''الباعة الجائلين'' بالمترو: ''بنلقط رزقنا بالحلال.. مش أحسن من السرقة؟!''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
يراهم البعض من المنسيين في المجتمع، ويراهم آخرون أنهم ''متسولون'' وأحيانا بلطجية، ولكنهم في كل الأحوال بشر ومواطنون سقطوا من حسابات المسئولين لوقت طويل.
''الباعة الجائلين'' داخل مترو الأنفاق.. انتشروا بكثافة في الآونة الأخيرة وخصوصا في عربات السيدات يعرضوا بضاعتهم الرخيصة لمن يشتري ليكفيهم حاجة ''التسول''.
محمد عماد والشهير بـ''ريشة'' شاب يبلغ من العمر - 19 عاماً - يحمل بيديه ''كارتونة'' لبيع شمع أعياد الميلاد:'' إحنا بنشتغل يوم بيوم واللي جاي على قد اللي رايح.. أنا خلصت دبلوم تكييف وتبريد وصرفت على تعليمي وفي الآخر مفيش شغلانة وناس بتحاربنا ف أكل عيشنا.. بنيجي هنا المترو نلقط رزقنا وأهو ربنا بيرزقنا.. عاوزين لقمة حلال مش أحسن من السرقة؟!''.
''شغال معايا أختي أميرة ''15 سنة'' وبنساعد أبونا كل يوم بحوالي 30 جنيه مكسب، والباقي بنجيب بيه بضاعة.. وكنت خاطب لمدة سنة ومعرفتش اتجوز لأني مش لاقي أجيب ولا أفتح بيت''.. هكذا حكى الشاب ''ريشة'' عن معاناة عائلته .
وتشاركه شقيقته ''أميرة'' وصديقتها ''فاطمة'':'' إحنا كنا في مدرسة وخرجنا بس غصب عننا.. محتاجين دروس ومصاريف وأهلنا على قد حالهم.. دلوقتي بنكسب في اليوم 20 أو 30 جنيه بنعيش بيهم.. بس المشكلة لما تيجي حملة وياخدو مننا كذا غرامة في اليوم أو يرحلونا ع القسم و يحبسونا. أوقات الظابط يطلع ابن حلال و يدفعلنا الغرامة وأوقات بيمرمطونا لدرجة الشتيمة والضرب ويطلعونا نمسح القسم و الحمامات ''.
وعلى بُعد خطوات قليلة تقف ''دلال'' - فتاة منتقبة - وتحمل بيديها ''إيشاربات'' وأدوات مكياج تعرضها للبيع، تستمع للحوار وترفض المشاركة فيه خوفا من الإدلاء بأوصافها ''للحكومة'' على حد تعبيرها:'' إحنا اتلسعنا كتير.. وخلونا نلبس نقاب عشان محدش يعرفنا'' .
كلماتهم بسيطة ولكنها تحمل هموم كبيرة لفئة مهمشة تبحث عن رعاية وحق في حياة كريمة، وصيانة صورتها من البلطجة والتسول في أعين باقي أفراض المجتمع المصري .
فيديو قد يعجبك: