لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيلم "عيون الحرامية".. أن تزرع فلسطين مقاومة فتحصد أملا

02:10 م الأربعاء 12 نوفمبر 2014

كتبت-رنا الجميعي:

عيوننا إليك ترحل كل يوم، هذا ما كانت تشدو به فيروز في أغنيتها الشهيرة "زهرة المدائن" وهي تنشد حبها للقدس، ثمة عيون كثر ترتجي نظرة من القدس، من فلسطين كلها، حتى تأتيها طوعًا، إلا أن البلد التي تسقط تحت أيادي الاحتلال رهن البطش والاستبداد، ترغب أن تتحول تلك النظرات إلى أفعال تقاوم الأسوار.

ثمة عيون ترغب بالأمل، تحاول أن تُنبته، ترتجي رؤيته مزروعًا بأرض وسيعة، عيون مهمتها كانت قنص العدو، هذا ما فعله طارق خضر في فيلم "عيون الحرامية"، يقوم بدوره الممثل خالد أبو النجا، ارتحل مغادرًا أهل بيته ليزرع الأمل، قنص جنود من العدو على حاجز عسكري إسرائيلي بوادي الحرامية، فظل طريدًا بعدها، وفقد أسرته.

الفيلم الذي يُعرض للمرة الأولى بالعالم العربي وإفريقيا لمخرجته نجوى النجار، ازدحم المسرح الكبير بالأوبرا بمشاهديه الكثيرين، طابور طويل تكاثر رواده في انتظار التفتيش على باب المسرح، كانوا عيونًا تنتظر بشغف الفيلم، عيون قلقة من فوات موعد الفيلم في الخامسة، لكن تأجل عرضه ربع ساعة، ما إن تم التفتيش، حتى انطلقت تلك العيون تبحث بلهفة عن مقاعد جيدة لرؤية الشاشة الكبيرة.

بدأ الفيلم بالتعب المنبعث من عيون "طارق"، المناضل المصاب برصاص بعد العملية التي قام بها، والذي سُجن لعشرة أعوام بسجون الاحتلال، خرج ليلتقي أسرته الصغيرة المكونة من زوجته هدى وابنته نور إلا أنه لم يجدهما، فقد وارى التراب زوجته، ونور تبنتها إحدى الأسر بنابلس، ولكن هذا ما لم يكن يعرفه المناضل الذي هدّه الصراع.

كان على "طارق" أن يرحل إلى نابلس، بعدما أخبرته قريبته سلوى أن ابنته هناك بأحد دور الأيتام، رغم عيون المقاوم المرهقة إلا أن بعض الإصرار شابها، عليه أن يجد ابنته كي لا يكون وحيدًا، يذهب لنابلس، ويجد لنفسه عملًا لتصليح أنابيب المياه عند رجل يُدعى عادل، تقابله هناك عيون ليلى الخالية من أية مشاعر، مديرة المشغل الذي يملكه عادل.

الانتهازية؛ كانت تلك ترجمة عيون "عادل" الرجل الذي لم يكن يهمه سوى جمع المال، دون اعتبارات للاحتلال، والزواج من "ليلى"، المرأة التي لم تهتم سوى بطفليها، ملك ووليد.
ملك الصبية القوية التي امتلأت عيونها بالعناد والتصميم قائلة لمن يضايقونها "لما يجي أبوي راح يضربك"، كان لديها من اليقين أن يعود أبوها الذي لا تعرفه، أمل تشبثت به بعنادها الصبياني التي تلقى به كل من يقف بطريقها.

لا تتشابه العيون على كل حال، كل عين تنظر بطريقة غير الأخرى، عين القناص تلك التي تنظر بكل ما احتوته من تصميم وقوة يداخلها بعض الخوف من الفشل، ورغم قوتها وسرعة تركيزها في وقت ما إلا أنها تتحول لانفعالات مغايرة حسب ما يقتضيه الموقف، صارت عين "ملك" ابنة طارق التي لم يعرفها تشبهه قبل تجربة السجن، فيما عاود الإصرار عيناه مع اكتشافه خيانة رئيسه "عادل" لأهل بلده، فقد كان يورد المياه داخل المقاطعات الإسرائيلية المجاورة من خلال أنابيب المياه.

هناك الحب التي تلونت به عينا "طارق" كلما شاهد ملك المشاغبة، التي استطاع أن يجعلها تعدل عن قرارها بالتغيب عن المدرسة، مقابل تعليمها لعبة البلياردو، تلك الأوقات الجميلة التي قضياها معًا، دون قلق أو خوف، عيون "طارق" التي شملت "ملك" بحب وقنصت لحظات خاصة من السعادة وهو يوصلها بالموتوسيكل إلى المدرسة هي وأخيها، لم تكن الصبية الصغيرة تعرف أنها ابنة مناضل إلا أنها ورثت عناده.

خطاب طرفه تآكل بالنار قرأته ملك وخبأته بكتابها، التي لا تعرف أن خطاب "طارق" المرسل وهو بالسجن موجه إليها بالأساس، ذلك الخطاب الذي عثر عليه عادل الانتهازي الذي ما إن شك بهوية "طارق" حتى نبش ورائه، ينتهي الفيلم بالأمل المروي على الدوام بنفوس أصحابه، لذا كانت عيون "ملك" تنام بالأمل حينما قرأت خط أبيها يسطر "أتمنى أن تكوني حُرة دائما".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان