أن أول هذه الأسباب السلوك البشري، فيقول ''خلال العام الماضي حررنا مليون و600 ألف مخالفة وعندما تضبط وتحرر هذا العدد من المخالفات معناه أن هناك 16 مليون شخص ارتكبوا مخالفات لأنه دائما من يتم ضبطه في أي قضايا أو مخالفات يكون 10 في المئة من السلوك الذي يحدث''.

وتابع ''حتي نوعية المخالفة التي تُرتكب بها مفارقة، فهناك فرق بين المخالفة التي ترتكبها رغما عنك ولا تؤثر في حركة المرور مثل نسيان رخصة القيادة أو عدم تجديدها، ومخالفات مثل السير عكس الاتجاه، وكسر الإشارة وهؤلاء نسبتهم 97 في المئة من المليون و600 ألف مخالفة التي ذكرناها سابقا، فهذه كارثة، لذلك فالسلوك رقم 1 بالنسبة لنا في قضية المرور''.

وقال برديسة ''من الممكن أن يكون عندنا كثافة مرورية ولكن عندما تكون الأزمة والكثافة منظمة الوضع سيختلف، فإذا ذهبت إلى لندن مثلا الساعة 4 ونصف عصرا ستجد نفسك تقف في الإشارة نحو الساعة إلا ربع وفي دبي نفس القصة''.

وأوضح ''لذلك فالفكرة أن هناك زحام منظم وزحام مصحوب بفوضي والفوضي نتيجة السلوك، فالشخص المنظم لا يستطيع أن يدخل عكس الاتجاه مهما كانت الأسباب''.

وأشار برديسة إلى أن أزمة السلوك رهيبة جدا في الشارع المصري، ولابد أن تُعالج سواء عن طريق الثقافة أو التعليم أو حملات التوعية، مضيفا ''ان إدارة المرور ستقوم بتدشين حملة توعوية قريبا، لأننا لا نريد أن نحرر مخالفات فقط ونغرم المواطنين أموال هو أولى بها''.

مشكلة تخطيط

كما أوضح برديسة أن هناك مشكلة في تخطيط الطرق والكباري والأنفاق، والتي صممت بطريقة خاطئة، فكوبري أكتوبر على سبيل المثال طوله أكثر من 12 كيلو، فاذا حدثت مشكلة في مدخل مدينة نصر مثلا، سيجد السائق نفسه في أنبوبة لا يستطيع الخروج منها.

ويضيف ''نفس القصة تحدث في نفق الأزهر الذي أُنشئ علي حارتين إذا تعطلت به عجلة وليس سيارة يشل شارع صلاح سالم بأكمله أي أنك أوقفت أكبر شريان في القاهرة كلها''.

وأشار مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة أن هذه العيوب سببها أناس أجرمت في حق مصر وأنشئت هذا التخطيط السئ، فوضعوا مصر في هذه الأزمة التي يبلغ عمرها أكثر من 30 عاما، ونحن من ندفع ثمنها حاليا.

لينتقل برديسة لسبب أخر للأزمة فيقول أن أماكن الانتظار كارثة أخري ، فالقاهرة وحدها بها عجز 600 ألف مكان، فحتي لو شوارع القاهرة كلها مثالية مع التزام الناس بالانتظار الشرعي والقانوني وأن يكون موازي للرصيف يفقد الشارع 33 في المئة من سيولته المرورية نظرا لأنك تحجز حارة وتترك اثنين فقط.

ويقول ''هذا بخلاف أنني أستيقظ يوميا على 5 أو 6 بلاغات خطيرة من انفجار أو طفح بلاعات أو مواسير مياه وصرف صحي نتيجة تهتك شبكة المرافق، مما يؤثر على السيولة المرورية للطرق''.

واقترح برديسة لتخفيف الحمل على الطرق توسيع منظومة النقل النهري، واستغلالها في نقل الرمل والزلط بدلا من مقطورات النقل''.

ليختتم حديثه قائلا ''نحن أمام منظومة تحتاج لإعادة تخطيط لكل عناصرها من أول وجديد مع الأخذ في الاعتبار أن الناس هم الأساس''.

 

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج