الإعلام البديل.. ''الكلمة نور وبعض الكلمات قبور''
كتبت - رنا الجميعي:
الحرية.. تلك الكلمة التي تمتلأ بها أفئدة من أرادها بحق، وافتقدها في مناخ ضيق، لا يعترف سوى بالسلطات العُليا وبوجهات نظر الكِبار، ومنذ الثلاثين من يونيو وحال الصحفيين في مصر بات أسوأ من ذي قبل، كما أدانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، استهداف الصحفيين في مصر عن طريق سجنهم ومحاكمتهم والتضييق عليهم.
هذا ما استدعى الكثير للتحوّل إلى فضاء الانترنت، لتقليل القيود عليهم، والكتابة بحرية أكثر، وظهرت مواقع عدة مثل ''قل''، بوابة ''يناير''، و''نون''.. ''الموجود دلوقت اتجاه واحد للإعلام واستبعاد كل الأصوات ماعدا فكرة واحدة وهي مكافحة الارهاب'' هذا ما قاله أحمد الفخراني، مؤسس موقع ''قل''.
بخلفية بيضاء ولون أزرق سماوي ظهر موقع ''قل''، الذي استكتب سبعين قلما للكتابة في السينما، الثقافة، السياسة، مجتمع، اقتصاد، ميديا وكاريكاتير، ما زالت الأقلام في طور الحيوية للكتابة عما يدور بخلدانهم دون النظر إلى ما يريده المُجتمع منهم، ''الأفكار كانت بتتأجل بسبب التضييق، برامج التوك شو وأعمدة الرأي الموجودة بتعبر عن فكر قديم، هم نفس الأصوات حتى في نشرات الأخبار كان بيبقى فيها رأي''، يضيف بها ''الفخراني'' موضحا الأسباب التي استدعت لإنشاء موقع الرأي ''قل''، واستكمل ''حرية الصحفيين كانت موجودة بشكل أكبر أيام المجلس العسكري ومرسي''.
يأمل ''الفخراني'' في ظهور تلك المواقع إلى إتاحة دور أكبر للإعلام البديل ''ميزة الإعلام البديل إنه مش في أيد حد.. حتى لو الثورة فشلت، محدش هيقدر يسيطر على الناس''.
أما عن الصعوبات التي يواجهها الموقع تأتي على رأسها ''الماديات والانتشار''، معقبا ''هو أقل من المؤسسات الكبيرة، صحف الورق حتى لو تراجعت هتقدر تستحمل الخسارة'' ويشرح أن مساحة الحرية الكبيرة هي الفائدة المرجوة التي تعود على كتاب موقع قل ''لكن ده بشكل مؤقت لو ملقتش تمويل''، ثمانية شهور هي المدة التي يتخذها مؤسس الموقع حتى يستطيع الحصول على تمويل مناسب ''شخصيًا لو ملقتش تمويل هقفله''.
ما يريده الفخراني لمستقبل ''قل'' ألا يقتصر فقط على كتاب الرأي ''فيه مشروعين جداد خلال شهرين هيطلعوا، هنعمل برامج على الانترنت داخل الموقع، وقصص صحفية مصورة''، ليس هذا فقط، ففي خلال ستة أشهر سيكون هناك مشاريع قادمة عن صحافة المواطن، كما قال مؤسس الموقع.
''صحافة مش خوافة''.. شعار اتخذته بوابة ''يناير''، التي تعتبر ضمن المواقع التي ظهرت في الفترة الأخيرة مصنفة تحت الإعلام البديل، غير أنها ليست قاصرة فقط على مقالات الرأي مثل ''قل'' ولكن تحتوي على تغطية إخبارية للسياسة والثقافة والرياضة، استهل عمرو بدر، رئيس التحرير، حديثه بالقول: ''فيه أجيال جديدة من الصحافة مع بداية الثورة مش راضية عن الواقع الحالي وعايزة تغيره''، واصفا صعود تلك المواقع بـ''تجديد الدم''.
من الدوافع التي سببت في ظهور بوابة ''يناير'': ''عاوزين نقدم صحافة ورؤية مغايرة للمستقل، بجهد ومهنية وبأساليب متطورة وحديثة''، لم يختلف رأي ''بدر'' عما قاله الفخراني عن الصعوبات التي تواجه الصحافة الحرة من حيث الماديات.
يؤكد بدر أن الإعلام بشكل عام ليس مهمته أن يكون محايدًا ''كل إعلام وله أجندته، لكن الفرق بيكون في استخدام قواعد المهنية، مبنمعش حد أنه يكتب رأيه الشخصي، كله بيكتب، اللي بيرشح السيسي بيكتب، واللي بيرشح حمدين بيكتب''.
عما يراه رئيس التحرير عن مستقبل ''بوابة يناير'' يقول: ''هدفنا أننا نبقى مؤسسة إعلامية كبيرة، تتحول إلى جورنال مطبوع وقناة فضائية''.
أُعجب الكاتب ''أحمد مدحت'' بسياسة التحرير بموقع ''قل'': ''الموقع بيعطي الفرصة لكل موهوب حتى لو توجهه مختلف عن السائد'' لذا بدأ ينشر مقالاته بالموقع ''كان نفسي أبقى مشارك في مشروع كتابة تكون درجة متابعته كويسة، وكمان بيديني حريتي في الكتابة دون قيود، مادام مش بحرض على عنف''.
يرى مدحت أن الإعلام البديل يخلق مساحة حرة مقارنة بالإعلام الحكومي والخاص ''حتى المؤسسات الخاصة بقت بتصادر الحريات زيها زي إعلام الدولة، زي ما شفنا في مشكلة بلال فضل''، وعما يُقلقه مما يواجهه الإعلام المستقل ''مناخ الفاشية الحالي بيخلي كتير من الشعب ضد مشاريع الرأي الحرة دي، وبيتهمها بالخيانة كمان أحيانًا''.
برغم من عمل ''إنجي الطوخي'' كصحفية بإحدى الصحف الخاصة، إلى أنها اتجهت إلى كتابة مقالات الرأي بموقع ''بوابة يناير'' ''العمل في المجال الإعلامي بيخليني أشوف حاجات استحالة هقدر أكتب عنها كلها، أو بيكون مش مسموح الكتابة عنها لو مقتصرة على التغطية الخبرية بس''، وتضيف ''عشان كده انا شايفة أن الكتابة في المواقع دي بيكون تنفيس وجزء ان الناس تشوف الصورة كاملة''.
تستشف ''الطوخي'' أن مستقبل المواقع الحرة سوف يؤدي إلى قيادة جيل الشباب ''المواقع دي ممكن تفرز قيادات وتعلم الشباب ازاي يدير، ويبقى ليهم شعبية لغاية ما يوصلوا لإدارة الدولة''، أما عما تراه من مساوئ للصحافة الحرة ''كل من هب ودب يكتب ودا بيعطي انتشار لأفكار مش سليمة''.
ليست الثورة وحدها المستمرة، ولكن أيضًا كانت ''المرأة مستمرة'' الشعار الذي اتخذه موقع ''نون'' للتعبير عنه، ''نون'' أحد المواقع الجديدة على الساحة الإعلامية للكتابة عن المرأة في جميع هيئاتها ''نون بالنسبة لي مدونة أو بيت صغير بنحكي فيه بس بشكل جماعي'' هذا ما قالته ''إسراء المقيدم'' إحدى الكاتبات بالموقع.
كتابة الروح هذا ما تفعلنه كاتبات ''نون''، فحكاياتهن تنبع من مواقفهن الشخصية ''بنحكي عن اللي بنحبه ويزعلنا بطريقتنا''، وأضافت ''إدارة الموقع بتبعت اقتراحات بأفكار معينة، وبعدها يسيبوا الكاتبة تكتب اللي هي عاوزاه، لما بعتوا اقتراح كتابة عن شخصية نجوى في فيلم شقة مصر الجديدة، اختاروا أحسن واحدة تقدر تكتب عنها من زاوية حلوة''.
وعما تراه ''المقيدم'' من مشاكل تواجه الموقع ''نسبة المتابعة، نون بالتحديد بيستهدف شريحة معينة، مش كل الناس بتبقى متابعاها'' وأشارت إلى أن الأزمة تتلخص في ''كيفية جذب القراء وتطوير المحتوى عشان منبقاش بندور في حلقة مفرغة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: