"محمد محمود"... قصة "مأساتين"
كتبت - نيرة الشريف:
أحداث محمد محمود الأولي:
الزمان:19 نوفمبر 2011
المكان: الشوارع المحيطة بميدان التحرير وخاصة شارع محمد محمود
أطراف الحدث: متظاهرون ومصابو ثورة يناير وأسر الشهداء من جهة وقوات الشرطة من جهة أخري.
"هنا كانت الأعين كما الحياة والأمل والحلم مهدرة وبلا ثمن"
هنا فقد البعض حياته.. هنا فقد البعض احدي عينيه علي يد قناصة الداخلية المصرية، هنا هتف أحدهم "جدع يا باشا ..جت في عينه"، ففي 20 نوفمبر 2011 ينتشر مقطع فيديو علي شبكات التواصل الاجتماعي لأحد ضباط الأمن المركزي، يقوم بتصويب بندقية الخرطوش نحو المتظاهرين، وينطلق في خلفية الفيديو صوتا قائلا "جدع يا باشا، جت فى عينه". ، ليتم بعدها انطلاق حملات شعبية واسعة مطالبة بمحاكمة الملازم أول محمد صبحي الشناوي، ضابط الأمن المركزي الذي ظهر في الفيديو.. هنا كانت الأعين كما الحياة والأمل والحلم مهدرة وبلا ثمن، يهدرها قناص "شاطر" ويقف مباهيا بما فعل، هنا فقد مالك مصطفى وأحمد حرارة وأحمد عبد الفتاح ورضا عبد العزيز أعينهم بلا سبب يعلمونه سواء أنهم قرروا النزول إلى هنا.
الأطراف والأطراف المضادة:
دعا بعض الناشطين السياسيين والحركات (حركة مصرنا") إلى جمعة المطلب الواحد في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر في يوم 18 نوفمبر 2011 مطالبين بسرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه أبريل من عام 2012.
وكان قد ساعد على تأجيج الأحداث إصدار الدكتور علي السلمي لوثيقة المبادئ الأساسية للدستور التي أثارت غضباً عارماً لاحتوائها على بنود تعطي القوات المسلحة وضعاً مميزاً.
وشاركت معظم القوي والأحزاب السياسية بهذه التظاهرة في يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011 ثم دعت للانصراف في نهاية اليوم حتى لا يتم تعطيل انتخابات مجلس الشعب في الأسبوع التالي، إلا أن بعض أسر شهداء الثورة وبعض الحركات الشبابية أصرت على الاعتصام في ميدان التحرير، لتقوم قوات الشرطة المصرية في العاشرة من صباح اليوم التالي بفض اعتصام العشرات من مصابين الثورة في وسط ميدان التحرير بالقوة.
حرب شوارع:
شهد تلك الأيام اشتباكات دموية بين المتظاهرين والقوات الحكومية، استخدمت خلالها القوات الهراوات والصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي والخرطوش والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وقذائف المولوتوف وبعض الأسلحة الكيماوية الشبيهة بغاز الأعصاب، لم تتوان القوات في استخدام كل ما تتمكن من استخدامه لتفريق المتظاهرين والمصابين وأسر الشهداء، وفي المقابل كانت المواجهة بحماس الشباب الزائد؛ فالألتراس قد قاموا بلعب دور محوري في الأحداث والحجارة والألعاب النارية والشماريخ والدراجات النارية لمحاولة إنقاذ المصابين وسرعة نقلهم.
حرب شوارع استمرت نحو ستة أيام سقط خلالها مئات القتلى، وآلاف الجرحى وإصابات الأعين، وانتهت الأحداث إلي استقالة حكومة الدكتور عصام شرف، وتكليف الدكتور جمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة في مصر بأن تتم انتخابات بحد أقصى منتصف عام 2012، وأن يتم وضع الدستور والاستفتاء عليه قبل ذلك خلال شهرين من أول اجتماع مشترك لمجلسي الشعب والشورى في أبريل 2012.
أحداث محمد محمود الثانية:
الزمان: 19 نوفمبر 2012
المكان: شارع محمد محمود في أول إحياء لذكري الأحداث
أطراف الحدث: المتظاهرون من جانب وقوات الشرطة و البلطجية من جانب أخر.
"حينما تملك جسارة القتل.. فلن تتورع أن ترسم نفس المأساة مرتين"
ربما لم يكن الأمر مبدعا بما يكفي.. أن تتكرر المأساة على عامين متتاليين، بلا تجديد، لا زال الحماس مشتعلا متأججا في الصدور، لم يفتر بعد في قلوب غضة قليلة سنوات تواجدها في الحياة، ولم تقل القسوة كذلك في قلوب من قرروا أن يواجهوهم بالعنف، يسلبوهم الحياة إذا استطاعوا أو يصيبونهم إصابة لا يتحرون أن تكون سطحية أو غير مؤذية، يضربون بلا هوادة، دون شفقة ولا اعتبار لشباب صغير ربما تودي الإصابة بحياته كاملة، ليُكمل حياته –إذا لم يفقدها- مصابا أو معاقا، هنا فقد جابر جيكا حياته، حيث خرج هو ومتظاهرون في الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود في نفس المكان –شارع محمد محمود- للمطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين، وحدثت اشتباكات بينهم وبين الشرطة، ثم تعرضوا لهجوم من بلطجية بقذائف مولوتوف .
نتائج إحياء الذكرى:
خرجت جماعة الإخوان المسلمين لتعلن رفضها المشاركة في إحياء الذكرى، وذلك بعد أن وصلت للحكم وحصلت على الأغلبية في برلمان 2012، فكانت تدعو الناخبين للمشاركة في الانتخابات واتهمت الداعين لإحياء الذكري بأنهم يريدون زعزعة الاستقرار، واتهمتهم بـ"البلطجة"، ووصف وزير العدل آنذاك، المستشار أحمد مكي، التظاهرة بأنها "ضمن مخطط واسع لإثارة الفوضى وإجهاض الثورة".
وأعقب تلك الأحداث صدور الإعلان الدستوري المكمل من الرئيس محمد مرسي، واستمرت التظاهرات والاشتباكات نحو أسبوع بعد ذلك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: