إعلان

المعهد القومي للأورام يكشف بارقة أمل في علاج سرطان الثدي والدم

11:11 ص الأربعاء 03 أبريل 2013

القاهرة - مصراوي:

أكد الدكتور علاء الحداد، رئيس المعهد القومي للأورام وأستاذ أورام الأطفال، أن المعهد يهدف إلى تغيير المفهوم الخاطئ والسائد عن السرطان من خلال زيادة الوعي بأن العديد من أنواع السرطان أصبحت قابلة للشفاء تماماً.

جاء ذلك على هامش مؤتمره السنوي، حيث ناقش المعهد القومي للأورام التطورات الطبية التي أحدثت طفرة في تاريخ علاج السرطان، كما ألقى الضوء على أحدث العلاجات التي تمثل أملاً جديداً لمرضى سرطان الثدي وسرطان الدم الميلودي المزمن ''اللوكيميا''.

وقال الحداد: ''استطاعت الأبحاث الطبية الحديثة تطوير علاجات السرطان وتجديد آمال المرضى، خاصة مرضى سرطان الثدي والدم، ويعتبر سرطان الثدي  أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات في مصر حيث يمثل نحو 35% من إجمالي حالات السرطان التي تصيب السيدات، ويعالج المعهد القومي للأورام حالة سرطان ثدي بين كل خمس حالات تتلقى العلاج بالمعهد، وعلى الرغم من ذلك أصبح سرطان الثدي واحداً من أسهل أنواع السرطان وأكثرها قابلية للشفاء في حالة الاكتشاف المبكر''.

وأوضح الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة وأستاذ أمراض الدم بالمعهد القومي للأورام، إن الاكتشافات الطبية قد حولت سرطان الدم من مرضاً مميتًا إلى أحد الأمراض التي تصل نسبة الشفاء منها إلى 70%،  مشيرًا إلى أن سرطان الدم الميلودي المزمن مرض خبيث يصيب الخلايا المكونة للدم والموجودة في النخاع العظمي، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الدم ومن الممكن أن ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتصل نسبة الإصابة بسرطان الدم الميلودي المزمن إلى 1.5% من بين كل 100 ألف شخص سنويًا بمتوسط عمر 40 عامًا للمريض.

وأضاف كامل: ''لم يكن لسرطان الدم الميلودي المزمن علاجات فعالة حتى عام 2000، وكانت عملية زرع النخاع هي الخيار الوحيد وكانت نسبة نجاحها محدودة بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفاة، إلى أن تم التوصل إلى العلاجات الموجهة الجديدة، والتي تنقسم إلى الجيل الأول والجيل الثاني، فعلاج الجيل الأول يسمى جليفيك (ايماتينيب)، وهو العلاج الأول من نوعه الذي منح المرضى أملاً في العلاج، أما علاج الجيل الثاني و منه عقار تاسيجنا (نيلوتينيب)، و الذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ علاج سرطان الدم إذ منح المرضى أملاً جديداً ليس فقط في العلاج بل في الشفاء التام من المرض. وأثبتت الدراسات أن عقار تاسيجنا (نيلوتينيب) استطاع تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بنسب تصل إلى 45%- 85% مقارنة بعقاقير الجيل الأول''.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور طارق شومان، رئيس قسم الأشعة بالمعهد القومي للأورام، إلى أنه يتم تشخيص أكثر من مليون سيدة بسرطان الثدي سنويا ''حوالي 1.4 مليون في 2008''، وأن الاكتشاف المبكر يرفع من معدلات الشفاء، موضحا أنه مع بداية القرن الـ21 تم استحداث العلاجات الموجهة التي رفعت معدلات البقاء كثيراً، إذ انخفض معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الثددي من 60% في 1992 إلى 40% عام 2009.

وشددت الدكتورة رباب جعفر، أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام، على أهمية الكشف المبكر باعتباره عاملاً أساسياً في تحقيق معدلات شفاء أفضل، مشيرةً إلى أن حوالي 90% من حالات سرطان الثدي قابلة للشفاء التام إذا تم اكتشافها مبكراً. وأشادت سيادتها بالجهود المبذولة لتمكين المرضى من الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وتابعت رباب: ''تعتبر نسبة حالات سرطان الثدي التي يتم تشخيصها في مراحل متقدمة أحد أصعب التحديات التي نواجهها في مصر، حيث تصل معدلاتها إلى ضعف الحالات التي تشخص في مراحل مبكرة، وبالرغم من صعوبة علاج سرطان الثدي في مراحله المتقدمة، فهناك مجموعة من التطورات العلاجية التي تساعد في التعامل مع سرطان الثدي المتقدم، ومن أهمها اعتماد منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، والاتحاد الأوروبي عقار أفينيتور (إيفيروليموس) لعلاج حالات سرطان الثدي المتقدم والإيجابي لمستقبلات الهرمون HR+
وأضافت رباب أنه يتم علاج السيدات المصابة بسرطان الثدي المتقدم من خلال العلاج الهرموني، وبعد فترة، من الممكن أن تقاوم الأورام هذه العلاجات، ولكن إضافة عقار أفينيتور (إيفيروليموس) يمنع مقاومة العلاج الهرموني مما يسمح له بالعمل مجدداً،  مشيرة إلى أنه قد أثبتت الدراسات أنه عند إضافة عقار أفينيتور (إيفيروليموس) إلى العلاج الهرموني (اكسمستاين) يتوقف تقدم المرض لمدة 11 شهر تقريباً مقارنة بفترة  4.1 شهر عند استخدام العلاج الهرموني منفردا.

وقالت الدكتورة هبة الظواهري، رئيس قسم الأورام بالمعهد القومي للأورام: ''إن السيدات المصابة بسرطان الثدي تواجه مجموعة من الضغوط التي تؤثر في نتائج العلاج''،  كما طالبت برفع الوعي عن المرض، مؤكده أنه يجب نشر ثقافة دعم مرضى سرطان الثدي، فلم يعد السرطان مرضاً بلا علاج، ومن الممكن أن ينجح الشفاء من سرطان الثدي في معظم الحالات إذ تم اكتشافه مبكراً، فعلى السيدات وجراء الفحوصات الدورية للكشف عن أي مشكلات صحية مبكراً.

وأضافت هبة: ''مازال تخوف السيدات من جراحات الاستئصال التام للثدي سبباً رئيسياً في امتناعهم عن الكشف المبكر. ولكن لم يعد ذلك هو الحل التقليدي فقد ساعدت العلاجات الجديدة على إجراء جراحات أبسط كثيراً، حيث يتم استئصال الورم فقط مع الحفاظ على الثدي''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان