إعلان

أبرز أزمات الإخوان المسلمين (1928 – 2013)

12:16 م السبت 07 سبتمبر 2013

كتبت – هبه محسن:

منذ أن أنشأ حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 وحتى الآن مرت الجماعة بالعديد من الأزمات مع أنظمة الحكم المختلفة في مصر بداية بالعهد الملكي حتى الإطاحة بها من السلطة في مصر مرورا بعهود الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك.

ويرى خبراء أن جماعة الإخوان استطاعت تخطي جميع الأزمات التي مرت بها لأنها دائماً ما كانت تجد ظهير شعبي قوي يدعمها ويساندها، ولكن الأزمة الأخيرة في 2013 تختلف عن كل أزمات الجماعة السابقة لأنها أفقدتها أهم عنصر من عناصر قوتها وهو التأييد الشعبي.

يقول الباحث أحمد بان، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان المسلمين يطلقون على الأزمات التي مروا بها لفظ ''محن''، مشيرا إلى أربع أزامات كبرى مرت بها الجماعة منذ نشأتها، وكانت فيها تتصادم مع السلطة وهي في المعارضة إلا أن الأزمة الأخيرة تختلف عن سابقاتها من حيث أن الجماعة كانت هي التي في السلطة.

أزمة 1948

هذه الأزمة كانت في العهد الملكي بعد اكتشاف أمر التنظيم الخاص للإخوان – مصادفة - والذي أنسأه البنا، حيث عثرت قوات الآمن في 15 نوفمبر 1948 على سيارة جيب كانت تحمل أسلحة وذخيرة تابعة للجماعة.

وبعد التحريات اكتشفت قوات الآمن بأمر التنظيم الخاص للإخوان المسلمين والذي لم يكن معروفاً للدولة آنذاك وتم اكتشافه بعد 8 سنوات من إنشائه عام 1940 وعرفت هذه القضية آنذاك بقضية ''السيارة الجيب''، بحسب ما ذكر أحمد بان.

وكانت مصر في تلك الفترة تعيش تحت الاحتلال البريطاني، وبموجب الأحكام العرفية التي كانت سارية في البلاد في ذلك الوقت، خاطبت السلطات الأمنية الحكومة لإصدار قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين.

وبالفعل أصدرت الحكومة برئاسة محمود باشا النقراشي في 8 ديسمبر 1948 قراراً بحل الجماعة ومصادرة جميع أموالها ومقراتها وتم القبض على عدداً من قيادات الجماعة ووجهت لهم الاتهامات بالسعي لقلب نظام الحكم، ومن ثم قام أحد شباب الجماعة باغتيال النقراشي باشا بعد إصدار قرار حل الجماعة.

ذلك العمل استنكره مؤسس الجماعة حسن البنا في بيان له ووصف قاتليه بأنهم ''ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين''. وأدت هذه الواقعة إلى مقتل حسن البنا نفسه فيما بعد.

ويعتبر البعض أن هذه الأزمة كانت الأقل وطئة على الإخوان المسلمين، حيث استطاعوا بعدها لملمة أوراقهم والعودة للعمل السياسي مرة أخرى ضد الاحتلال البريطاني.

أزمة 1954

وكانت الثانية الثانية التي مرت بها الجماعة عام 1954 في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 فيما عُرف بحادثة ''المنشية'' على يد خلية من خلايا التنظيم الخاص للإخوان.

ويتردد أن إحدى خلايا التنظيم الخاص للإخوان المسلمين تعرضت للاختراق من مجهولين وهذه الخلية هي التي قامت بتنفيذ حادثة المنشية.

وأوضح أحمد بان أنه بصرف النظر عن ما يتردد بشأن هذه الحادثة إلا أنه من المؤكد أن التنظيم السري للإخوان المسلمين حاول في تلك الأثناء اغتيال عبد الناصر، والانقلاب عليه وهناك شواهد كثيرة على هذا، على حد قوله.

وأكد أن الجماعة بعد هذه الحادثة واجهت أكبر حملة اعتقالات في تاريخها وتم إعدام 6 من أبرز قياداتها أشهرهم عبد القادر عودة.

أزمة 1965

وواجهت الجماعة أزمتها الثالثة في تاريخها عام 1965 في أعقاب محاولة سيد قطب القيادي بمكتب إرشاد الجماعة والمجموعة المعاونة له إحياء تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من جديد لعمل انقلاب ضد جمال عبد الناصر وضرب مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي أكتشف أيضا مصادفةً.

وأشار ''بان'' إلى أن عبد الناصر اكتشف محاولات سيد قطب إعادة التنظيم بالصدفة خلال تصفحه لكتاب ''معالم في الطريق'' الذي ألفه قطب والذي تحدث فيه عن التغيير، وشك ''ناصر'' آنذاك بأن وراء هذا الكتاب التنظيم الخاص للإخوان فراجع تحريات المباحث واكتشف بالفعل وجود التنظيم.

''بعدما تأكد ناصر من وجود التنظيم ألقى القبض على عدد كبير من القيادات على رأسهم محمود عزت ومحمد بديع ومجموعة كبيرة من القطبيين حصلوا على أحكام بالسجن لمدة 10 سنوات وعرفت هذه المجموعة إعلامياً بمجموعة ''العشرات'' نسبة إلى الأحكام التي حكموا بها، كما تم إعدام 6 من كبار القيادات على رأسهم سيد قطب''.

وكان خيرت الشاطر في هذا التوقيت عضواً بالتنظيم الطليعي ولم يكن بعد قد انضم للإخوان المسلمين إلا أنه في منتصف السبعينات راق له فكر سيد قطب وأنضم للجماعة، كما يقول أحمد بان.

وأضاف أن ''المجموعة القطبية التي دخلت السجن في هذه القضية وخرجت في منتصف السبعينات هي التي قادت الجماعة إلى أزمتها الرابعة ومازالت تقود الجماعة حتى الآن''.

مع السادات ومبارك

بالنسبة لعهدي السادات ومبارك، قال الباحث أحمد بان أن الإخوان لم يكم لهم أزمات تذكر في العهدين، مشيرا إلى أن المضايقات التي كانت تتعرض لها الجماعة في تلك الأثناء كانت قادرة على امتصاصها واستيعابها.

ولكنه يرى أن الرئيس الراحل أنور السادات نجح في توظيف الجماعات الإسلامية في صراعه مع التيارات الاشتراكية والقومية والتي تعاظم نفوذها في عهد عبد الناصر؛ فاستخدم السادات التيار الإسلامي بجميع أجنحته في معادلة نفوذ القوى القومية واليسارية في الشارع، حسبما قال ''بان''.

وأضاف بان أن ''مبارك تعامل مع الإخوان بطريقة مزج فيها بين الاستيعاب والضربات الاستباقية وهو ما جعل حركتهم في النهاية تحت سقف معين، ولكن هذا القيد لم يمنعهم من توسيع قواعدهم في الشارع وتعظيم قدرتهم الحركية والسياسية وهو ما جعلهم القوى السياسية الوحيدة التي تظهر قدرتها على الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011 ومرت الأمور على هذا النحو الذي شاهده الجميع حتى وصلوا إلى الأزمة الرابعة''.

أزمة 2013

الأزمة الرابعة للإخوان، كما يقول ''بان'' هي أزمة الحكم والتي خسرت بها الجماعة المجتمع المصري.

ولعل أبرز خسائر الجماعة في أزمتها الأخيرة تكبدها عدد كبير من القتلى في صفوفها يفوق عدد القتلى الذين تكبدتهم خلال فترات صدامها مع الأنظمة السابقة، كما أنها لأول مرة تفقد الظهير الشعبي لها وهو الظهير الداهم لها على مدى تاريخها، على حد قول بان.

''فعلى مر التاريخ كان الكثير يعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين فصيل مستضعف يواجه تضييقاً غير مبرراً من الأنظمة الحاكمة السابقة، اما الآن فالصراع بين الجماعة وبين الشعب الذي أصبح يعادي الجماعة وقياداتها''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان