غزة تترقب مظاهرات 30 يونيو في مصر
غزة - (الأناضول):
يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة حالة من الترقب الشديد انتظارا لما ستسفر عنه مظاهرات ينظمها معارضون ومؤيدون للرئيس المصري محمد مرسي يوم 30 يونيو الجاري.
وتدعو قوى مصرية معارضة إلى التظاهر يوم 30 يونيو الجاري، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فيما قالت قوى إسلامية إنها ستتظاهر غدا الجمعة 21 يونيو؛ دعما لمرسي، الذي فاز قبل نحو عام في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي ظل بالحكم قرابة 30 عاما.
مخاوف
ويخشى فلسطينيون، استطلع مراسل ''الأناضول'' آراءهم، من تأثير تلك المظاهرات على الأوضاع الأمنية والسياسية في مصر، واحتمال أن تتسبب في إغلاق معبر رفح البري والأنفاق المنتشرة أسفل الحدود المصرية الفلسطينية؛ ما يعني إحكام الحصار الإسرائيلي (المفروض على القطاع منذ عام 2006)، ومنع تدفق الاحتياجات الأساسية للقطاع من مواد البناء والمواد الغذائية والوقود.
ويحتضن الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة مئات الأنفاق التي تستخدم في نقل الوقود والبضائع والأشخاص إلى القطاع المحاصَر.
وشددت السلطات الأمنية المصرية من إجراءاتها الأمنية في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، وخاصة في منطقة الأنفاق، ''في إطار حماية البلاد من أي محاولات لاستغلال الأنفاق لوصول عناصر خارجية ودخولها الأراضي المصرية خلال الأيام القادمة''، بحسب مصدر أمني مصري في تصريحات سابقة لـ''الأناضول'' أمس الأربعاء.
وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة منذ شهر يونيو 2007. ونفت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة، في بيان لها يوم الاثنين الماضي، ما تردد عن تسلل عناصر تكفيرية وجهادية من غزة إلى سيناء عبر الأنفاق الحدودية.
تأثير كبير
من جانبه، يرى حسام الشياح، وهو طالب جامعي من سكان غزة، أن ''المظاهرات التي دعت إليها فصائل المعارضة المصرية لإسقاط حكم الرئيس محمد مرسي ستؤثر بشكل كبير على قطاع غزة''.
ويمضى قائلا: ''ربما تتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية فيتم إغلاق الأنفاق ومعبر رفح وهذا سيتسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة''.
وعن رد فعل الغزيين إزاء تلك الدعوات للتظاهر، يقول الشياح إن ''الفلسطينيين هنا يترقبون بنوع من الخوف ما سيحدث خلال وبعد مظاهرات نهاية يونيو الجاري''.
ويضيف: ''نأمل أن تمر هذه المظاهرات دون أن تؤثر بشكل كبير سواء على الساحة المصرية أو الفلسطينية في غزة''.
ولم يبتعد بائع الخضروات الفلسطيني عبد القادر أبو شعبان عن مواطنه السابق، إذ يعرب عن تخوفه من إغلاق الأنفاق والمعابر، لكنه يعرب في الوقت نفسه عن ثقته في أن ''الشعب المصري لن يسمح بتجويع الفلسطينيين في غزة وزيادة حصارهم''.
ويقول أبو شعبان: ''ربما يمتد تأثير مظاهرات نهاية الشهر الجاري لأيام قليلة، يتم خلالها إغلاق الأنفاق ومعبر رفح ونحن قلقون من ذلك، لكننا على ثقة أن الشعب المصري لن يسمح بزيادة حصار الفلسطينيين وامتداد الأزمة إلى أيام طويلة''.
بينما يتوقع فادي الكفارنة، وهو مدرس بإحدى المدارس الحكومية بغزة، أن يتم إغلاق الأنفاق الحدودية ومعبر رفح لفترة طويلة خلال وبعد مظاهرات نهاية يونيو الجاري.
ويحذر الكفارنة من أن ''هذا الأمر (إغلاق الأنفاق) سيتسبب في أزمة إنسانية كبيرة في غزة؛ لأنها تعتمد بشكل أساسي على استيراد احتياجاتها الأساسية عبر الأنفاق الممتدة أسفل الحدود مع مصر''.
ويعرب عن خشيته من ''نفاد المواد الأساسية كالأغذية ومواد البناء والوقود من أسواق غزة وارتفاع أسعارها''، ويأمل أن ''تنتهي المظاهرات في مصر دون أي مشاكل أو أزمات''.
تشديدات أمنية
من جانبه قال مصدر في هيئة الحدود والأنفاق التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في غزة ''إن عمل الأنفاق الحدودية بين القطاع وسيناء المصرية تقلص بشكل كبير مُنذ عدة أيام بسبب التشديدات الأمنية المصرية، قبل المظاهرات المتوقعة''.
وأوضح هذا المصدر، في تصريحات لـ''الأناضول'' الثلاثاء الماضي ، أن ''كميات البضائع التي يتم تهريبها عبر الأنفاق هذه الأيام قليلة جدا''.
فيديو قد يعجبك: