53 عاما على رحيل ''رائد أدب الطفل''.. عن "كامل الكيلاني" نتحدث
كتبت - نوريهان سيف الدين:
من منا لم تقع تحت يديه روايات ''السندباد البحري''، ''في بلاد العجائب''، ''الأرنب الذكي''، ''النحلة العاملة'' و''جلفر في بلاد الأقزام'' !.. هو رجل أثر في وجدان أجيال أطفال "نصف قرن" من الزمان، وشكل خيالهم القصصي بكتاباته ومكتبته الزاخرة، هو "رائد أدب الأطفال" الراحل "كامل الكيلاني".
ولد "كامل الكيلاني ابراهيم الكيلاني" في 1897 بحي "القلعة" العريق، وتربى على حفظ الأغاني والقصص الشعبية، تعلم فنون الخط العربي وتلاوة وتجويد القرآن الكريم في سن مبكرة، وكان يقضي أغلب فترات يومه وحيدا لا يجد أنيسا سوى القراءة، لذا حفظ المئات من قصائد الشعر لعظام شعراء العرب.
التحق "كامل" بالتعليم الإلزامي ثم الثانوي، وحصل على شهادة "البكالوريا"، والتحق بالجامعة المصرية "جامعة القاهرة" عام 1917 ليدرس الأدب العربي و الإنجليزي والفرنسي، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وكان في نفس الوقت منتسبا لإحدى المدارس الأجنبية لتعلم اللغة الإيطالية.
عمل "كامل" في مهنة التدريس والترجمة، ثم موظفا بوزارة الأوقاف كمصحح لغوي، وكان في نفس الوقت "صحفيا" ومهتما بالفنون والآداب، وفي عام 1925 تولى سكرتارية رابطة الأدب العربي.
وجه "الكيلاني" قلمه وأدبه للأطفال، وسعى لتكوين "مكتبة للطفل"، مستخدما "اللغة العربية الفصحى" حوارا بين شخصيات قصصه، كما ترجم عددا من قصص الأدب العالمي لشكسبير وغيره، إلى جانب "قصص الأدب الشعبي" الذي تربى عليها منذ صغره، وقام بتأليف أكثر من 250 قصة للأطفال.
ترجمت أعمال "الكيلاني" القصصية الموجهة للأطفال إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية"، ومنح شهادات تقدير من الدولة كان دائم الاعتزاز بها ويذكرها على الصفحات الأولى لقصصه دائما، كما أطلق "المجلس الأعلى للفنون والآداب" جائزة باسمه مخصصة لأدب الأطفال.
رحل "كامل الكيلاني" عن دنيانا في التاسع من أكتوبر 1959، تاركا تراثا قصصيا يشكل وجدان أطفال جيلا بأكمله، وعايش شخصيات رسمها ودب فيها الحياة لتنقل قيم المجتمع للأطفال .
فيديو قد يعجبك: