أزمات داخل مؤسسات صحفية عقب تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية
كتبت - ندا أسامة:
شهدت المؤسسات الصحفية أزمات عدة عقب إعلان المجلس الأعلى للصحافة، السبت الماضي، نتيجة التغييرات الصحفية لرؤساء تحرير الصحف القومية وعددهم 55 شخصاً والتي أثارت غضب بين جموع الصحفيين الذين طالبوا بإقالة بعضهم.
وشهدت مجلة ''عقيدتي''، أزمة حادة عقب الدفع بسيد أبواليزيد، لرئاسة تحرير المجلة، الأمر الذي أثار غضب الصحفيين، مطالبين برحيل ''أبواليزيد''، كما قاموا بمنعه من دخول مكتبه.
وأكد صحفيو المجلة، أن رفضهم لـ''أبواليزيد'' جاء بسبب عدم درايته بالملف الإسلامي، كما أنه ليس له علاقة بالمؤسسة، مشيرين إلى أن اختياره جاء بشكل عشوائي، الأمر الذي من شأنه أن يبعد المجلة عن رسالتها في مكافحة الإرهاب، وتحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام.
وطالب الصحفيون، في بيان لهم، المجلس الأعلى ونقابة الصحفيين بالتدخل لحل الأزمة، خاصة وأن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين كان على رأس المشاركين في تصويت المجلس الأعلى للصحافة على التغيرات الصحفية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، كما طالبوا بتعديل القرار الصادر من المجلس، ورفضهم الكامل لوجود أبواليزيد لعدم درايته بالملف الإسلامي، وعدم صلته من قريب أو بعيد بعقيدتي ورسالتها في مواجهة ملفات الإرهاب والعنف التي تعيشها البلاد، استكمالا لرسالتها التي أُنشئت من أجلها في عام 1992، وطالبوا بضرورة استدراك الموقف بالشكل اللائق، وتعيين أحد أعضاء أسرة التحرير رئيسًا لها، خاصة بعد مرور 22 عاما على عملهم في عقيدتي- على حد قولهم
وأفاد الصحفيون، أن الدكتور كمال حبيب، عضو المجلس الأعلى للصحافة، قد زار جريدة عقيدتي، ظهر الاثنين، ممثلًا للمجلس الأعلى، وبعد مشاورات بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف، وأمين عام المجلس صلاح عيسى، لحل أزمة عقيدتي ورفض أسرة التحرير تعيين سيد أبواليزيد، محرر شئون التعليم بالجمهورية، رئيسا لتحرير عقيدتي، رغم كونه غير متخصص ولم يعمل من قبل بمجال الصحافة الدينية.
وأكد الدكتور كمال حبيب، استياء رئيس المجلس الأعلى للصحافة من الأزمة الحالية، مؤكدًا أنهم ليس لهم أدنى سوء قصد في تكليف أبواليزيد، وأن ما يهمهم سلامة سير العمل في عقيدتي، حيث يسعون بكل السبل لحل الأزمة، مشيرًا إلى أنه سيذل قصارى جهده مع كل أطراف الأزمة لحلها، دون المساس بحق الزملاء في عقيدتي في استكمال رسالة صحيفتهم في مواجهة الفكر المتطرف، ونشر الإسلام الوسطى بين عموم المسلمين.
وقال الصحفيون، في بيانهم، إن الأزمة قد انفجرت، بعد قرار التغييرات الصحفية ومحاولات أبواليزيد اقتحام مقر عقيدتي على غير رغبة جميع العاملين فيها، وسبه الزملاء في اجتماع رسمي مع رئيس مجلس الإدارة، حيث تم الاتفاق على عدم صلة أبواليزيد بعقيدتي لحين حل الأزمة خلال الساعات القادمة، ثم أخل أبواليزيد بالاتفاق الذي تم مع رئيس مجلس الإدارة وحاول الالتفاف عليه من خلال التواصل مع مدير عام المؤسسة، وسكرتيرة الجريدة، والدعوة لاجتماع غدًا، دون علم رئيس مجلس الإدارة، في محاولة لاستفزاز الزملاء وافتعال مشكلة وتصعيد الصدام بعد طرده من مقر
عقيدتى أمس.
كما شهدت جريدة ''روزاليوسف'' أزمة داخل المؤسسة عقب قرار تعيين فاطمة السيد أحمد رئيساً لتحرير الجريدة، وقام عدد من الصحفيين، أمس، بتنظيم وقفة احتجاجية، أمام مكتب رئيس مجلس الإدارة، معبرين عن رفضهم استمرار فاطمة سيد أحمد، والتي صدر قرار بتعيينها من المجلس الأعلى للصحافة السبت الماضي رئيسة لتحرير الجريدة السبت الماضي.
و قام الصحفيون، بتحرير محضر قيد تحت رقم 5025 إداري قصر النيل، ضد رئيسة تحرير الجريدة، وقام وفد من الصحفيين المحتجين بمقابلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف المهندس محمد عبدالصادق وإبلاغه بمطالبهم، حيث وعدهم بإبلاغ مطالبهم للمجلس الأعلى للصحافة، وهو إلغاء قرار تعيين فاطمة سيد أحمد، الذي صدر منذ أيام، وسحب الثقة منها، مضيفًا أنهم سبق لهم جمع توقيعات علي وثيقة تم تقديمها للمجلس الأعلى للصحافة منذ أشهر، يرفضون فيها طرح اسمها كرئيس تحرير للجريدة.
وتقدم الصحفيون بمذكرة، لعدد من الجهات المسئولة بالدولة، جاء نصها: (إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين، نظرًا للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، والتي نقدرها جميعًا كمواطنين قبل أن نكون صحفيين نطالب نحن الموقعون بإقالة رئيس تحرير جريدة روزاليوسف اليومية، فاطمة سيد أحمد لما بدر منها في أقل من 48 ساعة فقط على توليها المسئولية من إهانات وخروقات لا يقبلها أحد تجاه جميع الزملاء بلا استثناء، فضلاً عن إساءتها إلى المؤسسة العسكرية، التي نفخر بها، مستغلة عملها كمحرر عسكري، ويكفي تهديدها للزميل أحمد عبد العليم، والذي اشتبكت معه لفظيًا وقامت بـ''سبه'' على الملأ، قائلة له بالحرف الواحد ''أنا ممكن أحبسك، أنا جيش'' وهو بالتأكيد ما يرفضه الجميع، لذا نسجل رفضنا التعامل معها نهائيًا، ونطالب برحيلها لإنقاذ المؤسسة من مخاطر قد تحدث في المستقبل القريب). على حد قولهم
وأعلن عدد من الصحفيين من مختلف المؤسسات الصحفية القومية، عن تنظيمهم لوقفة احتجاجية فى السابعة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، على سلالم نقابة الصحفيين، اعتراضاً على التغييرات الصحفية الأخيرة قبل انعقاد اجتماع المجلس المقرر انعقاده لبحث الأزمات التي شهدها عدد من الصحف.
ووجه عدد من الصحفيين من مختلف الصحف القومية، الدعوة لجموع الصحفيين للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، والمطالبة بإقالة عدد من رؤساء التحرير التي وصفها البعض بأنها تم اختيارهم بالخطأ والتي تتناسب معهم ومع ظروف مؤسساتهم التى تحتاج الى أشخاص لديهم القدرة والإمكانيات فى النهوض بصحفهم، وإخراجها من الأزمات المالية التى تمر بها.
من جانبه، أكد جلال عارف ، رئيس المجلس الأعلى للصحافة، إن عملية اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، تمت بديمقراطية وشفافية كاملة، و في ظل أقصي درجة من درجات الممارسات الديمقراطية، مضيفاً أن هذه التغيرات نرجو أن تكون خطوة علي طريق طويل لنهضة صحافتنا المصرية ، وتخطي العقبات التي تمر بها .
وقال عارف، في تصريحات خاصة:'' أمامنا بعض الخطوات لاستكمال خطوات البناء الإداري ، وتشكيل مجالس الادارة و الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية، لاستعادة دورها ومكانتها لدورها ونحن نحقق أهداف ثورتنا ، ونسير في الطريق الذي رسمه الشعب في 30 يونيو ، ونؤكد على المعاني الكبيرة لما جاءت به بإرادة الشعب وعلي رأسها الحرية وفي مقدمتها حرية الاعلام، ونحن نمارس الدور المنوط بنا في استقلالية كاملة عن كل مؤسسات الدولة''
وأضاف :''أن هناك رغبة حقيقية في إصلاح أوضاع الصحافة التي تعاني ظروف صعبة، وأمامنا مهمة صعبة لإعداد المؤسسات ، لإصلاح حقيقي وشامل لهذا المؤسسات ،ثم اصدار التشريعيات التي نص عليها الدستور ، وإعداد تشريعيات صحفية، لمناقشتها مع كل الجهات المسؤولية، وتنقية التشريعيات الصحفية من كل القيود، وتطبيق المبدأ الدستور الهام بمنع الحبس في قضايا النشر .
وقال صلاح عيسي، أمين عام المجلس الأعلى للصحافة، في تصريحات خاصة لـ''مصراوي''، إن التصويت تم على المرشحين لرئاسة تحرير الصحف القومية بعد اجتماع دام أكثر من 5 ساعات، جاء تتويجاً لعمل 5 أشهر، قابل المجلس من خلالها صعاب ضخمة استطعنا انجازها، وتم تشكيل لجنة لفرز المرشحين، وتم استقبال ترشيحات من رؤساء مجالس الادارة ورؤساء تحرير سابقين وترشيحات من كبار الصحفيين، وتم دمج الترشيحات، وتم تنقيتها
وقال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، إن تجربة التغييرات الصحفية الأخيرة جديدة، وأنه لأول مرة يتم الإختيار وفق آليات التصويت، ومن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء في حالة أو أكثر، و أن ينتج عن التصويت أخطاء، لأنها تجربة تتم لأول مرة، قائلاً ''إننا لا نستطيع أن نفعل شيء إلا في حدود القانون، وسوف نطلع علي نصوص القانون، ونحن لا ندير المؤسسات الصحفية، ولكن ندير العلاقة بين الصحفيين، و المؤسسات الصحفية، وما يقوله القانون سوف نطبقه ولن نخرج عنه، والنقابة لن تحل محل مؤسسات قائمة ينظم عملها القانون''.
وأضاف نقيب الصحفيين، في تصريحات صحفية، أن عدد الإصدارات التي بها مشاكل نتيجة التغييرات الصحفية الأخيرة، 3 أو4 إصدارات، من بين 55 صحفية، وهذا الرقم قليل بالمقارنة بالعدد الكلي مشيراً إلى أن طريقة الاختيار جديدة وغير مسبوقة ، حيث تم تشكيل لجنة لتصفية المرشحين، ثم تم التصويت عليهم، بخلاف ما كان يحدث من قبل، حيث كان الاختيار يتم من قبل رئيس الجمهورية أو الحزب الحاكم أو السلطة التنفيذية''.
وأشار رشوان، إلى أن ردود الأفعال في بعض الصحف منطقي وطبيعي، لأننا لا نستطيع أن نحصل علي شئ كامل أو دون اعتراضات، فلا يمكن التحول مباشرة إلي طريقة ديمقراطية بدون وجود أخطاء، والناس لم تتعود بعد علي الاختيار بآليات ديمقراطية، مؤكداً أنه كان هناك ما يقرب من 450 مرشحاً تم اختيار 55 منهم فقط، وطبيعي أن يكون هناك أشخاص معترضون علي من تم اختيارهم.
وقال جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن المجلس سيعقد اجتماعا طارئا فى التاسعة من مساء اليوم الأربعاء؛ لبحث أزمة التغييرات الصحفية الأخيرة الصادرة من المجلس الأعلى للصحافة، والتى تسببت فى إشعال الأزمة ببعض المؤسسات؛ لاعتراض الصحفيين على رؤساء تحرير الصحف الجدد.
وتقدم جمال عبدالرحيم، وكيل نقابة الصحفيين، ومحمد عبدالقدوس، وأسامة داود، أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، بمذكرة عاجلة الى ضياء رشوان، نقيب الصحفيين؛ طالبوا فيها بدعوة المجلس للانعقاد، وبحث أزمة التغييرات الصحفية الاخيرة، وذلك طبقاً لقانون النقابة الذى ينص على عقد اجتماع طارئ خلال 48 ساعة من طلب 3 اعضاء من مجلس النقابة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: