لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أعوام النزوح الكبير في الوطن العربي.. والسبب ''ثورات وحروب''

04:38 م الثلاثاء 11 فبراير 2014

أعوام النزوح الكبير في الوطن العربي.. والسبب ''ثور

كتبت- دعاء الفولي:

منذ عدة سنوات، كانت تلك الدول كملاذ آمن للاجئين من دول آخري، يذهب لهما الفارّون من ضيق ذات اليد ، يهرع المصريون للعراق وليبيا للعمل، في الأعمال الحرة كالتنظيف، البناء وغيرها، يموتون على أقدام حدودهما سرًا كي يدخلوها، تمر الأيام، والأيام دُول، تأتي الحرب على العراق والآخرتين حدث بهما ثورة، عاد المهاجرون للدول الثلاث، وخرج سُكانها أيضًا، بعضهم نزح داخليًا لأماكن أقل توترًا والآخر للحدود أو لدول قريبة، إليهم كان المآل، ثم أصبحوا فزّاعة للسكان الأصليين.

العراق.. مدينة العُمال سابقًا

مرت العراق بفترات صعود وهبوط فيما يتعلق بعدد العُمال المصريين فيها، بلغ عددهم في التسعينات حوالي 2 مليون عامل، تراجع العدد مرورًا بحرب الكويت معها، ثم الاحتلال الأمريكي للبلاد، ليتراجع إلى 100 ألف عامل تقريبًا عام 2012، وبعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الأسبق ''هشام قنديل'' كان الأمل قد تجدد في إعادة جزء من العُمال مرة أخرى لهناك وحل مشكلة الحوالات الصفراء، وفتح مكاتب الهجرة المُختصة بهم في العراق بعد إغلاقها عقب حرب الكويت.

في أثناء ذلك كانت ثمة حوادث مُتفرقة في أنحاء بلاد الرافدين، تفجيرات ببغداد العاصمة، اقتتال بين السنة والشيعة ببعض المناطق، لم يصل الأمر بعد إلى نزوح المواطنين داخليًا لأماكن أخرى بكميات ضخمة، حتى جاء عام 2006، عندما تم تفجير ضريح شيعي بمسجد سامراء، على إثره امتدت سلسلة عنف ودماء بالبلاد بين الطرفين، أفضت لنزوح حوالي 1,6 مليون شخص داخليًا طبقًا لإحصاءات المفوضية العالمية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وفي أواخر 2013 بدأت الموجة الثانية للنزوح بمحافظة الأنبار بالفلوجة من حيث عدد السكان الفارّين.

بدأ الأمر باعتصام مجموعة من العرب السنّة في ديسمبر الماضي احتجاجًا على ما أسموه بتعنت الحكومة ضدهم برئاسة ''نوري المالكي''، ثم فض القوات العراقية اعتصامهم، دفعهم ذلك إلى السيطرة على مدينتي الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار في مطلع يناير، لتبدأ سلسلة من الأخذ والرد بين الحكومة العراقية بمساعدة قوات الصحوة وأبناء العشائر لرغبتهم في التخلص من طرف المعتصمين، ومع تلك التفاصيل، سادت حركة نزوح جديدة، ليرتفع العدد إلى 140 ألف نازح إلى مدينة بغداد وإقليم كردستان.

''المصالح السياسية هي سبب معاناة الشعب العراقي''، قال ''علي كليدار''، المحلل الاستراتيجي العراقي، موضحًا أن قصة النزوح منذ 2006 يعاني منها الشعب العراقي بسبب عدم وجود حكومة واعية تسيطر بشكل كامل على المشهد، فعلى حد قوله ''يلزم وجود حكومة وطنية تعمل للصالح العام ولا تتسم بنزعة طائفية''.

اتهم ''كليدار'' الحكومة العراقية بسعيها لتقسيم الشعب العراقي وتفرقته، مع وضع يدها في يد أمريكا لتنفيذ المُخطط، متسائلًا عما ارتكبه السنّة عندما اعتصموا في الفلوجة كي يتم معاقبة البلدة كلها، ومضيفًا أن الفلوجة من المدن الرئيسية التي قاومت الاحتلال الأمريكي من قبل.

أما المنظمات العالمية فهي ليست محايدة ولا تسعى للمساعدة إلا طبقًا لهواها الشخصي، على حد قوله ''المنظمات التي تزعم المساعدة لا تنظر لأصل المشكلة التي فيها العراق وهي الاحتلال الأمريكي ثم الحكومة الحالية''، وبالتالي فنزوح السكان أو تهجيرهم قسرًا من بلداتهم شيئًا متوقعًا في جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة، مُستنكرًا اتهامات تم توجهيها لمناضلي الأنبار بأنهم من جماعة ''داعش''؛ حيث قال ''داعش هي صناعة إيرانية والمالكي استخدمها كزريعة كي ينتقم من أهل الفلوجة ويحبط انتفاضتهم ضد الظلم''.

ليبيا.. للثورة أضرار

لم يتحول الأمر لحرب ضروس بين ميليشيات مُسلحة وحكومة إلا بعد ثورة السابع عشر من فبراير، التي أطاحت بحكم العقيد ''معمر القذافي''، تفاقمت الأزمة بتوافر كميات كبيرة من الأسلحة في البلاد، جزء منها استولى عليه الثوّار أثناء الثورة بعد مواجهاتهم مع السلطة، والآخر حصلوا عليه عقب استيلائهم على مخازن الأسلحة المملوكة للحكومة، عدد قطع الأسلحة المتواجدة حاليًا غير مُحدد، لكن طبقًا لآخر الإحصاءات عام 2012 فهناك نحو 125 إلى 200 ألف ليبي يحملون السلاح.

عسكرة الثورة الليبية وقت حدوثها أفضت إلى نزوح 800 ألف مصري تقريبًا يعملون بها تبعًا لتقدير وزارة الخارجية المصرية، من أصل 2 مليون شخص، وعقب انتهاء الثورة عادت حركة الهجرة، لكن المناوشات لم تنته على الحدود، فعدة حوادث من قبل الميليشيات كانت كفيلة بإزعاج الجانب المصري، منها اختطاف حوالي ثمانين سائق مصري في اكتوبر الماضي وتهديد الحكومة المصرية بقتلهم إذا لم يتم الإفراج عن صيادين ليبيين احتجزتهم السلطات المصرية بعد تجاوز الحدود بشكل غير قانوني.

لم يمس الأمر المصريين فقط، فالليبيون أنفسهم لجأوا للهروب بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة على مناطق عديدة، أهمها طرابلس، بل خرجت تظاهرات في سبتمبر المنصرم بعدة محافظات منها بنغازي، للتنديد بعنف الميليشيات، ذلك العنف الذي طال التظاهرات السلمية في العاصمة، بعدما تجمع عدد من المناهضين لوجود ميليشيا ''مصراتة'' وطالبوهم بالخروج من العاصمة، فما كان من المسلحين إلا أن فتحوا عليهم النار.

200 ألف نازح هو رقم الذين تركوا منازلهم داخل ليبيا على حسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وتوجهوا لأماكن أخرى فيها أكثر أمنًا، ومن مدينة ''تاورغاء'' في طرابلس فقط هناك 40 ألف نازح هربًا من بطش المسلحين منذ عام 2011، عندما تم اقتحام المدينة الصغيرة من قبل مسلحين ففر السكان، وعندما حاولوا العودة تم منعهم، ينتشر الليبيون في أربع مخيمات رئيسية هي الفلاح، الجنزور، طريق المطار وسيدي السائح، أما المهاجرين منها بشكل عام منذ اندلاع الثورة فقد وصل عددهم إلى مليون شخص.

سوريا.. أطلال الحياة

كانوا فيما قبل يتوسمون في محاسنها العديدة جمال الكون، مساحاتها الشاسعة من الأخض، المناخ المعتدل، والخيرات التي اُستنزف جزء كبير منها تحت أقدام النظام الحالي الحاكم، الذي يرأسه ''بشار الأسد'' أولًا، ثم بفعل النزاع بين الجيش الحر والقوات الحكومية من اتجاه آخر، لم تترك الحرب الدائرة شيئًا، إلا مُدنًا تم تدميرها بفعل قصف القوات النظامية لها، أصبحت خاوية على عروشها وهجرها السكان الذين بقوا على قيد الحياة من قبل، إلى بلدات سورية أخرى أو بالدول المجاورة، مصر، تركيا والأردن، أو أي مكان بعيد عن الموت.

أرقام متفاوتة تم الإدلاء بها فيما يتعلق بعدد النازحين من بلد الشام سواء داخلها أو للخارج، حيث نزح إلى مناطق موزعة داخليًا حوالي 4,25 مليون شخص طبقًا لإحصاءات الأمم المتحدة في مايو 2013 بعدما تضاعف العدد، بالإضافة إلى مليون وسبعمائة ألف سوري مهاجرين خارج البلاد طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، لتقترب النسبة من ربع السكان الأصليين للبلد قبل الثورة والذين بلغ عددهم 22 مليون نسمة.

المخيمات تعتبر سبلا أساسية لإنقاذ النازحين، فهناك بإقليم كردستان بمحافظة دهوك مخيم دموز، والذي يأوي حوالي 60 ألف شخص، كذلك أيضًا مخيم درعا، الرمل، ومخيم اليرموك بدمشق والذي كان مخصصًا للفلسطينيين منذ عام 1957 فأصبح يأوي آل سورية أيضًا، نزح له حوالي 300 ألف سوري منذ بداية الثورة.

قال ''سعيد اللاوندي'' خبير الشئون الدولية، إن المواطن العربي لا يتعين عليه دفع ثمن صراع الحكومة مع أطراف أخرى على الأرض، لكن ذلك ما يحدث في الحقيقة، فما بين نزوح الآلاف في سوريا والعراق وليبيا، لم تستطع حكومات البلاد الثلاث حل الأزمة وديًا مع الطرف الآخر، ولا يتقبل الطرف الآخر الحل السلمي كذلك على حد قوله.

''لغة الحوار غائبة تماما''، قال ''اللاوندي''، مؤكدًا أن النزوح أصبح ضرورة على الأهالي الذين يريدون النجاة بما تبقى لهم في ظل الحروب التي لا تهدأ، ففي العراق بات هناك ثلاث أقاليم سني في الشمال، كردي في الوسط وشيعي في الجنوب، بينما تحول الوضع في سوريا من ثورة إلى حرب أهلية بين الجيش الحر والقوات النظامية، أما ليبيا فالوضع الأمني المتردي فرض سيطرة الميليشيات المُسلحة على الدولة وحدودها كذلك

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان