الصحافة المطبوعة في ''تراجع''.. والسبب ''الإنترنت''
كتبت-إشراق أحمد:
تستقل "سلمى أسامة" مترو الأنفاق في طريقها إلى عملها بمنطقة الزمالك، تمسك تليفونها المحمول مقررة التصفح السريع للمواقع فهي الطريقة الأسهل بالنسبة لها للتأكد من خبر ما سمعته في الصباح الباكر، أو للاطمئنان أن طريقها خالٍ من حوادث التفجيرات التي انتشرت بالفترة الأخيرة.
هكذا تفعل الفتاة العشرينية في بعض الأحيان، لتضيف بعض الوقت لعادتها اليومية التي تبدأ مع التاسعة صباحًا فور الوصول لعملها و"تشغيل" جهاز الكمبيوتر الخاص بها لتصفح مختلف مواقع الصحف، ليس عمل منسقة العلاقات العامة ما يدفعها لممارسة تقليدها اليومي بل رغبتها الذاتية في متابعة الأخبار.
في كلمة أرسلها الكاتب الصحفي "محمد حسنين هيكل" إلى جريدة يومية ورقية بمناسبة العيد الخامس لها، ذكر أن الصحافة الورقية انحصرت أرقامها، حيث بلغ معدل "الطاقة القرائية" –مجموع عدد المشترين للصحف والمجلات صباح كل يوم- عام 1974 سنة تركه لرئاسة تحرير "الأهرام" ثلاثة ملايين مشتر للصحف في اليوم بينما تعداد السكان وقتها يصل إلى 30 مليون وقتها، في حين لا تزيد اليوم عن مليون ونصف لكل الصحف في الوقت الذي وصل فيه عدد السكان إلى تسعين مليون.
"أسهل وعلى طول في تجديد للأخبار حتى المقالات دلوقتي لها نسخة إلكترونية" هكذا تُعقب "سلمى" التي لا تلجأ لشراء الصحف الورقية، فقبل خمسة أشهر كانت آخر مرة قامت بها بذلك، ومتابعتها للأخبار لفترتين بالصباح وبمنتصف اليوم يجعل المواقع على الأنترنت متاحة أكثر بالنسبة لها فضًلا عن معرفتها لرد الفعل السريع إزاء مقال جيد عبر الفيسبوك "على طول اللينك بينتشر".
"أيمن الصياد" الخبير الإعلامي ورئيس تحرير مجلة "وجهات نظر" يرى أن الفكرة ليست الصحف المطبوعة إنما في عادات الاستهلاك بشكل عام التي تتطلب وترتبط بالعديد من العوامل منها السرعة وطريقة التفكير ذاتها، وتابع "الصياد" أنه لا يمكن التغافل على أننا بصدد جيل جديد تربى بطريقة كونت عقل مختلفًا وعادات استهلاكية مختلفة ترتبط بالسرعة والتفاعل وليس مجرد التلقي والتشارك، واللامركزية، موضحًا أن الاستخدام المكثف للإنترنت إلى جانب طريقة التفكير من الطبيعي أن تجعل الصحف الطبيعة تدخل محل التراجع.
وأكد الخبير الإعلامي أنه لا يجب أن تخدعنا نسب توزيع الصحف، فنسب القراءة زادت بينما نسب التوزيع قلت.
"القصة لها أبعاد" قالتها "سهير عثمان" المدرس المساعد بقسم الصحافة - كلية الإعلام- موضحة أن هناك ثلاثة عوامل مرتبطة ببعضها البعض، أولهما الغزو الكبير للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وثانيهما اقتصادي، فليس بمقدرة الجميع شراء جريدة واحد كل يوم بسعر جنية ونصف فضلًا عن المفاضلة المحسومة "اشتري رغيف عيش ولا جرنال.. أكيد هيقول رغيف العيش"، وثالثهما "شبه تراجع لمصداقية الصحافة المطبوعة" المتمثلة في مقولة "اهو كلام جرايد."
وأشارت "عثمان" إلى وجود فارق بين نسبة توزيع الصحف وقرائتها، "ممكن حد يشتري جرنال واحد وخمسة يقرأوه" فهذا يعني حسبما قالت انخفاض نسبة التوزيع وليست القراءة.
وأضافت صاحبة رسالة الدكتوراة الخاصة بالعوامل المؤثرة على قرائية الصحف المطبوعة أن السيناريو الوحيد أمام الصحف المطبوعة أنها تبقي على حالتها نظرًا لعدم وجود خدمات جديدة يمكن أن تقدمها في ظل توافر جميع الخدمات بسهولة على المواقع الإلكترونية سواء للصحف المطبوعة ذاتها أو المستقلة بذاتها.
وأكد كل من الخبيرين الإعلاميين أنه لا توجد أرقام دقيقة يمكن الرجوع والتعويل عليها لمعرفة نسبة قراء الصحف المطبوعة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: