إعلان

بالفيديو - مشاهد من تأبين حازم دياب.. أثر "المُبدع" لا يزول

05:01 م الخميس 13 ديسمبر 2018

الراحل حازم دياب

كتب- محمد زكريا:

في حوالي السادسة مساءً، وقف جمع من أهل وأصدقاء القاص والصحفي الراحل حازم دياب، أمام مقر مؤسسة طابا للدراسات والأبحاث بالمقطم، في انتظار أن يبدأ حفل تأبينه، عقب أسبوع من وفاته.

توفي حازم دياب عن عمر يناهز ٢٩ عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وهو ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، وقد حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريبًا من أصل 6 وفيات على صعيد العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية (اليونيسيف).

داخل قاعة ضيقة، امتلأت على آخرها بالمعزين، وامتد الحاضرين إلى خارجها، جلس أهل الراحل في الصفوف الأولى، وورائهم عدد من الصحفيين والإعلاميين، أمام منصة أدارها الصحفي محمد فتحي.

أفراد عائلة حازم دياب يتحدثون عن"الابن البار"

افتتحت ريم دياب الحديث عن أخيها، القارئ النهم، الذي شجعها دومًا على الاطلاع، ومناقشة ما تحويه الكتب من أفكار، عرفت الفتاة طريق القراءة عن طريقه، اتخذته صديقًا، وباتت تحكي له أسرارًا عزتها عن كل أفراد الأسرة.

يأتي الدور على رب الأسرة، محمود دياب، الذي يحكي بلهجة صعيدية وسكينة، غلبها الحسرة عن طفله. يعود دياب الأب بالذاكرة عقود إلى الوراء، وقتما كان حازم طالبًا في الثانوية العامة، ليعده الأب بمنحه تليفون محمول إذا دخل كلية الطب، لكن لم يستطع الابن تحقيق رغبته ووالده، فيما لم يمتنع الأب عن تنفيذ وعده؛ بعدما لمس الحزنه وعلامات البكاء الشديدة على ولده، كونه خيب آمال أبوه، ليدخل حازم كلية التجارة، فيما بقيت الكتابة همه، لذا قرر رفض العمل في البنوك وصار على درب الصحافة بتألق واضح، وحقق نجاحا ملحوظًا بشهادة أبناء جيله من الصحفيين، وكان هذا أدعى بفخر والده.

لم يكن عاصم دياب تعدى العشرة أعوام، عندما لمس في أخيه ذو الخمس سنوات قيم كالتضحية والعطاء. عندما جاء الدور على الأخ، جلس على المنصة، ابتسم في البداية، ثم أنكفأ على نفسه، وجه نظره إلى أسفل، وراح يحكي عن طفولة جمعته بحازم، في بيت الجدة، كان عاصم وحازم يلعبان الكرة، رياضتهما المفضلة، وجل عشقهما، عندما ركل عاصم الكرة، لتكسر واحدة من مقتنيات الشقة، وينتظر الأطفال عقابًا، كانت لحظة عصيبة على الأطفال، قبل أن يتبنى حازم الفعلة، وفي قرارة نفسه أن يُنجي أخيه من الحساب: "قالي أنا صغير مش هيعملولي حاجة"، يتذكر الأخ الحكاية بينما يتغلب على الدموع، لتعود إليه ابتسامته.

رفاق حازم دياب يستعيدون ذكرياتهم معه

من بين أصدقاء الصحفي، الذين استصعبوا الحديث في غيابه، حكى علي السطوحي عن سنوات جمعته بحازم في سكن واحد بالقاهرة، وهما أبناء محافظات تبعد عن العاصمة، قبل أن يُذكر السطوحي أهله المكلومين بصورة رسمها لقبره، الذي يحيطه الزروع، في منطقة لا يغيب عنها الهواء، لوحة فنية تليق برومانسية الراحل كما يرى زملائه.

الصحفي علاء الغطريفي، واحد ممن أشرفوا على عمل حازم بالصحافة، رثاه بكلمات وجدها أكثر ما يعبر عنه، وصفه بـ"العابر"، الذي "يعيش كفيلسوف، يبحث دومًا عن ما بعد.. رحلة يراها بنظرية العوالم المتوازية، فقد كان يعيش عالمنا رغم أنه لم يعش فيه قط، كان يعيش في تلك الأخرى، باحثًا عن الخلاص، النقاء، الخير، الراحة، بدا لكل من التقاه هكذا، يرى الكون بعين أكبر مما نتخيلها.. عين المرتحل، عين الزائر، إذا التقيته في عمل أو شارع أو مناسبة يلتقيك بوجه باسم لا يكترث.. يقينًا لم يكن عالمنا أبدًا عالمه".

شيئ من هذا القبيل تحدث عنه الإعلامي خيري رمضان، الذي حكى للجمع الموجود عن مواقف جمعته بحازم دللت على تفرد إنسانيته، آخرها عندما زاره في المستشفى قبل الوفاة بـ48 ساعة فقط، ليشهد رمضان تقصيرًا من أحد الممرضين تجاهه، ويقدم شكوى إلى إدارة المستشفى، التي جمعت الممرضين أمام حازم، ليُسأل عن المُقصر منهم، فيما يرفض هو ذلك، مُعللًا بأنه "مش عايز حد يتأذي".

في تلك الجلسة سأله رمضان: "أنت استسلمت للسرطان؟"، ليُجيبه حازم بثقة: "لا.. أبدًا". لكن عندما جاء الدور في الحديث على الحبيب علي الجفري، رجل الدين الذي أحبه حازم بشدة وتقرب منه، وصف "الشيخ" حازم بالشخص "المستغني"، الهادئ وسط إعلام يُعرف عنه الضجيج والصراخ، فيما كانت قوة الراحل حسب رأي الجفري في سكوته. لذا اقترح أن تُعلن جائزة ثانوية باسمه، تتولى زوجته، الصحفية هبة خميس، إدارتها، ويُكرم فيها المتميزين من شباب الصحفيين. قبل أن يُنهي الجفري كلماته بالدعاء للمتوفي.

الحبيب علي الجفري يدعو للصحفي حازم دياب

من هو حازم دياب؟

صحفي مصري.

ولد في 25 يناير 1990.

بدأ العمل الصحفي في الفضاء الالكتروني، من خلال صفحة برنامج عصير الكتب الذي يقدمه الكاتب والمؤلف بلال فضل، ثم من خلال موقع "بص وطل" الشبابي، نافذته الأولى لكتابات إبداعية.

في أبريل 2012، بدأ دياب تجربة جديدة مع جريدة "الوطن" المصرية الوليدة حينها، حيث عمل محررًا في الموقع الالكتروني، وأنتج العديد من التقارير المكتوبة والمصورة، وشارك في تغطية العديد من الأحداث خلال تلك الفترة.

ومن الموقع الإلكتروني إلى قسم التحقيقات الاستقصائية بنفس الجريدة، دخل دياب في تحد جديد من العمل الصحفي، أثبت جدارته فيه وأنتج العديد من التحقيقات والتقارير.

تنقل دياب بعدها بين قنوات "On tv" و"cbc" و"النهار".

وواصل كتابة المقالات مع مواقع وصحف مثل جريدة الوطن والمصري اليوم وموقع مصراوي ومدى مصر وvice العربي.

كما نشر مجموعة قصصية تحمل اسم "أم عويس".

كان دياب متزوجا من الكاتبة القصصية هبة خميس ولهما ابن "يحيى" في الثالثة من العمر.

قبل أن يتوفى حازم في الخامس من ديسمبر 2018، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

جانب من مقالات الزميل الراحل:

عن توحّش الصعيد وأضواء العاصمة المبهرة.. من أوراق مهاجر صعيدي

ربما يحمل جسده دم لص.. أن تكون مريضًا رومانسيًا

في "الفالنتين".. اعترافات عن الحب والصداقة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان