لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''التحرير ورابعة''.. كلمة السر ''دواعٍ أمنية''

01:51 م الثلاثاء 12 نوفمبر 2013

كتبت - إشراق أحمد:

ميدانان اتسعا على مدار ما يقرب من ثلاثة أعوام لحشود تتوافد وترحل، مؤججة بالهتاف والغضب، حملت أرضهما الدماء، كما حمل اسمهما الاختلاف والخلاف، وشهدت مداخلهما أطول فترات غلق بين ''شعبي'' و''أمني''، هما رغم ذلك الأكثر تأثيرًا في حياة المصريين طوال تلك السنوات؛ ميدانا ''التحرير'' و''رابعة العدوية''.

غضب، هتاف، مسيرات، اشتباك ثم اعتصام؛ 18 يومًا مرت على ميدان التحرير انغلقت مداخله على من فيه بلجان تأمين شعبية، بعد أن تمكنت الحشود في 28 يناير من السيطرة على الميدان وانسحاب الأمن، لا حركة إلا لأقدام سائرة ومهرولة لحظة الاشتباك يزيد عليها الدراجات البخارية، هنا سالت الدماء فلم يترك الحزن شارع إلا بصورة لفقيد حملت كلمة ''شهيد''، وحُملت الأجساد والأكفان على الأيدي حتى اللحظة الحاسمة بسقوط رأس نظام حكم طوال 30 عامًا.

تعالت الحناجر بالتهليل وسارعت الأيدي معلنة تنظيف الميدان وعودته لما كان بالسابق فيما يتعلق بفتح حركة السير أما الأرض والحوائط فمهما بلغت المحاولات لن تعود كالسابق في ذاكرة مَن وطأت أقدامهم أرض ''التحرير''.

أيام قليلة وفُتح الميدان بفعل معتصميه، مر العام بين الغلق والفتح أيضًا بفعل المعتصمين، زاد الأمر بجدران خرسانية أغلقت المداخل بفعل قوات الأمن، تارة يتم هدمها ومع عودة الاشتباك تُبنى من جديد، ليمر عام آخر لم تتوقف فيه الأحداث شهر تلو الآخر، ويقترب العام الثالث من الاكتمال على بدء ثورة، تغير شكل ميدانها، الذي جمع الحشود فيه مرة أخرى داعية لإسقاط نظام مر عليه عام.

محطة مترو أنفاق مغلقة أمام مرتاديها، مداخل تمركزت فيها مدرعات الجيش وقوات الأمن قرابة الشهر، حظر تجوال انقطعت معه خطوات الأقدام بالميدان، الذي أصبح ينغلق إذ لزم الأمر خاصة أيام الجمعة وينفتح كذلك حينما تسمح ''الدواعٍ الأمنية''.

''رابعة العدوية''؛ ظل لمدة عام يستقبل مسيرات داعمة لقرارات الرئيس السابق محمد مرسي، لم يكن للأمن تدخل تلك الفترة، فقط اللجان التأمينية والتنظيمة الشعبية المتعارف عليها بالتظاهرات، ومع اشتداد موجة المعارضة الداعية لإسقاط ''مرسي'' في ذكرى يوم توليه الرئاسة 30 يونيو الماضي، بدأت أعداد تعلن اعتصامها بميدان رابعة العدوية بدافع ما وصفوه ''الحفاظ على الشرعية''.

ومع توالي الأيام زادت الأعداد وانغلقت مداخله على مَن فيه بلجان تأمينية أيضًا، اشتد الأمر وبلغ ذروته واكتمل الشهر بـ''عزل مرسي'' وتولي عدلي منصور رئاسة البلاد، ومرت الأيام بوقوع أحداث دامية ''الحرس الجمهوري'' و''المنصة''، وتوالت الشائعات وبلغ الغضب العقول والنفوس، وأعلنت القوات الأمنية عزمها عن فض ''الاعتصام'' دون تحديد موعد.

وفي الصباح الباكر لـ14 أغسطس الماضي تم فض الاعتصام، وفرض حظر التجوال وإعلان الطواريء، وإغلاق الميدان الذي زاد تغيرت ملامحه مرتين مع الاعتصام وفضه، سالت الدماء أرضًا وصعد لهيب الحريق ليملأ سماء المكان، وتغلق قوات الأمن الميدان.

ثلاثة أشهر مرت على غلق ميدان رابعة العدوية لم تخل من التظاهرات التي تصدرت الأسلاك الشائكة المغلقة للميدان، ومطالبات بفتحه لكن الإجابة طالما جاءت ''دواعٍ أمنية''.

ليشهد يوم 11 نوفمبر الجاري فتح الميدان لأول مرة قبل ثلاثة أيام من الذكرى الثالثة لفض ''الاعتصام'' أمام حركة السيارات؛ حيث افتتح اللواء حسن البرديسي، مساعد وزير الداخلية لمرور القاهرة، الميدان بجميع اتجاهاته، مع اكتمال أعمال ترميم المسجد والمركز الملحق به، وتشيد النصب التذكاري المعبر عن ''الشرطة والجيش''.

وعلى الرغم من ذلك لازالت أجواء الحذر الأمني غير المغادر لميداني ''التحرير ورابعة'' على استعداد للغلق مرة أخرى أمام التظاهرات المتوجه لهما؛ خاصة مع اقتراب الذكرى الثالثة لأحداث ''محمد محمود''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان