''القط والفار''.. علاقة مصر وتركيا على مر الزمان
كتبت-رنا الجميعي:
حالة من الاحتقان الشديد ترصدها وسائل الإعلام بين مصر وتركيا، مزاج يملأ الأجواء بالغضب والاستقطاب، وتصريحات لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، حول الشئون الداخلية لمصر، مما استدعى تحرك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد تلك التصريحات وإرساء ''إعلان القاهرة'' بالاشتراك مع اليونان وقبرص، ذلك الإعلان الذي يحذر من التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وتحدثت تقارير صحفية عن تشديد إجراءات السفر لتركيا، طلبت موافقة أمنية للمسافرين حتى لو كان ضمن فوج سياحي، وهذا للمسافرين من أعمار 18 إلى 40 سنة، تلك الأجواء المحتقنة بين البلدين في الوقت الحالي لا تنفي التاريخ الطويل بين مصر وتركيا منذ عصر المماليك منهم من كان من أصل تركي، والخلافة العثمانية التي حكمت مصر منذ عام 1516 حتى الانتداب البريطاني عام 1914، تلك الفترة الطويلة من الحكم العثماني هو ما يؤكد عليه دكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، دليلًا على اللهجة متعالية الحديث التي ينتهجها ''أردوغان'' في خطابه السياسي ''هو عاوز يستعيد الهيمنة العثمانية''.
بشوارع مصر تعبر سيارات قمامة مرسوم عليها يدين وكل يد يعلوها علم مصر والآخر تركيا، تلك السيارات كانت منحة من تركيا لمصر في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، يقول ''عزب'' إن التأثير الحضاري متبادل بين البلدين، وتؤكد دراسة أنثروبولوجية على أن جينات المصريين بها 30 في المئة جينات تركية، ويضيف رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية تلك الجينات من المماليك الذين حكموا مصر لأنهم من قبائل تركية ''لكن المماليك غير الأتراك هما تمصروا وبيعبروا عن مصر''.
ذلك التأثير الحضاري المتبادل يدلل عليه الخط التركي وهو مأخوذ من الخط العربي المملوكي الذي تواجد بمصر كما قال ''عزب''، كما أن أكبر سوق بتركيا هو سوق ''مصر''، وذلك السوق جزء من التراث التركي ''تركيا كانت تستورد من مصر''، اللغة أيضًا في القاموس المصري والتركي بها بعض الشبه ''زي كلمة عربجي، نصها عربي ونصها تركي كلمة ''جي'' دي لاحقة تركية تعني العمل''، كذلك هناك كلمتان ''باشا وأفندي'' والأصلهما تركي.
سمعة الأتراك بين المصريين في التراث الشعبي لم تكن جيدة كونهم حكموا مصر لقرون عديدة، فالجندي التركي حينما يدخل لأي محل تجاري ويرغب في امتلاكه أو الشراكة مع صاحبه يقوم بتعليق غطاء رأسه، وهو ما أنتج مثل شعبي يقال على الأتراك ''قالوا للتركي ارحل .. رمى الأووق من الطاق'' والأووق هو غطاء الرأس المعدني أما الطاق فهي النافذة، يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسى.
العلاقة بين مصر وتركيا في العصر الحديث بعيدًا عن الخلافة العثمانية تأرجحت بين الاحتقان والشراكة المتبادلة، ففي عصر الرئيس جمال عبدالناصر كانت العلاقة يشوبها العداء، فتركيا انضمت لحلف بغداد عام 1956 بجانب بريطانيا والعراق وإيران ''والحلف دا كان جزء من حلف استعماري'' على حد قول ''عيسى''، كما أن تركيا حسب ما أضاف أول دولة إسلامية تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، أما في عهد السادات فشابها حالة من التوازن، ووصلت إلى إقامة علاقة تحالف مع مبارك وأردوغان ''تعاون اقتصادي''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: