إعلان

كيف يُعاد الانضباط المهني للإعلام المصري؟

12:04 م السبت 31 أغسطس 2013

كتبت - علياء أبو شهبة:

الأداء الإعلامي بنوعيه المكتوب و المسموع خلال احتجاجات 30 يونيو وما أعقبها من أحداث أثار الكثير من الانتقادات، بسبب اتهامات متبادلة بالبعد التام عن الحياد والمهنية والمعايير الموضوعية، ووسط مطالبات بوضع ميثاق شرف إعلامي يعيد الانضباط للإعلام المصري، وترقب للمواد الخاصة بحرية الإعلام في التعديلات الدستورية، ''مصراوي'' يستعرض أراء خبراء في الصحافة والإعلام في الأمر.

تداول المعلومات

قال محمود مسلم، مدير تحرير جريدة الوطن، إن اللحظة الحالية هي الأنسب لوضع ميثاق شرف إعلامي جديد يشارك في وضعه الإعلاميون والصحفيون، وهو ما يفسره بأن حالة التقارب في الفترة الحالية في الرأي لم تحدث من قبل نتيجة الإحساس بخطورة الموقف، وهو ما يجعل المسؤولية تتقدم المنافسة، على حد تعبيره.

وأكد مسلم أن ''أبناء المهنة هم الأولى بوضع قواعد ميثاق الشرف المنظم لها، و بالأخص تعديلات الدستور الحالية، مشيرا إلى ''ضرورة الاستفادة من الأخطاء التي وقعت أثناء الانتخابات الرئاسية من انحياز بعض الإعلاميين لمرشحين رئاسيين بعينهم، والدعاية لهم بشكل صريح يتنافى مع المعايير المهنية''.

كما أكد أيضا ضرورة الإسراع بإصدار قانون يضمن حرية تداول المعلومات، وهو ما يعتبره أهم ما تفتقده الحكومة الحالية، وهو ما سمح لما اسماه ''الإعلام الإخواني'' ببث الأكاذيب.

وطالب مسلم بتفعيل دور المتحدثين الرسميين.

من جانبه، قال عماد الدين حسين، مدير تحرير جريدة الشروق، إن تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي في الفترة الحالية أصبح ضرورة ملحة، مشيرا إلى أهمية تطبيق القانون و تفعيله قبل البحث عن تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي.

القانون يتصدى للسب

أضاف حسين أن ''سب شخص للآخر على الهواء معناه أن هناك خطأ في المجتمع، وأن ذلك إذا حدث مقرونا بأقاويل عن إعطاء بعض السلطات ضوء أخضر، فهذا يعنى ''أن البلد رايحه في داهيه''.

وأشار حسين إلى أن الظواهر الحالية التي يعانى منها الإعلام لا يعالجها إلا القانون، مستطردا بأن ''ميثاق الشرف الصحفي يعالج النقص المهني والقصور في المعلومات، بينما الإعلام المصري يحتاج إلى تنظيف نفسه من الظواهر الغريبة''.

وأكد عماد الدين حسين، أن أي وسيلة إعلامية تحترم نفسها وجمهورها عليها منع استضافة أي شخص يسب الأخرين، لأنه أمر سوف تدفع هذه الوسائل ثمنه فيما بعد.

وقال محمد هوارى، سكرتير تحرير جريدة المصري اليوم، ومعد برامج تلفزيونية، إن حالة التخبط الإعلامي في أوقات الأزمات أمرا طبيعيا، لأن الإعلام مرآة عاكسة للمجتمع بكل ما فيه من مشاكل و انقسام.

وأوضح هواري أن الجدلية هنا تكمن في ''من الذى يفرض أجندته على الآخر''، مشيرا إلى أن ما تتداوله وسائل الإعلام يعتبر منفصلا تماما عن اهتمامات الناس الذين تشغلهم لقمة العيش و الأمن، بينما تستغرق وسائل الإعلام في الحديث عن السياسة، بطريقة يصفها بأنها تزكي حالة ''الاستقطاب'' في الشارع.

ويرى هوارى أن أزمة الإعلام أيضا تتمثل في أن جانب كبير ممن يمارسون الإعلام من غير الإعلاميين، وهم يتبنوا وجهات نظر معينة، وتبقى مجموعة بسيطة هي المحافظة على المعايير المهنية.

الصحفي والناشط

والحل للخروج من حالة الفوضى الإعلامية الحالية يتمثل، وفق ما أوضح هوارى، بالتأكيد على المحددات الإعلامية لمهام كلا من الإعلامي والصحفي، فضلا عن التصدي لغياب الخط الرفيع الذي يفصل بين الصحفي من جهة والناشط السياسي من جهة أخرى.

أكد هوارى على ضرورة الالتزام بنقل الوقائع والحقائق وليس المشاعر.

وقال ''إن حالة تبادل رمي الاتهامات جزافا، وغيرها من المظاهر السلبية، حدثت من قبل عقب ثورة 25 يناير، من حيث الحديث عن الاتهامات غير المثبتة بأدلة''.

أشار هشام سلام، معد برامج تلفزيونية، إلى أن ''الإعلام اليوم يستقطب من كل الأطراف، وهو ما يرى أنه يحدث من ضمن أسبابه إدارة القنوات الفضائية، وهو الأمر الذى يتولاه في الغالب غير المهنيين، فضلا عن أن القنوات تعمل لصالح مالكها''.

أما الإعلام الحكومي فيرى سلام أنه قبل 30 يونيو كان منقادا إلى جانب التيار الإخواني من قبل من أتاح لهم وزير الإعلام (صلاح عبد المقصود) الفرصة للظهور، أما بعدها فظهر كل من تم تهميشه في الوقت السابق، لكن ظهورهم كان بمثابة الانتقام، وكل طرف منهم يفتقد إلى المهنية.

وأضاف أن الأعداد الضخمة لموظفي ماسبيرو لا تعكس الكفاءة المهنية وهي أزمة أخرى تحتاج إلى إعادة الهيكلة وتدريب هذه الكفاءات، على حد قوله.

واعتبر سلام، أن وضع ميثاق شرف في الظروف الحالية لن يكون مجديا، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في كل ما يقدم من مضمون إعلامي، واتخاذ إجراءات تماثل ما تم مع القنوات الدينية، حيث أن الفوضى وصلت لأن برامج الطهي والرياضة أصبحت هي الأخرى تناقش الأوضاع السياسية، ولكن بسطحية شديدة.

''ميثاق الشرف الذاتي''

من جهتها، أكدت دكتورة سهير عثمان، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، على أن هناك بالفعل ميثاق شرف مهني ولا يوجد أي احتياج لوضع ميثاق شرف جديد، مضيفة بأن تفعيل ميثاق الشرف الحالي له الأولوية، لوقف ما وصفته ''بالسباب على الهواء''.

وأشارت عثمان إلى ''ضرورة إيقاظ ميثاق الشرف الذاتي لدى كلا من الإعلاميين والصحفيين أنفسهم، قبل وضع مجموعة من القواعد المهنية''، موضحة أن السب والتطاول و الصوت العالي أصبح بمثابة ''التيمة'' التي يتخذها الإعلاميين من منطلق زيادة نسبة المشاهدة.

وحملت دكتورة سهير عثمان العبء الأكبر على كاهل الصحفيين من رؤساء تحرير البرامج، مؤكدة ضرورة التزامهم المهنية و الحياد فضلا عن تقدير مسؤوليتهم في الفصل بين الخبر و الرأي، وعرض الحقائق بعيدا عن المشاعر.

وأضافت بأن عرض صور الموتى وتصوير الأحداث دون السن القانونية وغيرها من الممارسات الإعلامية التي انتشرت مؤخرا تخالف ما جاء في تشريعات الإعلام التي مازالت حبيسة الكتب.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج