إعلان

''محمد فريد''.. أنفق ثروته على مصر ومات فقيرا

03:17 ص السبت 17 نوفمبر 2012

كتبت - نوريهان سيف الدين:

رجل عشق مصر حتى النخاع، أنفق في سبيلها كل غال لديه ولم يبخل بثروته في سبيل القضية المصرية وتحقيق الاستقلال وجلاء المستعمر الإنجليزي و كتابة الدستور، أنفق كل ثروته ونُفي خارج الوطن ليموت شريدا لا يملك ثمن نقل جثمانه لمصر.

الزعيم المصري ''محمد فريد'' المولود عام 1868، قائد حركة النضال الوطني بعد رحيل الزعيم الشاب ''مصطفى كامل''، وهو الرجل الثاني بعده في ''الحزب الوطني'' بعد تأسيسه في أكتوبر 1907، عمل ''فريد'' بالمحاماة وكان شغله الشاغل تثقيف شعب مصر وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم الوطنية.

أدرك ''محمد فريد'' أن الخطوة الأولى على طريق تحقيق هدفه هي ''التعليم''، فأوقف ثروته على إنشاء ''المدارس الليلية'' في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانا، وأتى برجال التعليم في ''الحزب الوطني'' للتدريس بها، كذلك كان لأصدقائه من المحامين ''حصصا'' في تلك المدرسة لتثقيف أبناء مصر ''قانونيا''، و تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه الوطن وأهمية تحقيق الجلاء وسيادة الدستور، كما جلب ''أطباء الحزب'' لرعاية الدارسين بتلك المدارس، ونجحت فكرة ''المدارس الليلية'' وانتقلت لتفتح فروعا لها في الأقاليم.

أدرك ''فريد'' أيضا أن تشكيل التكتلات المنظمة هو وسيلة الضغط الفعالة على صناع القرار السياسي، فأنشأ أول نقابة عمالية ''نقابة عمال الصنائع اليدوية - 1909''، وحرض الوزراء على عدم القبول بالحقائب الوزارية في حكومة تخضع للإنجليز، ودعا إلى ''مظاهرات شعبية'' تجوب شوارع ''المحروسة'' تهتف بمطالب الجلاء.

وضع المحامي ''محمد فريد'' صيغة دستورية، طبع منها آلاف النسخ ووزعها على جموع الشعب المصري، مطالبا إياهم بالتوقيع عليها إن ارتضوها، و تقديمها للخديوي ''عباس كامل'' لوضع ''الدستور المصري''، ونجحت حملته وذهب للقصر لتقديم ''45 ألف توقيع'' كدفعة أولى من التوقيعات.

أنفق من ماله الخاص لدعوة المعارضة السياسية للسفر وعرض قضية مصر في ''مؤتمر باريس''، وبعد عودته استمر في دعوته المطالبة بالجلاء ووضع الدستور و ''تمصير'' الإدارة المصرية، بعد فترة من ''السياسة الإنجليزية''، وتطبيق الإدارة الإنجليزية في الإدارات المصرية.

عمل ''فريد'' على توسيع دائرة ''الحزب الوطني'' بحيث لا تقتصر عضويته على المثقفين من أبناء المدن، وضم النقابات العمالية للحزب، وتعرض للسجن أول مرة بعد كتابته مقدمة كتاب ''أثر الشعر في تربية الأمم''، هاجم فيه ''شعراء وشيوخ السلاطين''، وتدني الحال بالمصريين إلى العزوف عن العمل والجلوس لانتظار الرزق.

رفض تقديم التماس للخديوي ليعفوا عنه، وقال لمندوب الخديوي ولمدير مصلحة السجون ''الأفضل عندي قضاء فترة العقوبة  - ستة أشهر- وأزيد عليها يوما إن أردتم''، وبعد خروجه أجبرته الحكومة على ترك البلاد، ليغادرها إلى ألمانيا، ويعيش وحيدا في منفاه.

مات ''محمد فريد باشا'' في 15 نوفمبر 1919 في ''برلين''، ولا تجد أسرته حتى ثمن نقل جثمانه لمصر بعد أن أنفق كل ثروته في سبيل القضية المصرية، وتكفل أحد التجار نقل جثمانه على نفقته الخاصة، وتنطوي صفحة أحد زعماء الوطنية المصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان