35 عامًا على وفاة جولدا مائير.. كبيرة ''صقور الكنيست والموساد''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
35 عامًا مرت على وفاة ''العمة جولدا''، الفتاة المهاجرة ذات الاصول الأوكرانية، لا تستطيع أن تقف على شخصية ثابتة لها؛ فهي ''الطموحة'' الحالمة بوطن قومي يجمع شتات اليهود على أبواب ''مملكة القدس'' الموعودة.
هي ''المثابرة'' النشطة العاملة بهيئات العمل المدني داخل بلاد المهجر، وهي ''الحنونة العطوفة'' على فقراء إسرائيل وأحبائها، وهي ''الدموية الشرسة منزوعة القلب'' على أطفال وشيوخ العرب، هي ''المرأة الحديدية'' قبل ''أيام الكيبور''، وهي ''الكسيرة المهزومة'' بعد ''نصر أكتوبر''.
''جولدا مائير'' المولودة في الثالث من مايو 1898، بإحدى ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف لأبوين من يهود البلدة، هاجر أبواها إلى الولايات المتحدة و هي لا تزال دون السادسة من عمرها، و هناك؛ التحقت بكلية المعلمين، وعملت لفترة وجيزة بسلك التدريس، ثم ما لبثت أن انضمت إلى ''منظمة العمل الصهيونية'' وهي في عمر الـ17.
هاجرت ''جولدا'' في عام 1921 برفقة زوجها إلى ''أرض الميعاد.. فلسطين''، ونزلت بإحدى مستعمرات المهاجرين اليهود القادمين ضمن دفقات ''الهجرة الصهيونية الثانية''، وهي الدفعة التي تأسست ''إسرائيل'' على أيادي نخبة أبنائها، وفور استقرارها، عملت في مجالات خدمة المهاجرين، فعملت بالتجارة ومكاتب الخدمة المدنية، إلى أن انتقلت إلى ''تل أبيب'' في 1924، وظلت برفقة زوجها إلى أن توفى عنها عام 1951.
انتخبت ''جولدا'' في عام 1949 ضمن أعضاء ''الكنيسيت'' الإسرائيلي، وكانت وقتها تتقلد ''وزارة العمل الإسرائيلية''، وظلت تحمل حقيبتها حتى 1956، لتحمل بعدها ''حقيبة الخارجية'' لعشر سنوات متتالية ضمن أكثر من تشكيل وزاري من 1956 وحتى 1966، إلى أن اختيرت لتشكيل الوزارة خلفا لـ''ليفي أشكول''، وتصبح ''جولدا مائير'' رابع من تقلد كرسي ''رئاسة وزراء نجمة داوود'' (مارس 1969- 1074).
تحديات جسام واجهت وزارة ''مائيير''، لا سيما بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على الجبهات العربية في حرب الأيام الست ''يونيو 1967''، والرغبة الداخلية الإسرائيلية المنقسمة بين ''مطالبة بالاستمرار وسحق العرب'' والسيطرة على أراض عربية جديدة، وبين ''رفض لمزيد من الحرب والدمار'' والدعوة للتعايش السلمي بجانب الجيران العرب.
اهتمام خاص وجهته ''العمة جولدا'' لجهاز ''الموساد الإسرائيلي'' وعملاءه سواء من الداخل الإسرائيلي أو حتى من المجندين للعمل لصالحه، شبكة واسعة من ''الصقور'' انتشرت في أرجاء مصر و سوريا، وأيضا في العواصم الاوروبية والعربية، وكانت ''حرب الجواسيس'' برعاية خاصة و تدريب و تكليف من ''جولدا مائير''؛ فالحرب خدعة في نظر ''صقور الموساد''، ولا يوجد محظور في خطة سحق العرب و الاستيلاء على أراضيهم.
قول شهير منسوب إليها بعد حادثة ''حرق المسجد الأقصى - 21 أغسطس 1969'' على يد المتطرف الإسرائيلي ''باروخ جولدشتاين''، قالت ''جولدا'': ''لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخلوا العرب اسرائيل افواجا من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده''.
ظلت ''جولدا'' تجوب العالم لكسب الدعم اللازم لإسرائيل في حربها ضد العرب، ودقت ''كؤوس الخمر'' احتفاءً بالمرأة الحديدية، إلى أن اشرقت شمس يوم ''السادس من اكتوبر''، و رغم تحذيرات اجهزة الاستطلاع من احتمالية شن جيوش ''سيناء و الجولان و الضفة'' لحرب على ''إسرائيل المحتلة''، إلا أن الأمر ظل داخل أروقة السياسة الإسرائيلية مجرد ''ثمة تكهنات غير مؤكدة''، لتعلن أنباء الحرب و تأخر خطوط الدفاع الإسرائيلية مقابل تقدم وانتصار للجيوش العربية، و ترسل ''جولدا'' برقية عاجلة للبيت الأبيض تقول فيها: ''انقذوا إسرائيل من مصر''.
مرارة الهزيمة وحدها أجبرت ''المرأة الحديدية'' على تقديم استقالتها، ليخلفها في منصبها ''اسحق رابين''، ولا تنحصر الأضواء عن ''العمة''، و تكون ضمن وفد استقبال ''السادات'' عند هبوط طيارته في ''القدس'' لإلقاء ''خطاب الكنيسيت''، و كلمتها ظلت مسموعة في مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية، إلى أن رحلت في مثل هذا اليوم (8 ديسمبر 1978)، و دفنت بالقدس، و أقيم تمثالا لتكريمها في ''نيويورك''، وطبعت الحكومة الإسرائيلية صورتها على العملة فئة ''10 آلاف شيكل إسرائيلي'' تخليدا لذكراها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمةمصراويللرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: