لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نعرض وثيقة زواج رفاعة الطهطاوي التي رفض فيها التعدد

01:04 م السبت 04 يناير 2014

نعرض وثيقة زواج رفاعة الطهطاوي التي رفض فيها التعد

كتبت - علياء أبوشهبة:

قبل 174عاما، وبالتحديد في عام 1838 ميلاديا، كتب الإمام المستنير رفاعة رافع الطهطاوي ابن بلدة (طهطا) في محافظة سوهاج، الواقعة بوسط صعيد مصر، رسالة إلى ابنة خاله التي اختارها زوجة له ليطلب يدها للزواج، متعهدا فيها بالإخلاص لها، وعدم الزواج بامرأة أخرى، وهو ما تم وضعه في شروط عقد القران، وقيل أن الرسالة وصلت إلى 80 صفحة.

مصراوي حصل على نسخة من هذه الوثيقة النادرة، والتي تكشف مدى الاستنارة واحترام المرأة الذين تمتع بها الإمام رفاعة الطهطاوي، بينما في الألفية الثالثة، انتشرت الدعوات من بعض رجال الدين للإقبال على تعدد الزوجات باعتباره حق شرعي للرجل، بدون الحديث عن تحقيق العدل والتوازن المطلوب، والمقترن بالتعدد.

من خلال هذه الوثيقة النادرة التي كتبها الإمام يوم طلب يدها للزواج، كتب الطهطاوي بخط يده، متعهِّداً، ما نصُّه :

''التزم كاتب الأحرف رفاعة بدوى رافع لابنة خاله المصونة الحاجة كريمة بنت العلاَّمة الشيخ محمد الفرغلى الأنصاري أن يبقى معها وحدها على الزوجيَّة دون غيرها من زوجة أخرى أو جارية أياَّما كانت وعلَّق عصمتَها على أخذ غيرها من نساء أو تمتع بجارية أخرى .. فاذا تزوَّج بزوجة أياَّما كانت بنت خاله بمجرد العقد خالصة بالثلاثة وكذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين ولكن وعدها وعدا صحيحاً لا يُنقض ولايخل أنها ما دامت معه على المحبَّة المعهودة مقيمةً على الأمانة والحفظ لبيتها ولأولادها ولخدمها ولجواريها ساكنةً معه في محل سكناه لن يتزوج بغيرها أصلاً ولا يتمتَّعَ بجوارٍ أصلاً ولا يُخرجها من عصمته حتى يقضى الله لأحدهما بقضاء .

هذا ما انخطت عليه العهود وشهد الله سبحانه وتعالى بذلك وملائكتُه ورسلُه وأن فعل المذكور خلافَه كان الله تعالى هو الوكيل العادل للزوجة المذكورة يقتصُّ لها منه في الدنيا والأخرة . هذا ما انخط عليه الاتفاق وكذلك إن اتعبته فهي الجانيةُ على نفسها. (رفاعة بدوى رافع، 14 شوال 1255هـ)''.

يعتبر رفاعة الطهطاوي، واحد من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، وهو ما ظهر من خلال كتبه و أراءه، فقد قدم رؤية تنويرية لم تخل من نزعة الأصالة و التربية الدينية التي تلقاها في طفولته.

ولد الإمام في محافظة سوهاج، عام 1216هجريَّة الموافق 1801 ميلاديَّة، ودرس علوم الدين في ''كتاب'' بلدته طهطا، ثم نزل القاهرة ليتابع دراسته في الأزهر الشريف ، وهناك رشحه أستاذه حسن العطار ليكون إماماً للبعثة التي أرسلها محمد علي إلى باريس.

تعتبر تلك البعثة العلمية نقطة التحول في حياته، وهناك قضى الطهطاوي خمس سنوات، تعلم خلالها الفرنسية وكتب بعدها كتابه الشهير الذى قدم فيه قراءته الخاصة لواقع الحياة الأوروبية من خلال مشاهدته لمدينة باريس، وجعل الطهطاوي كتابه بعنوان: ''تخليص الإبريز في تلخيص باريز''.

وبعد عودته لمصر، حمل الطهطاوي لواء التعريف بالحضارة الأوروبية من خلال ترجمة أمهات الفكر الأوروبي، كما حمل لواء التحديث من خلال مؤلفاته الإصلاحيَّة، وقد ترك عند وفاته مجموعة، من المؤلفات والترجمات، من أهمها : ''المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين'' ، ''نهاية الإيجاز'' ، ''أنوار توفيق الجليل'' ، ''تعريب القانون المدني الفر نساوى'' ، ''جغرافية بلاد الشام'' ، ''قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل''.

جدير بالذكر أن زواج الطهطاوي استمر زواجهما 35 عاما، وأشهر أحفادهما السفير محمد رفاعة الطهطاوي الذي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي لشيخ الأزهر الشريف، وشغل بعد ذلك منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق محمد مرسى.

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي.. شارك برأيك الآن

وثيقة زواج رفاعة الطهطاوي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان