''محمود سويلم''.. فض رابعة على سماعة الهاتف
كتبت-دعاء الفولي:
بدأ اليوم باستيقاظه في الحادية عشر صباحًا نتيجة اتصال صديقه يُخبره عن صاحبهم الذي مات، يسأله ''محمود سويلم'' بتعجب عن كيفية الوفاة، فيرد ''بيفضوا اعتصام رابعة''، من غرفته خرج يُفتش عن آل بيته ''ملقتش حد فيهم موجود''، الأم والأب وأختين، ذهبوا جميعًا للاعتصام عقب علمهم بالفض، ظل ''سويلم'' وحيدًا في منزل العائلة بالمنصورة بينما بقية العائلة داخل ميدان رابعة العدوية، لا يتبع تنظيم الإخوان وليس من مؤيدي الرئيس السابق ''محمد مرسي''، كما أنه لم يكن لُيقنع عائلته بالخروج من الميدان حتى ولو ذهب إليهم ''مقتنعين إنها معركة مينفعش يسيبوها''، لذا آثر البقاء بالمنزل مُحدثًا إياهم على الهاتف، متابعًا الأحداث، مُطمئنًا حاله قدر المستطاع أنهم سيكونون على ما يرام.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يُفاجأ فيها خريج كلية طب الأسنان بتواجد العائلة وسط أحداث مُزعجة ''الحرس الجمهوري كانوا هناك..بس أنا كنت في القاهرة وسبتهم في الاعتصام بعد ما اتطمنت عليهم واتحركت عرفت عن الضرب''، انتابته حالة من الهلع، هرع على إثرها للمكان محاولًا الاطمئنان عليهم ''فكرت ساعتها إنهم جرالهم حاجة دونًا عن اللي في الاعتصام كلهم''.
الاختلاف الأيدولوجي بين سويلم والعائلة جعل التواصل أصعب ''لما اتكلمت معاهم عن إن تواجدهم في الاعتصام غلط لأن نهايته هتبقى صعبة مكانوش بيتفهموا.. كانوا بيبقوا شايفين إن دة ابتلاء لابد منه''، مع الوقت حاول التمسك بالهدوء قدر المستطاع في النقاش حتى توقف عن إقناعهم، لا سيما أن والده وأخته الأكبر كانا طبيبين في المستشفى الميداني، بينما أخته الثانية مصورة بأحد الوكالات.
السؤال عليهم بالهاتف كان سمته يوم فض الاعتصام ''كان أكتر حد قلقان عليه والدتي''، اعتاد فكرة ألا يرد عليه أحدهم في الأيام الأخرى لأي ظرف، غير أن ذلك لم يكن مقبولًا حينها ''بيقتلونا يا محمود، مش ملاحقين على المصابين''، قالتها الوالدة ومن خلفها أصوات متداخلة، بينما يحاول هو تهدئة روعها ''مكنوش بيطلبوا حاجة مني غير إني أفكر في اللي بيحصل هناك''، خاصة أن الوالدة شهدت مقتل صاحبه الذي جاءه خبر وفاته في التليفون ''وهي كانت مربياه''.
تواجد سويلم في المنصورة كان مفيدًا عندما اُصيب ابن العم برصاصة في الظهر ''جه المنصورة وبقيت أنا معاه''، بعد يوم كامل قضته الأسرة هناك عادوا للمنزل، لا يذكر الابن شيئًا عنهم لحظة دلوفهم الشقة سوى ''حسيت إنهم مطعونين في ضهرهم''، حاول تلطيف الموقف وافتعال التوازن والهدوء ''قعدت أهزر معاهم ومع ابن عمي''، يقضي الشاب العشريني معظم الوقت بمعزل عن العائلة التي تفرقت عقب الاعتصام ''والدي وأخويا برة مصر لأنهم مُطاردين وإخواتي البنات ووالدتي في القاهرة وأنا في المنصورة''، لم يستطع حتى الآن المكوث مع الوالدة والأختين في مكان واحد ''عندي أزمة إني أشوفهم بالحالة بتاعة تذكر اللي حصلهم في رابعة. خاصة إني متأكد إني مش هعرف أعمل لهم حاجة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: