بالفيديو والصور.. منطقة البورصة.. ''مطبخ الثورة'' و''أكل عيش الغلابة'' مهددة بالإغلاق
كتبت- نوريهان سيف الدين:
في أواخر عهد النظام السابق ومع اشتداد حدة الاعتصامات بقلب العاصمة، خرج مفيد شهاب ليقول: ''لو كان مربع البورصة يمثل إزعاجا ''سنقوم بهدمه''، لم تكن منطقة مقاهي البورصة بوسط البلد مجرد مقاهي فحسب؛ بل هي تجمعا لنخبة من المثقفين والمهتمين بقضايا البلد، وأيضا أصحاب الفكر والرأي و انضم لهذه القائمة مؤخرا ''الثوار والألتراس'' في تنظيم تجمعاتهم واعتصاماتهم.. كانت بحق ''مطبخ الثورة''.
مقاهي البورصة البالغ عددها أكثر من 30 مقهى مهددة الآن بالإغلاق، بعد حملة شنها حي عابدين لإزالة المرافق وحل أزمة ''الباعة الجائلين'' في سوق موحد يجمعهم، وهو ما استدعى تنظيم حملات عبر ''فيس بوك'' و''تويتر'' لنشطاء سياسيين من أجل وقفات احتجاجية لإيجاد حلا آخر لأزمة الباعة دون إغلاق البورصة.
في البداية يقول صاحب إحدى المقاهي الشهيرة بمنطقة البورصة : ''القهوة مفتوحة من 13 سنة وحتى الآن عجزت عن استخراج تراخيص رسمية لها رغم استيفاء المكان للشروط مثل المساحة والمرافق، ولكن النظام القديم كانت ''المصلحة و الإكراميات'' هي مفتاحه، غير رفع عدادات الكهرباء من 4 سنين و تحصيل فواتير بتعدي 700 جنيه وإشغالات 45 ألف جنيه في السنة'' .
ويتابع :'' المشكلة كمان إن منطقة البورصة هي تجمع للسياسيين والمعارضين من زمان، من أيام اعتصامات نقابة الصحفيين ودار القضاء العالي، وأخيرا انضم الألتراس لقائمة الاصطدام مع النظام والداخلية.. يعني دي آخرة مساعدتنا للثوار وقت ما كان الضرب شغال فيهم وقت الثورة ؟!'' .
''التقيت أنا ومجموعة من أصحاب المقاهي وعدد من النشطاء والجهات الثورية باللواء سيف الإسلام عبد الباري - نائب المحافظ - لنحل المشكلة، لكن فوجئنا أن موضوع ''سوق اليوم الواحد'' ليس صحيح، إنما هو سوق يستمر 5 أيام اسبوعيا، وكده يباه ''خراب بيوت'' للعاملين بالمقاهي الذي يفوق عددهم 650 عامل مقابل تسكين 160 بائع في سوق جديد'' .
''كل مقهى هنا بيشتغل فيه مش أقل من 15 عامل وفاتحين بيوت..طب نروح فين ؟!.. البياعين ممكن المحافظة تحل أزمتهم بسوق في مكان جديد، غير إن البياعين نفسهم رفضوا الدخول في شوارع القهاوي.. وناس من الحي وضباط التنفيذ قالولنا : ''إحنا بنفذ أوامر جاية من فوق'' !.. هكذا تحدث ''عماد وطه'' من العاملين بالقهوة .
ويقول عصام الشريف - ناشط سياسي وصاحب أحد المقاهي - أنه قام بالاتصال بأعضاء من حزب الحرية والعدالة، ''وأكدوا لنا إن المشكلة لن تحل إلا بالضغط الشعبي''، مشيراً إلى أن أصحاب المقاهي قد قاموا اعتصموا يومي الأحد والاثنين الماضيين، حتى تم الاتفاق مع رئيس حي عابدين على عدم دخول الباعة مؤقتا لحين حل الأزمة.
وعن المحاولات لحل الأزمة التي سيتضرر منها مئات العاملين، قال الشريف: '' تقدمنا باقتراحات لتقنين أوضاعنا دون إغلاق المقاهي؛ مثل حصر أماكن الإشغال وتطوير المنطقة مع تقديم رسوم للمحافظة مقابل منحهم التراخيص، بالإضافة إلى منح التراخيص للمقاهي المنشأة قبل 2011''
وعلى بعد خطوات من منطقة البورصة.. يصطف يمينا و يسارا عشرات من الباعة فى شارع طلعت حرب يعرضون بضاعتهم على الرصيف، يبحثون عمن يشتري ليحرك ركودا أصاب الأسواق منذ وقت طويل، يقول أحدهم :'' احنا في الشارع هنا من سنين كتير عمرنا ما أذينا حد ولا عطلنا المرور ولا المحلات اشتكت منّا.. البلد حالا كله واقف وحتى موسم العيد محدش اشترى.. احنا مش عايزين غير لقمة عيش حلال.. ومحدش يبلطج علينا ولا يشوفنا بلطجية سواء هنا في الشارع أو مكان ما يودونا .. سيبونا نشوف أكل عيشنا كفاية وقف حال''.
فيديو قد يعجبك: