لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قطر..القوة العظمى الصغيرة

12:27 م الخميس 20 يونيو 2013

الدوحة/اسطنبول - (د ب أ):

ترى لماذا اختارت طالبان قطر بالتحديد لإجراء محادثات سلام؟ السبب في ذلك هو الدور البارز لهذه الإمارة الخليجية الآن في كل صراع تقريبا في العالم الإسلامي.

إن من يفكر في الصراع المسلح في مالي، سيعثر عاجلا أم آجلا على دور لقطر، وكذلك فإن للإمارة الصغيرة كلمتها عندما تختار المعارضة السورية رئيسا لها.

كما أن قطر ساعدت الأمم المتحدة مؤخرا في مفاوضات الإفراج عن أربعة جنود من قوات حفظ السلام الأممية كان قد تم اختطافهم في هضبة الجولان السورية، بالإضافة إلى ذلك فإن قطر ستلعب دورا أكثر من مجرد بلد مضيف في المحادثات المزمع إجراؤها بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة.

وقد تخوف بعض العرب من الدور الجديد لقطر كقوة إقليمية لها نفوذها في الصادرات والاستثمارات وتوريد الأسلحة والمساعدات الإنسانية، وانتقدوا تقديم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني نفسيهما بوصفهما داعمين للمسار الديمقراطي في كل من مصر وسوريا وتونس وليبيا في حين أن قطر نفسها لا تزال حتى اليوم تحكم بالنظام الملكي.

وكانت صحيفة ''إيجيبت اندبندنت'' المصرية الناطقة بالإنجليزية وضعت عنوانا عن هذا الموضوع يقول: ''قطر لاعب عالمي متخلف على مستوى السياسة الداخلية''.

وفي العاصمة الليبية طرابلس كتب أحدهم على جدار في منطقة يمر بها الكثير من السيارات ''اختفي يا قطر''.

وفيما يتعلق بالأمن يعتمد أمير قطر على الولايات المتحدة دون غيرها إذ أن الولايات المتحدة تمتلك قاعدة عسكرية في قطر، غير أن القيادة القطرية تتصرف على المستوى السياسي بقدر كبير من الاستقلالية وذلك بوصف قطر قوة إقليمية صاعدة يمتد طموحها من شمال افريقيا إلى أفغانستان.

وتدعم قطر حركة الإخوان المسلمين في العديد من الدول العربية بالمال ومن خلال التقارير المتعاطفة في قناة الجزيرة التي تبث من الدوحة.

كما تقوم قطر بتوريد أسلحة إلى قوات المعارضة السورية وتنشئ مدارس إسلامية في مالي وتلعب دورا من أجل إحلال السلام في إقليم دارفور السوداني.

وضخ أمير قطر عدة مليونات في قطاع غزة الفلسطيني، وقام في العام الماضي بصحبة قرينته الشيخة موزة بزيارة قطاع غزة تم تصنيفها بأنها ''زيارة دولة'' الأمر الذي لم يجد استحسانا من قبل خصوم حماس السياسيين.

وفي ذات السياق سارع الشيخ حمد لإمداد الرئيس المصري محمد مرسي بقرض يبلغ نحو ثلاثة مليار دولار وذلك عندما واجهت القيادة المصرية التي تهيمن عليها حركة الإخوان المسلمين أزمة تراجع الإيرادات وغياب الاستثمارات.

غير أن التأثير المتنامي للقطريين الذين لا يصل عدد سكان بلادهم إلى مليوني نسمة ليس ثمرة الهدايا المالية للمعارضين والحكومات المتأزمة وحسب، بل لأن الإمارة تتمتع بعلاقات تجارية وثيقة مع عدد كبير نسبيا من الدول في آسيا وأوروبا بوصفها أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.

وبالإضافة إلى ذلك فإن صندوق الاستثمار القطري تحول منذ فترة طويلة إلى لاعب يغازله حتى الساسة في أوروبا وذلك بالنظر إلى شراكاته في شركات مثل فولكس فاجن، أكبر شركة تصنيع سيارات في أوروبا، ومصرف كريديت سويس ومصرف باركليز.

وكان أمير قطر قد واجه في بداية حكمه صعوبة في أن يجد قبولا لدى العالم العربي لأن الملوك والرؤساء في المنطقة الذين يتسم تفكيرهم بالأسلوب الذكوري أخذوا عليه انقلابه الأبيض على أبيه في عام 1995.

ولم يصدر عن قطر حتى الآن أي تأكيد رسمي لتكهنات أشارت إلى أن حمد يعتزم التنازل عن الحكم لابنه وولي عهده الأمير تميم.

ومن غير المتوقع أن يحدث التغيير في الأجيال تغيرا في المزيج القطري الذي يتألف من تقنية فائقة وطموحات سياسية كبيرة ودعوة إلى إسلام محافظ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان