لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جنود ومعتصمون يروون تفاصيل اشتباكات الحرس الجمهوري (فيديو وصور)

02:32 م الثلاثاء 09 يوليو 2013

كتب – عمرو والي وأشرف بيومي:

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهراً عندما وصل ''مصراوي'' إلى المنطقة الواقع فيها دار الحرس الجمهوري بطريق صلاح سالم والتي شهدت فجر الاثنين اشتباكات دامية بين قوات الجيش وعدد من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي نتج عنها مقتل 52 قتيلاً وإصابة 435 مصاباً بحسب الرواية الرسمية.

الهدوء الحذر خيم على المنطقة التي تعج بالمحال التجارية والبنوك والتي اغلقت جميعها باستثناء القليل منها، والذي عاود نشاطه بعدما طوق الجيش المصري المنطقة المحيطة بالدار بالأسلاك الشائكة وتحولت إلى ثكنه عسكرية بمعنى الكلمة .

 

'' بداية الاشتباكات''

وقال الملازم أول شرطة محمد الجندي، من قوات تأمين دار الحرس الجمهوري، إن الأحداث بدأت بعد صلاة الفجر؛ حينما حاول بعض المعتصمين من أنصار مرسي اقتحام الدار ظنا منهم أنه (مرسي) بالداخل.

وأضاف الجندي أن خيام المعتصمين وصلت الخيام لحدود السلك الشائك وقطع الطريق (طريق صلاح سالم) بشكل كامل الأحد وبعد صلاة الفجر بدأ الهجوم على القوات وبعدها تعامل الأمن المركزي بالقنابل المسيلة للدموع.

وتابع أنه مع زيادة حدة العنف واستخدام الرصاص الحي نزلت كتائب الصاعقة وأزالت الخيام وعلى أثر ذلك توفى مجند شرطة بعدما تلقى ضربة ''شومة'' على رأسه، بالإضافة إلى ضابط جيش تلقى رصاصة في رقبته وضابط شرطة.

ولفت إلى أن بعض المتظاهرين اعتلوا مباني مجاورة وقاموا بقصف القوات المسلحة بالمولوتوف مما استدعى التعامل معهم.

وقال مجند جيش - رفض ذكر اسمه - ''نحن متواجدون هنا منذ أسبوع.. لماذا لم نتعامل معهم من قبل''، موضحا أن الأحداث بدأت بعد الفجر؛ حيث جاءت مجموعة من المعتصمين على رأسهم شيخ معه ميكروفون على سيارة نصف نقل وبدأ بالتهديد بالهجوم علينا خلال عشر دقائق إذا لم يظهر مرسي، وقال ''هنولع الدنيا''.

وأضاف المجند ''تعيين الجنود (الطعام) لم نتناوله ورُمي على الأرض، مشيراً إلى أنهم يعيشون أوضاعا صعبة بسبب المناوشات الممتدة منذ يوم الجمعة الماضي.

وأكد ''طالبنا المعتصمين بالابتعاد عن الدار، وقمنا بواجبنا المكلفين به لأن العنف بدأ من ناحيتهم''.

ولفت إلى أن الجيش ألقى القبض على عدد كبير من المتظاهرين بعد العثور على كميات كبيرة من الأسلحة وتم مطاردتهم حتى منتصف شارع الطيران وعبر نفق صلاح سالم حين هرب كثيرون بعد بدء الاشتباكات.


''هتافات معادية''

اتجه مصراوي إلى العقارات المجاورة للدار وتحدث إلى العاملين بأحد محال الأدوات الكهربائية الشهيرة، الذي قال ''المتظاهرون الإخوان اجتمعوا ممسكين بالشوم والعروق الخشبية وبالأسلحة الخرطوش والحي.. ومع محاولات اقتحام الدار الجيش تعامل مع الأمر''.

وأضاف : طوال فترة الاعتصام لم يتعامل الجيش على الإطلاق، وفجر الاثنين بدأ بالتحذير عبر طلقات الصوت فقط وبعدها بالذخيرة الحية بعد إلقاء المولوتوف''، مشيرا إلى أن هناك سيارات تابعة لهم جاءت لنقل المصابين وتعرضت لتلفيات وبعدها قامت قوات الحماية المدنية برفعها وفتح الطريق بعد إغلاقه لمدة يومين ليعودوا إلى منتصف شارع الطيران.

وقال أحمد مصطفى، عامل بمحل حلويات بالمنطقة، ''إن المنطقة تعيش في إرهاب كامل منذ يومين.. ما يحدث لنا وقف حال بالمنطقة كلها؛ ورمضان موسم شغل''.

وروى مصطفى واقعة التعدي على مراسلة احد القنوات بعدما جاءت لتغطية الاعتصام أمام الدار ومصادرة كل كاميراتها.

وقالت ''هبة'' أحد سكان عمارات العبور المجاورة للدار إن المعتصمين منذ يوم الجمعة استقروا أمام الجهة المجاورة لصلاح سالم وبدأوا في الزحف حتى وصلوا للسلك الشائك الذى نصبه الجيش ومن يوم الجمعة بدأت الهتافات العدائية ضد الجيش والشرطة''.

وأضافت هبه أن ''البلتاجي وصفوت حجازي هددوا قائد الحرس باقتحام الدار وحمل مرسي على الأعناق حتى الاتحادية''، مشيرة إلى أن المتظاهرين أحضروا ميكروفون و سماعات

وخوذ وعصي ومنذ منتصف الليل ونسمع صوت طلقات متفرقة حتى الفجر حين جاء أحد الشيوخ وهتف ''حي على الجهاد'' و''الشهادة'' ومع بدء الاشتباكات فر هاربا، وأشيع أن الجيش يمنع سيارات الإسعاف للدخول للمصابين إلا أن هذا لم يحدث.

وقال حارس عقار لنا بالمنطقة - رفض ذكر اسمه هو الآخر - إن أغلب السكان تركوا منازلهم بسبب الأوضاع الصعبة التي عانوها على مدار الأسبوع الماضي من غلق للطرق ونقص احتياجاتهم من الغذاء.


''الطريق إلى رابعة''

انتقل مصراوي بعدها إلى شارع الطيران للاستماع إلى وجهة النظر الأخرى للوقوف على حقيقة الأحداث، ومع بداية الطريق كان هناك أحد المصابين، ستيني العمر، ملتحي يرتدي جلباب ممزق، حافي القدمين، وعلى رأسه لاصق طبي وشاش، جلس على الرصيف المقابل للدار ممسكاً بعلم مصر؛ حيث قال ''الجيش ضرب المتظاهرين أثناء الصلاة.. يقبضون على كل الملتحين وهم يصلون.. انطلق رجل في الصراخ.. ثم وجدوا انفسهم تحت نيران الجيش من كل اتجاه''.

الوصول إلى اعتصام رابعة العدوية كان هو الهدف، لمعرفة ما حدث. عبد الله، فرد أمن بفندق ''سونستا'' قال ''الاعتصام تسبب في نقص اشغالات الفندق... ومع الاشتباكات شددنا الإجراءات الأمنية''.

وفى منتصف الشارع وقف مجند جيش طالبنا بالرجوع لأن المرور من الطريق ممنوعاً بأوامر قائده، وفي هذه اللحظة اعرب سائق عن استياءه من إغلاق الطريق الذي جعله يعود لطريق صلاح سالم مرة أخرى.


أنصار مرسي

وفى الطريق صادفنا شابين ذاهبان إلى الاعتصام تجاذبنا معهم أطراف الحديث؛ حيث قال أحدهم، ويدعى إبراهيم كامل شاب عشريني من الشرقية متزوج ولديه ولد ووحيد أمه

وأبيه ، إنه جاء للاعتصام منذ مايقرب من أسبوع؛ حيث يستمر في معتصما أربعة أيام متواصلة، ويذهب لبلده يومين؛ وذلك ''من أجل نصرة الدين الإسلامي على الرغم من قلقه الدائم على أهله ولا يعلم متى سينتهي هذا الوضع''.

وقال كامل إنه ''خائف من العودة هو وعدد كبير من الشباب من أن يقبض أمن الدولة عليهم''.

وقال ''ما حدث أننا كنا نصلي الفجر وقاموا جنود الحرس الجمهوري بإطلاق النار علينا أثناء الصلاة مع بداية الركعة الثانية والشروع في الدعاء بدأ ضرب النار وفض الاعتصام السلمي''، نافيا أن يكون الإخوان هو من بادروا بالهجوم على الجيش.

ولفت إلى أن المنصة أذاعت خبر مقتل ''استشهاد'' 55 بينهم 7 أطفال و8 سيدات ومئات المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات المجاورة، إلا أن الرواية الرسمية حددت العدد بـ52 شخصا قتلوا ليس من بينهم أطفالا ولا نساءً''.

وأكد أحمد علي السيد استمرار الاعتصام عند رابعة العدوية حتى عودة مرسي، زاعما أن قوى سياسية أعلنت تضامنها مع الاعتصام ومنها الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وحزب النور وجبهة طلاب الأزهر وغيرهم، حسب قوله.

''مستمرون في فاعليتنا خلال شهر رمضان وحتى عيد الأضحى المبارك المهم ان يعود '' مرسي إلى منصبه''.

وأشار إلى أنه مع بدء إطلاق الرصاص تركوا الصلاة وفوجئوا باقتراب سيارات مدرعة تابعة للجيش من المعتصمين ووجهوا الرصاص الحي على المعتصمين حيث استمر لمدة ساعة وبضعة دقائق حيث توقف بعد الساعة الخامسة صباحا.


''داخل الاعتصام''

كان الشابان وسيلتنا لدخول اعتصام رابعة بسهولة، وكان أول ما لمحته عيوننا مجموعة من الملتحين بعصي وشوم على أحد المداخل، فضلا عن الباعة الجائلين الذين انتشروا في كافة أرجاء المكان.

عدد كبير من الخيام المنصوبة بعضها حدد انتماءه والمكان الذي أتى منه، واستلقى عدد كبير من الرجال على جانبي الطريق داخل خيام أو في العراء وبعضهم غطى في نوم عميق، مع وجود مسيرات تهتف بضرورة محاكمة الفريق أول عبد الفتاح السيسي على الإطاحة بمرسي.

وقف البعض أمام كاميرات ووسائل الإعلام يستعرض طلقات الخرطوش الفارغة التي قالوا إن ''الجيش استخدمها في ضرب المتظاهرين السلميين اثناء الصلاة''، وقد اتفق الجميع على نفس الراوية.

وشهدت المنصة الرئيسية مشاجرة عنيفة بين المعتصمين بسبب الأغاني الوطنية؛ حيث قال أحدهم متسائلا: ''كيف سينصرنا الله وأنتم تغضبونه بهذه الموسيقي؟ وكيف يمكن لشيوخنا محمد حسان وحسين يعقوب أن يتضامنوا معنا بهذا الفعل ؟


''علاء مبارك وتمرد ''

تحدثنا بعدها إلى الشيخ ''غريب '' والذى قال إنه متواجد في الاعتصام منذ أسبوع، مؤكدا على رواية زملاءه الآخرين أنه ''الجيش ضرب المتظاهرين في الركعة الثانية من الفجر''، متهما وسائل الإعلام بالتضليل.

وتابع ''كل الحقائق مثبته بالأدلة والفيديوهات، ورصاص القوات المسلحة موجود لدينا عند المنصة''.

''كما أن هناك مستندات لدينا باعترافات من داخل حملة تمرد بأن زوجة علاء مبارك هي من كانت تمول هذه الحملة.. تلك مؤامرة كبرى''، هكذا زعم.

''حزب النور والبرادعي السيسي ضحك عليهم.. وكل القوى السياسية بدأت تدرك أن ما يحدث هو انقلاب على الشرعية بل ومصر كلها مختتما.. فيه حاجة غلط''.. بهذا الكلمات أنهى كلامه.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان