إعلان

''وليد الصايم''.. حكاية عشق ''الكُشّك'' رغم ''وقف الحال''

12:49 م الأربعاء 06 مارس 2013

كتبت - دعاء الفولي:

وسط حي الدقي المزدحم بالعمارات والسيارات ومظاهر الحياة الحديثة لحد كبير كان ذلك ''الكشك'' الصغير قابعاً في مكانه، كان اللون الأزرق الفاتح المختلط بالتراب هو لونه الذي مرّ عليه من الزمن ربما أكثر من أربعين عاما في نفس المكان.

''وليد الصايم'' صاحب ''الكشك'' جلس جانبه ينتظر ''زبون'' يأتي إليه ليحدثه عما يبيعه؛ يقنعه بلوحة نحاسية يكتب عليها اسمه على باب منزله أو يضعها على مكتبه، أو يرسم له ''بورتريه'' بألوان الزيت كاللوحات التي تزين أركان ''الكشك''.

''بضاعة'' وليد لم تكن طعام أو ما إلى ذلك؛ بل مجموعة من الصور المرسومة باليد ومجموعة أخرى من اللافتات النحاسية الصغيرة والكبيرة التي يستخدمها الناس للتعريف بمهنتهم أو أسمائهم بالإضافة إلى بعض الأختام التي مازالت مستخدمة حتى الآن والمكتوبة بخط اليد.

''أنا في الصنعة دي بقالي 22 سنة''.. قالها ''وليد'' الذي ورث المهنة عن والده الذي ورثها عن والده؛ حيث يقوم والده برسم اللوحات الزيتية للزبائن بنفسه حتى الآن، ويقوم بكتابة الأختام والنقش على اللافتات النحاسية بيديه، ولكن عامل السن جعله يبتعد عن الشارع ويعمل في المنزل.

رغم  أن هذا المحل الصغير ليس المكان الوحيد المملوك لـ''وليد'' وأبيه؛ حيث قال: ''عندنا ورشة بنصنع فيها الحاجات وبندقّها في حارة اليهود، وعندنا معرض تاني لكن أنا روحي في الكشك هنا وبحبه''.

قصة ''الكشك'' بدأت مع ''وليد'' وعائلته عندما قامت مؤسسة ''الأهرام'' بإعطائه لإحدى السيدات لتبيع فيه بعض المأكولات ليدر عليها دخلاً وأبنائها، إلا أن عائلة ''وليد'' قامت بتأجير ''الكشك'' من صاحبته لعرض منتجاتهم فيه.

حب ''وليد'' لـ''الكشك'' الصغير لم يمنعه من محاولة تجديده أكثر من مرة لكن محاولاته فشلت؛ لأن ''الكشك مش بتاعنا والحي ممكن يعمل مشكلة عشان الكشك بقالوا كتير هنا على نفس الشكل''.

الحال القديم الذي يتسم به ''الكشك'' جعله ذلك أكثر لفتاً لأنظار المارّة، لكن ذلك لم يغير من حقيقة، قال وليد:'' الحال واقف عندنا في الشغل من قبل الثورة حتى، لأننا بنشتغل بشكل أكبر على العرب من جنسيات مختلفة، ودلوقتي مبقاش بييجي ناس كتير يرسموا صورهم زي الأول غير كل فين وفين''.



فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان