إعلان

طريق السخنة بالسويس.. ''ممنوع من العَجل'' (صور)

12:55 م السبت 18 أكتوبر 2014

كتبت – يسرا سلامة:

طريق السخنة بالسويس هو ''شريان الحياة'' لممارسي رياضة ركوب الدراجات في مصر، طريق واسع ممهد، ذو حركة خفيفة من باقي المركبات، فضلًا عن الأمان والتجهيزات به، لذا اختارته عدد من الفرق العالمية للتدرب عليه، لكن فوجئ الجميع منذ شهر ونصف على الأقل بعدم السماح لأحد من راكبي الدراجات للعبور عليه، سواء للمستقلين أو الفرق.

''شريف الشامي'' واحد من مجموعة متدربين مستقلين على الدراجات، يعلم طريق السخنة تمامًا مثل كف يديه، أعوام كثيرة قضى منها ساعات فوق دراجته وبصحبة أقرانه من محبي ممارسة رياضة ركوب الدراجات، في كل إجازة أسبوعية أو عطلات رسمية، تكون دراجته هي الاختيار الأول للتدرب، لكن الوضع لم يعد كذلك.

لا توجد إشارات رسمية أعلى الطريق لمنع مرور الدرجات، لكن ضمنيًا لا تمر الدراجات فوق الطريق، ''الأسباب غير واضحة'' يقول ''شريف'' إن طريق السخنة جاذب عن غيره من الطرق للتحدي من أعلاه، ليشير أن رفض سير الدراجات من قِبل أفراد الأمن من القوات المسلحة عليه يأتي دون أسباب واضحة، كان أبرزهم وقف لتمرينات الاتحاد المصري للدرجات.

قلة الحوادث على الطريق واتساعه هي ما ذكره ''شريف'' بين عدة أسباب أخرى لتميُز طريق السخنة، وجذبه للسائحين، موضحا أن الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية الطرق لم توضح لأي من المستقلين أو الفرق الرياضية أسباب منع المرور للـ''عَجل''، ويضيف ''الدراجة أمام القانون لا تحمل أي رقم مثل الموتوسيكل أو السيارات''.

الطريق تم افتتاحه في فترة استثنائية بمناسبة الاحتفالات بذكرى انتصارات أكتوبر لمدة يوم واحد فقط، لم تكفِ لمحبي الدرجات، لتترك الاستياء والغموض لمرتادي الطريق الشهير، بعد أن دفع إغلاق الطريق إلى التحفظ على الدراجات من قبل الأمن، مثل ما حدث مع فريق ''بني سويف'' للدرجات ودفعه غرامة تقدر بـ400 جنيه للدراجة الواحدة.

''لا أحد يمر من طريق السخنة الآن سوى فريق نادي طلائع الجيش''.. يذكر ''أحمد إسماعيل'' أحد المتدربين المستقلين على ركوب الدرجات إن تدريبه كان يمر طبيعيًا مع زملائه دون مشكلة، حتى خمسة أسابيع سابقة ليتم توقيف الدراجات ليس فقط من بوابة طريق السخنة ولكن من بزينة ''وطنية'' قبل بداية طريق السخنة بـ13 كيلو تحديدًا أسفل الطريق الدائري.

الاتحاد المصري للدراجات تقدم بمذكرة إخطار لرئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق بالقوات المسلحة، وذلك في سبتمبر الماضي من أجل أحد الرحلات التدريبية لفريق المعادي للدراجات، كوسيلة لحل الأزمة ولم يتلق ردًا منه، ولا يزال توقيف الدراجات على طريق ''السخنة'' مستمرًا بحسب ''إسماعيل''.

''العجلة قانونًا مثلها مثل الإنسان على قدميه، ليس لها ترخيص أو كارته'' يقولها ''إسماعيل'' الذي اعتاد أيضَا المرور كثيرًا عبر طريق السخنة بدراجته إن حتى لا يوجد بشكل رسمي رسوم مرور للدراجات، ليقول إن حتى فكرة الإخطار مستحيلة؛ ''هل معقول كل شخص مستقل بعجلة يجيب إخطار عشان يعدي في الطريق؟!''، مضيفًا أن بعض الأخبار وردت إليه بأن هناك من يدفع ليمر ''طريق السخنة معروف أنه طريق أمن أكثر من إسكندرية الصحراوي وطريق مصر إسماعيلية''.

وذكر ياسر القناوي المسؤول الإعلامي من محافظة السويس إن الطريق ليس ممنوعًا أمام الدرجات، وإنما يتم غلقه أحيانا أو منع مرور الدرجات لدواعي أمنية، مثلما حدث في أغسطس الماضي وإغلاق الطريق بسبب السيول في المنطقة، ليضيف المصدر أن الطريق مفتوح للدراجات طوال الوقت، لكن ضرورة وجود ''إخطار'' قبلها للمحافظة، بحسب قوله.

عرف ''شريف يحيي'' الطريق إلى ''السخنة'' على دراجته ''كنت بروح للطريق من قبل ما يفتتحوه رسميًا في التسعينات''، مشاداة حدثت بينه وبين المسؤولين على الطريق، والنية بحجز دراجته انتهت بالتهدئة، لكنه لا يزال مثل غيره من محبي ركوب الدرجات لا يستطيع السير أعلى الطريق.

حالة من التعجب ارتسمت على راكبي الدراجات من مرتادي طريق السخنة، في ظل تشجيع سابق من رئيس الجمهورية ''عبد الفتاح السيسي'' لممارسة ركوب الدرجات، خاصة إن أسلوب المنع أخيرًا ليس فقط توقيف العجل – الذي تقدر قيمته بحوالي 5 آلاف جنيه- لكن أيضًا التلويح بالقبض على راكبي تلك الدرجات.

سهولة الحركة على الطريق، بالإضافة الى التفريعات المتاحة منه إلى عدد من المناطق في القاهرة والسويس، تجعل طريق جاذبًا لعدد من السائحين، منهم ''طواف أفريقيا'' الذي يبدأ من أهرامات الجيزة وحتى كيب تاون المدينة الجنوب أفريقية، يذكر ''إسماعيل'' ''لا نعلم حتى الآن كيف سيمر هذا الفريق من هذا الطريق''.

ليس فقط للرياضة، حيث ذكر ''إسماعيل'' و''شريف'' أن هناك عدد من المجموعات مثل فريق ''جي بي أي'' يستخدم الدراجات من أجل العمل الخيري، وتجميع أموال من نشاط الدرجات لهذا الغرض.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان