سجن وفصل طلاب الجامعة..سجن وخراب ديار

كتبت - رنا الجميعي:

في الوقت الذي كان أكبر هم لطلبة الجامعات، هو انتظار نتائج امتحاناتهم، يقبع بعضهم على بلاط السجون، منتظرين أن يمر يومهم الطويل دون معاناة، لا يفكرون بمصيرهم بعد الخروج، مرت الامتحانات دون وجودهم، لن تفتح لهم الجامعة أبوابها في عام مقبل، فهم مفصولون بقرار خطته إدارة الجامعة فصلًا نهائيًا، قطع عليهم أية فرصة أخرى لإعادة العام الدراسي.

"كائن لا تحتمل خِفًتُه"

لم يحسب "أحمد نور الدين"، طالب بإعلام الأزهر، أن عمله كمصور لإحدى مؤسسات حقوق الإنسان، سيضعه رهن الاعتقال مرتين، الأولى تم اتهامه بالتصوير دون تصريح، ولم يلبث بالقسم ليلة حتى أفرج عنه، إلا أن المرة الثانية كانت الأشد، فقد اتهم بعدة اتهامات من بينها قطع طريق، والانتماء لجماعة إرهابية، ليظل بقسم ثان مدينة نصر لأكثر من عشرين يوما.

وجد "نور الدين" السجن لفترة فرصة لقراءة ما فاته، هكذا كان يُزجي الوقت الطويل "21 يوم مكنش فيه أي حاجة نعملها غير زيارة لدقيقة، وباقي الوقت قاعدين بندردش في السجن"، رواية "كائن لا تحتمل خفته" لميلان كونديرا كانت الصاحب لطالب الأزهر، رغم كونها رواية تستند بالأساس على أحداث سياسية، وما تُناقشه الرواية من سذاجة الأفكار الثورية؛ "اللي احنا بنحارب عشانها".

تم إخلاء سبيل "نور الدين" على ذمة القضية في السابع من إبريل، إلا أن القضية مازالت سارية حتى الآن، بعد خروجه علم بوصول جواب تحقيق من قبل إدارة الجامعة يوم السادس من إبريل، أي قبل يوم من إخلاء سبيله، مر أسبوع ليصل جواب ثان من الإدارة بفصل الطالب الأزهري "في الجواب إدارة الجامعة ذكرت إن التحقيق اتعمل"، وكانت تهمة الجامعة الملتصقة بنور الدين هي الاشتراك في أعمال الشغب التي شهدتها الجامعة.

يقول "نور الدين"، إنه قدم تظلم لإدارة الجامعة ولم يتم الرد عليه، بعدها حاول التواصل مع الإدارة عن طريق وسيط، وتم إبلاغه أنه لابد من "حكم محكمة"، لم يجد الطالب الأزهري بد سوى رفع قضية على الجامعة، وهي مستمرة أيضًا، لا يعلم الطالب العشريني ما إذا كانت القضية لصالحه أم لا، لا يدري إن كان سيقضي عامه القادم خلف القضبان أم على الأسفلت باحثًا عن جامعة خاصة.

ضيق الطريق

فصل نهائي دون سابق إنذار، هذا ما قاله "محمد حسام" بحروف تملأها الحيرة عن فصل شقيقه "عمر" من قبل إدارة جامعة الأزهر، ثلاثة أشهر عمر حبس "عمر حسام"، الطالب بكلية شريعة وقانون، تم اتهامه بالتظاهر دون ترخيص، وهو ما ينفيه شقيقه، حيث تم القبض على "حسام" وهو في طريقه للخروج من الجامعة، على حد قوله.

تم القبض على "حسام" ليبيت عدة ليال بقسم ثان مدينة نصر، حتى تم ترحيله لسجن أبو زعبل، وبعد شهر من القبض عليه تم إخبار أسرته بالفصل عن طريق أصدقائه "موصلش على البيت جواب بالفصل"، كما يقول.

اعتقد الأهل أن الفصل مؤقت؛ لذا قام الوالد بزيارة للجامعة حتى ينتهي من إجراءات تأجيل الامتحانات، ولكن وكيل الكلية أخبره أن الفصل نهائي، ضاق الطريق بعُمر الذي توقع نبأ فصل الجامعة، رُفعت قضية أخرى مماثلة لقضية "نور الدين" على الجامعة، اعتراضًا على فصل الشاب العشريني، حيث جاء فصله ضمن قرار الجامعة لفصل ثمانين طالب وطالبة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا