لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإضراب من داخل السجن إلى خارجه.. التضامن مش بس كلمة

06:54 م الأربعاء 08 أكتوبر 2014

دكتورة ايمان سلام

كتبت- رنا الجميعي:

الإضراب عن الطعام سلاح السجناء والمعتقلين، يتخذونه درعا أخيرا لتفادي قبوعهم خلف الأسوار، فيما بات الأمر مقترنا بمن يبيتون أحرارا دون قيود، في تضامن منهم مع أشقاء صاروا أرقاما في سجلات السجون.

حالة من التنوّع لازمت المضربين خارج السجون، لم تكتف حركة بعينها أو شخص ذو اتجاه معين، بل شهدت اختلاف في تطويع آلية الإضراب حسب ما يرونه، تحرّك طالب كلية العلوم بجامعة الإسكندرية ''صلاح خالد'' ضمن حملة ''جبنا آخرنا'' للإعلان عن الإضراب تضامنًا مع المعتقلين، وكان يوم 13 سبتمبر هو بداية الإضراب ''بنحاول نضغط على السلطة''.

أولى خطوات إعلان الإضراب عن الطعام هو إبلاغ النائب العام عن طريق المَحَاضر، بعد إضراب ''خالد'' بأسبوع، أُفرج عن الطلاب المعتقلين ضمن قانون التظاهر، ولكنه لم يُضرب للتضامن مع شخص بعينه، لذا استمر في مقاومته الخاصة.

لم يُكمل طالب علوم إضرابه بسبب حالته الصحية التي ساءت، إغماءات مستمرة ونسبة سكر قليلة في الجسم، هو ما أبلغه به الطبيب المتابع لحالته، ونصحه بفك الإضراب ثم العودة مجددًا بعد تحسنه، وهو ما فعله ''خالد'' إيمانًا منه بأن الغاية ليست في ''إننا نقع من طولنا، ولو وقعنا مش هنعرف نجري على زمايلنا''، ولكن في تسجيل موقف.

رغم أن إعلان قرار الإضراب ليست بتلك السهولة، فأسرته لم تقتنع بالأمر ''في الأول كانوا شايفين إنه خطير وانتحار''، إلا أن ما شجّع ''خالد'' اتخاذ موقف جماعي ضمن ''جبنا آخرنا''، ولأنه يعلم تمامًا أن مخاوف الإضراب ليست مرعبة كفاية نسبة لمن يُضربوا داخل السجون، وبالتدريج تفهمت الأسرة موقف ''صلاح'' ''عرفوا إنه ولا حاجة بالنسبة للي جوة السجون''.

يرى ''صلاح'' أن الإضراب صار له بعض التأثير، منها بعض التقارير الدولية التي تحدثت عن المضربين، وبعض النشطاء خارج مصر تضامنوا مع المضربين في يومي الإضراب العالمي 20،21 سبتمبر، كما أن التأثير لم يقتصر على الخارج فقط، فانضم بعض الزملاء لصلاح ''في الأول مكنوش متفهمين الموقف، مع النقاش بدأوا يتجاوبوا ويضربوا معانا''.

المياه ''صديقتي''

منذ يوم المتزامن مع مرور عام على اعتقال ''محمد سلطان'' خطر ببال ''سارة محمد''، قريبته، الإضراب عن الطعام، إلا أنها لم تقرر جديًا يومها، بعدها حدثت بدايات الإضراب تضامنًا مع إضراب علاء عبد الفتاح ونوبي، وبدأت عائلة أحمد سيف الإسلام في الإضراب وتبعتهم سارة يوم الرابع من سبتمبر الحالي، ليبلغ إضرابها حتى الآن سبعة وعشرين يومًا، رأت ''سارة'' ''لو فيه حد أولى إنه يضرب فهو أهالي المعتقلين''، لذا قررت الفتاة العشرينية الإضراب ''مهما اتقال للمعتقل أنا حاسس بيك، انت كداب، محدش حاسس بحد''، فالإضراب هي الوسيلة الوحيدة التي تعني بحق التضامن ''وإنك تبقى حاسس بيه''.

فلم يكن هناك طريقة أخرى سوى الإضراب لأن تبلغ ''سارة'' رسالة إلى ''سلطان'' بدعمها له جديًا ''ومع ذلك أنا برده في الحقيقة مش حاسة بالمعتقل، لأنه في الآخر أنا حرة، إنما هو في السجن''، ويأتي كنقطة ثانية في إضراب ''سارة'' الإفراج عن معتقلي الرأي واسقاط قانون التظاهر.

''أنا هفك الإضراب امتى'' ... السؤال الذي يراود ''سارة'' لأنه لا يجدي وقف الإضراب بعد الإفراج عن سلطان فقط، فماذا عن الباقي، هنا الكثير المضربين عن الطعام ولا يتحدث عنهم كثيرًا مثل إبراهيم اليماني والأختين رشا وهند منير وغيرهم، لأن القضية لا يجب دفنها بالإفراج عن ''الأيقونات'' المشهورين فقط.

تدرك ''سارة'' مع الوقت أن القرار لا رجعة فيه ''دا مش لعب عيال''، وأن عليها أن تستمر لآخر الطريق، حتى الإفراج عنهم.

لم تعلن سارة عن إضرابها في بادئ الأمر ''كنت عاوزة أشوف هقدر أكمل ولا لا''، ثم تعلن قرارها للجميع، إلا أنه مع متابعتها لحالتها الصحية بمركز النديم عُرف أنها مضربة عن الطعام، لم تعلم عن الأمر سوى والدتها ''معترضتش خالص''، لكن الفتاة العشرينية علمت أن أمها لم توافق على إضرابها إلا لأنها تعرف أن فتاتها لن تكمل الإضراب ''عشان أنا بحب الأكل''، تقولها ضاحكة.

في أول خمسة أيام قامت والدتها بطبخ جميع الوجبات التي تحبها ''سارة'' ''عشان يحاولوا يقنعوني بفكه''، لكنها أيقنت أن الأمر لم يكن مزحة وإنما قرار اتخذته سارة وستمضي فيه إلى النهاية، وما تلبث ''سارة'' أن تذكر والدتها بأنها لا تفعل ذلك سوى لأجل سلطان والمعتقلين، فتعود الوالدة مرة أخرى للهدوء كلما تذكرت معاناة ''سلطان''.

وأصبحت المياه صديقة ''سارة''، الإرهاق لازم الفتاة يومها الثالث من الإضراب، لكنها بشكل كبير كلما تحركت وشربت المياه كانت بحال أفضل.

الإضراب الجزئي

بيقين ''محمود سلماني''، الناشط بمجموعة لا للمحاكمات العسكرية، أن الإضراب الجزئي هو أفضل الوسائل المتاحة له ''لازم الإضراب يبقى لمدة محددة'' لم تكن المرة الأولى له هذا العام، ولكن في مايو 2012، أي قبل عامين، للإفراج عن عن زملائه أثناء حكم المجلس العسكري، والآن أضرب عن الطعام لمدة ستين ساعة تضامنًا مع معتقلي الاتحادية، اعتقد أنه سيقدر على الإضراب لمدة أسبوع كامل لكن حالته الصحية لم تسعفه.

يرى ''سلماني'' أن من بخارج السجن لديه من الوسائل المتاحة التي لا تتوفر لدى المعتقل، فالمعتقل ليس بيديه حلول سوى الإضراب لتسجيل موقف، أما من بالخارج فتتعدد الوسائل بين المظاهرة الإليكترونية أو الوقفات الاحتجاجية، وكذلك الإضراب لفترة محدودة.

بعد جلسة مجلس الشورى لعلاء عبدالفتاح، أضربت ''نوران نبيل'' عن الطعام، انتوت الإضراب لخمسة أيام حتى الإفراج عن ''ماهينور المصري''، إلا أنها استمرت، أوقفت ''نوران'' إضرابها مرتين، الأولى كانت مع إخلاء سبيل ''نوبي'' ''كنت وقتها عاوزاهم يطلعوا عشان نفكه سوا''، وهكذا احتفلت بخروج ''نوبي''، المرة الثانية حدثت ومع سوء حالتها الصحية، لذا أوقفت الإضراب حتى تتحسن، وأكملته ثانية منذ أربعة أيام ''لو معتقلي الاتحادية خرجوا هفك إضرابي''.

''مفيش حل تاني'' ... هو ماتراه ''نوران'' باستخدام وسيلة الإضراب، رغم تحذير الكثيرين لها من الإضراب ''كنت وقتها طالعة من حادثة كبيرة وقالولي مش وقته'' لكنها صممت على إعلان قرارها، ودعمتها فيه والدتها.

الإضراب ''رفاهية''

ترى دكتورة ''إيمان سلام''، أستاذة بجامعة الإسكندرية، أن الإضراب هو نوع من التضامن ''أول مرة الفكرة دي تدخل مصر''، وخطوة على الطريق مع انضمام شخصيات بارزة إليها يُمكن أن ''تسّمع برة ويبقى فيه ضغط''.

حينما عرفت أستاذة الجامعة بإضراب عدد من الطلبة للتضامن مع المعتقلين، رأت أنها يجب أن تكون المُبادرة لا التابعة ''مينفعش الشباب الصغير يعمل حاجة واحنا منبقاش مشاركين''، ورغم حالتها الصحية السيئة لكنها فضلت المشاركة ''مش هسيب الناس لوحدها''.

أصبح الإضراب فارقًا مع دكتورة ''إيمان'' فكان دائمًا نُصب عينها أن تلك الوسيلة تضمن الاستمرار في المقاومة، وإحساس المعتقلين أنهم لم يغفلوا عنهم، وإعطائهم رسالة ''انت مش لوحدك''، وبالنسبة لها لم ترى قرار الإضراب صعب، فهي رفاهية نسبة لمن رأى الرصاص بعينه ''دي رفاهية''.

عقبات وقفت في سبيل الإضراب، أولها المعارضون للإضراب ب''إيه الفايدة''، وكان ردها عليهم ''الرسول دعا الناس سرًا لتلات سنين''، مُعقّبة ''السعي مهم''، أما العقبة الثانية والتي اضطرتها لوقف الإضراب هو سوء حالتها الصحية.

استكملت دكتورة ''إيمان'' الإضراب لثاني مرة، ولم يرد بخاطرها الاستسلام للأمر الواقع ''أنا متفائلة''، وترى أن كل من يقف بجانب الحق يحتاج إلى إعادة تأهيل، كنتيجة طبيعية للفُرقة بين الاتجاهات المختلفة، ويُعتبر الإضراب في وجهة نظرها محاولة يجب أن تستمر ''احنا محتاجين إرادة''.

لم تكن مهمة دكتور ''طاهر مختار'' هي متابعة الحالة الصحية للمضربين فقط بمقار الإضراب مثل مقر ''العيش والحرية'' بالإسكندرية، بل امتدت إلى تهيأتهم إلى الإضراب، حمية خاصة قبل الإضراب ''تعليمات للأكل والسوائل قبلها''، سواء كان الإضراب جزئي أم كلي، معرفة ما إذا كان المضرب يعاني من أمراض تتعارض مع الإضراب أم لا، أما أثناء الإضراب فيكون دوره قياس الضغط والسكر، والتنبيه على أهمية المياه أثنائه، بعض المضربين لم يعلموه بالأمراض التي يعانوا منها، وما هو يستتبع سوء لحالاتهم خلال الإضراب، ويكون من واجبه في تلك الحالة هي النصيحة بوقف الإضراب حتى تتحسن حالته الصحية.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان