''البطران'' شهيد جمعة الغضب.. بروفايل
كتبت- نوريهان سيف الدين:
اضطرابات شعبية تجتاح البلاد، خطط أمنية لمواجهة المتظاهرين بالميادين المختلفة، اجتماعات وغرفة عمليات بالداخلية لتدارك الأمر، قوات الأمن وعربات مصفحة تنزل لتطويق الميدان، بدا وكأن ''رجال العادلي'' يحتشدون بكامل طاقتهم لمواجهة الثورة، لكن أفلت الزمام، فانفلت الأمن، إلا أن هناك وفي مكان آخر من الأحداث، رجال أصروا على إكمال مهمتهم حتى آخر نفس، كان بينهم قبل أن يسقط مضرجا بدمائه، وكأن ''طلقات الرصاص'' بمثابة مكافأة نهاية الخدمة لهم.
''اللواء البطران'' أبرز شاهد على أحداث اقتحام السجون وتسريب المساجين، الطلقة التي اختلقت جسده وأردته قتيلا، هي نفسها التي سمحت لآلاف المعتقلين بالسجون المختلفة أن يهربوا، وتعيش مصر ليال من رعب الانفلات الأمني وانسحاب الشرطة وحرق الأقسام، ويتعدد تأويل الأحداث بين ''مؤامرة نظام مبارك ورجال العادلي'' لترويع الشعب وتأديب الثوار، وبين ''عناصر خارجية'' استغلت توتر البلاد لتنفيذ مخطط إسقاط مصر.
''جمعة الغضب- 28 يناير 2011'' هي الليلة الأخيرة في حياة رجل الشرطة الشهيد ''اللواء محمد عباس حمزة البطران- رئيس مباحث قطاع السجون''، قبلها تلقى بلاغا بوجود ''حالات شغب داخل سجن الفيوم''، فتوجه إلى هناك لتأمين السجن وإعادة المساجين إلى زنازينهم، وفي اليوم التالي؛ علم بوجود نفس المشكلة في إحدى سجون القليوبية، ورفض ترك الأمر لضباط السجن، ليتوجه إلى ''سجن القطا'' الواقع على طريق المناشي بالقناطر. يتابع طيلة اليوم المظاهرات الغاضبة ومواجهة الأمن لها، يقبل الليل عليه وعلى مصر بإعلان ''حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال''، وأوامر الرئيس ''مبارك'' بنزول الجيش لتدارك الموقف المشتعل في الميادين، إلا أن (فجر 29 يناير) لم يشرق على ''البطران''؛ فاغتالته رصاصات الغدر ليترك سؤالا لم يجاب عنه على مدار سنوات الثورة: ''من قتل البطران؟''.
ثلاث سنوات مرت على شهادة الرجل الذي منع هروب السجناء بروحه، فيما يقبع خلف الأسوار أول رئيس بعد الثورة –وجماعته- بسبب إفلاتهم من سجن آخر في اليوم ذاته.. قبيل ساعات قليلة من الذكرى الثالثة لرحيل البطران، وفي ذكرى ''جمعة الغضب''، أجلت ''محكمة جنايات الجيزة'' استئناف الطعن على قرار حفظ التحقيقات في ''قضية مقتل البطران'' إلى 25 مارس القادم، وذلك لبحث المستندات ومذكرات التحقيق، وأيضا لاستدعاء اللواء محمد الشرقاوي- رئيس مباحث الجيزة الحالي''.
''العادلي ولع البلد'' كانت كلماته الأخيرة، حسب رواية شقيقته ''منال''، لتفاجأ بعدها بمقتله. لم يفتح تحقيق رسمي بالقضية إلا بعد تقدم أسرته ببلاغ رسمي ينفون خلاله اتهام المساجين بقتله، ويتهمون الداخلية بتصفية ''اللواء البطران'' لإفشاله مخطط حبيب العادلي- على حد وصف البلاغ- لمقاومة الثورة الشعبية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: