إعلان

لـ''يناير'' إعلام يحميها.. صوت ''الشارع'' ثورة

04:25 م السبت 25 يناير 2014

لـ''يناير'' إعلام يحميها.. صوت ''الشارع'' ثورة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

هاتف محمول يمتلكه، قرر استخدامه ككاميرا، رغم اهتزاز الصورة، ضعف الصوت، وارتعاش يديه، قرر تغطية الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، غالب خوفه، اقترب أكثر، أنجز المهمة، عاد لمنزله حاملا فيديو من الشارع، كأنه يحمل كود مخابراتي بأحد الأفلام القديمة، رفع الفيديو على موقع فيسبوك؛ ليثبت أن المتظاهرين ليسوا بلطجية كما يقول الكثير. بعد ذلك بأشهر قليلة، شباب يقدمون مشهدا تمثيليا في الشارع تعبيرا عن واقع، لافتين أنظار المارة، يريدون توصيل رسالة واحدة مفادها أن الإعلام لا ينقل كل شيء.

قامت الثورة في يناير 2011، لأجل محاورها الثلاثة، عيش، حرية، عدالة اجتماعية، ومع الوقت، اكتشف البعض أن تطهير الإعلام كان لابد أن يكون في الحسبان؛ فتغطية الإعلام المصري والخاص وقت الثورة كان مليء بالتناقضات، والتضليل أحيانا، المواطن العادي تشرّب المصطلحات التي أطلقها الإعلام إبان الثورة، والاتهامات، كتلك المتعلقة بحصول الثوار على أموال خارجية وغيرها، استشعر البعض أن التضليل سيتواجد دائما بدرجات حتى عقب نجاح الثورة، فقرروا عمل شيء مختلف.. بإعلام ينقل صوت الثورة بعيدا عن استوديوهات الفضائيات وماسبيرو.

الحدث الأول كان اشتباكات ''محمد محمود'' 2011، عندما قرر 4 شباب نقله لجمهور الإنترنت، وكذا الحال في ديسمبر بأحداث مجلس الوزراء، ومع التعتيم الإعلامي حينها، بدأت مبادرة ''أنا مباشر''، القائمة على رصد أحداث الشارع بأدوات بسيطة، أقرب حدث جاء بعد ذلك كانت الذكرى الأولى للثورة، ومنها تم تدشين المبادرة بشكل رسمي.

المساحة الجغرافية لتغطية ''أنا مباشر'' تتسع مع الوقت، لا سيما مع زيادة المتطوعين، ''احنا ملناش مكان معين بنركز عليه، بنحاول نغطي المحافظات كلها، لكن ده بيعتمد على الحدث أكثر''، قال ''حيدر غالب'' أحد المشاركين في المبادرة، بالإضافة لاستخدام المعلومات التي يمدهم الصحفيون بها أحيانا، أو الصور الموثقة ''وساعات بنعتمد على البث المباشر لأصدقاء أو أشخاص متواجدين بالصدفة في مكان الحدث لأنه مش دايما فريق متطوعينا بيبقى موجود''.

بعيدا عن التظاهرات التي لم تعد تلفت الأنظار ''فكرنا نعمل فلاش موب.. نمثل في الشارع فكرة عايزين نوصلها''، قال ''إسلام توبة''، أحد مؤسسي فريق ''فريز''، كانت المرة الأولى لهم بالشارع في انتخابات الرئاسة الماضية ''وقتها عملنا حاجة في الاتحادية وضحنا فيها إن الثورة هتتسرق لو الناس انتخبت الفلول'' بجانب تمثيل الجزء المتعلق بموقعة الجمل التي روّج لها الإعلام حينها بشكل مُغاير للواقع.

الفريق قائم على المتطوعين، وليس الممثلين المحترفين، كذلك صاحبا الفكرة ''إسلام'' و''يحيي''، هاويان ''كنا بنجتمع ونعمل بروفات مرة أو اتنين وندرب الناس وبعدين ننزل الشارع.. مستعنّاش بممثل محترف غير مرة واحدة''، كما أن مدة الـ''فلاش موب'' لا تزيد عن ثلاث دقائق.

مجموعة مواطنون يتصارعون من أجل رغيف خبز، آخرون يتجاذبون اسطوانة غاز، مذيع في جانب الكادر يتحدث للشاشة مبتسما، بينما يضع قدمه فوق جسد مواطن مقتول، ذلك أحد المشاهد التي قدمها عرض ''فريز'' الثاني بشارع جامعة الدول، محاولين توعية الناس، مبينين كيف يحاول الإعلام البعد عن مركز الأحداث بالإلهاء في مشاكل حياتية.

لم يتخيل ''إسلام'' أن ما سيفعله سيؤثر في الناس بشكل ضخم ''كان نفسنا نعمل حاجة كويسة عشان الحقايق توصل.. لكن متخيلتش إننا هنكون بوّابة لإعلام بديل''، كانت التعليقات تنهمر على فريق ''فريز'' عقب انتهاء عروضهم، ما بين كبار السن الذين رأوا العرض الأول ''عيطوا لما شافو فيديو العرض وكانوا ميعرفوش كتير عن موقعة الجمل واللي حصل فيها''، وبين تعليقات الشارع من تصفيق، أو العجوز الذي احتضن أحد الممثلين عقب انتهاء العرض الثاني ''كان فيه تعليقات سيئة برضو، زي أول عرض.. قدام نادي هليوبلس السكان اتضايقت مننا لأن كان منهم بيفضلوا أحمد شفيق والعرض كان ضده''.

''الإعلام المصري متغيرش من 2011 لحد دلوقتي في تعبيره عن وجهة نظر السلطة، الإعلام الخاص بقى فيه بعض قنوات بتغطي الشارع أحيانا وبنستعين بهم في عملنا''، قال ''حيدر''، موضحا أن دورهم كإعلام بديل يزيد مع تراجع التغطية بالقنوات التليفزيونية، ''لكن لازم يتوفر في الإعلام البديل موضوعية ومصداقية''.

المضايقات لا مفر منها لمن يعمل في الشارع، خاصة مع عدم انتماء المواطن الصحفي لأي مؤسسة رسمية ''احنا بنتعرض لمضايقات من الطرفين في الشارع.. طرف المتظاهرين وطرف الناس''، منذ فترة تم التعرض لأحد مؤسسي ''انا مباشر'' بالضرب وكسر الكاميرا أثناء مسيرة مؤيدة لحكم الرئيس المعزول ''محمد مرسي''، على حد قول ''حيدر''، في المقابل هناك مضايقات من المواطنين العاديين ''بيفتكرونا بنغطي لقناة الجزيرة بشكل متخفي وبيعتدوا علينا.. زائد حملات التحريض اللي القنوات بتبثها حاليا ضد النقل المباشر''.

محاولات مضنية قام بها شباب ''فريز'' كي يُقدموا عرضا آخر في الشارع، ''حاولنا نقدم حاجة وقت ذكرى محمد محمود اللي فاتت لكن منفعش لدواعي أمنية.. خوفنا يبقى فيه خطر علينا''، ثم سعوا لتقديم شيء مُتعلق بحرية اختلاف الرأي ''المشكلة في الانقسامات بين الشباب دلوقتي''، لعل التوحد رغم تنوع الاتجاهات كان أكثر ما ميّز الفريق ''كنا من 6 إبريل وإخوان وجماعات إسلامية وانا شخصيا مليش انتماء''، تبعا لقول ''إسلام''، ومع اقتراب موعد ذكرى الثورة أصبح الجو الأمني أكثر تعقيدا ''احنا كمان راح مننا ناس.. فيه حد مات من الإسكندرية اسمه صهيب كان من المشاركين في عروضنا''، بينما اعتقل ''شهاب أبو العلا'' على ذمة قضية اتهم فيها بالقتل والتخابر وإحداث عاهة مستديمة لمواطن، في شهر يوليو الماضي.

رغم أن القائمون على ''أنا مباشر'' ليس لهم علاقة مباشرة بدراسة بالدراسة الأكاديمية الإعلامية، لكنهم حضروا دورات لتغطية الأحداث وعملوا بمؤسسات صحفية، ومع اقتراب ذكرى الخامس والعشرين، قام المؤسسون بعمل دورات لتوعية المتطوعين بكيفية تغطية الأحداث ونقلها ''بنحاول نفهم الناس يعني ايه إعلام بديل وصحافة شعبية.. وبنعرف أماكن خروج المظاهرات والتحركات.

الشباب قرروا استخدام وسائلهم بعيد عن الاعلام التقليدي

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان