عزيزي المواطن احترس من فضلك.. الحدود فيها ''إرهاب'' قاتل
كتبت_نيرة الشريف
''كمين جيش أو أمن مركزي علي منطقة حدودية أو غير حدودية يتم استهدافه واستشهاد جنود به.''.. صار الأمر مكررا.. ربما يُخشي أن يصبح أمرا نمطيا أيضا، سيناريو يتكرر بلا ''مواربة'' من منفذيه، وبلا ''دروس مستفادة'' ممن نُفذ فيهم، فلا فرق بين أغسطس 2012 حيث مذبحة رفح الأولي، وبين أغسطس 2013 حيث مذبحة رفح الثانية، وبين يوليو 2014 حيث حادث الوادي الجديد الإرهابي.. الوجع وحده هو من يأتي بالجديد، الوجع وحده هو ما يكون في كل مرة مختلفا عن سابقتها، يأتي أزيد أو أعمق.. يأتي مصحوبا بالدهشة أو ممزوجا بالهم.. يأتي مبدعا أكثر من مسببيه.
''والله أحنا عايشين في أمان أوي.. أول مرة يحصل عندنا حاجة زي كده.'' هكذا يؤكد عصام زايد -42 عاما- وأحد قاطني محافظة الوادي الجديد، عصام قزم مصاب بشلل الأطفال، لديه من صعوبات الحياة ما يجعله يكتفي بشأنه الشخصي تماما، أو يجعل عيناه لا تعدو حاله أبدا، لكنه قرر كغيره من بسطاء المحافظة، أن يتقصى ما حدث، فقط ليطمئن علي حال ''الجنود الغلابة''.
بكلمات مختلجة قال ''والله ما أنا عارف ده حصل لهم أزاي! هما لا كانوا في مكان معزول ولا مقطوع، بالعكس المكان مأهول وبينه وبين المدينة خمس ولا عشر دقايق''، يؤكد عصام علي مقولة الجنود الغلابة بأن معلوماته التي سمعها ممن حولها أنهم ممن يتكلفون بالخدمة الإلزامية، وأُخذوا علي حين غرة وقت ''مغارب''.. تكلف عصام الخروج والسؤال، سواء صحيح ما حصل عليه من إجابات أو خطأ، لكنه حاول أن يعبر فقط بجهد ولو قليل عما أصابه ''الناس كلها عندنا حزانى.. وكله بيردد الكلام اللي بيتقال في البلاوي اللي شبه كده''.
هل كمائن الأمن أو نقاطه أو وحداته سواء كان جيش أو شرطة، أهداف ثابتة يسهل اصطيادها من أي إرهابي يعبر طريقه بالصدفة إلي جوارهم، يبدأ اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر، كلامه باعترافين أرتأى ورودهما حتميا، الأول هو أن الأمان المطلق شيء غير موجود في العالم بأسره، والثاني أن مصر تمر بفترة من التعقيدات السياسية التي تجعل أي حادثة غريبة تحدث، فالإرهاب له قواعد يسردها فؤاد بأنه يختار الأماكن النائية والمعزولة، ولا يستقر علي مكان فيضرب تارة في الشرق وأخري في الجنوب لتشتيت القيادة السياسية.
تتماس تلك الرؤية مع ما يراه اللواء جمال مظلوم- الخبير العسكري- بأن الكمين ليس علي منطقة حدودية، فبعد أن اختار الإرهاب رفح مسرحا لأحداثه الآن يضرب في اتجاه أخر، وهو ما يدفع لأن الجنود في كافة الكمائن والوحدات يجب أن يكون حذرين من كل ما يقترب منهم وليسوا متهورين، فلا يطلق النيران علي كل ما يقترب منه ولا يعطي الأمان لدرجة أن يُطلق عليه النيران من سيارة مسرعة.
ولا ينكر اللواء نبيل فؤاد أنه حتما هناك تراخي أمني وإهمال لا يمكن تجاهله، لكنه يوضح أنه لا أحد منطقي يتخيل أن كل عناصر الوحدة ''تحت السلاح'' طوال الوقت ''لو كلهم فضلوا مشدودين 24 ساعة هيقعوا لا هيحموا نفسهم ولا غيرهم، الطبيعي إن بيبقي واحد ولا أتنين فيهم بيراقبوا والباقي في راحة، الأمر الثاني الذي يؤخذ في الحسبان هو أن في الحادثة التي نحن بصددها كانوا في مكان نادرا ما يحدث فيه شيء غريب، فليسوا في حالة تأهب دائمة كما الحدود مثلا.''
ويتمثل الحل الذي يراه اللواء جمال مظلوم بأنه لابد أن يكون هناك تدريب أكثر وتركيز، ونعمل علي زيادة أعداد الحراسة، وبخلاف الوحدات الحدودية وغير الحدودية فالجميع يحتاج إلي زيادة تأمين –كما يؤكد مظلوم-
وبلهجة حاسمة يقول دكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات السياسية، '' لا يجب أن نتفائل كثيرا، علينا أن نعترف أن كمائن الجيش والشرطة مستهدفة، وسيستمر استهدافها لأن اقتناصها سهل، فنحن أمام حرب عصابات لن يستطع جندي الأمن المركزي المسكين، الذي يؤخذ لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر ليقول صفا وانتباه، ثم يلقوا به للخدمة في أي مكان، هذا الجندي أمام عصابات إرهابية تم تدريبها داخليا وخارجيا علي مستوي عال، كما أننا في وضع إقليمي سيء فأنت أمام بعض الدول، كتركيا وإسرائيل، التي لا تريد أن تراك سوي خائضا لحرب أهلية أو غارقا حتى أذنيك في مشكلات داخلية.''
أما الجانب المتفائل فمثله اللواء محمد زكي، الخبير الأمني، والذي يري أن الأخطاء لا تعني أمنيا سوي مزيد من الدروس المستفادة، فكما أن القاضي ''كتاب'' فرجل الأمن ''شارع'' من كثرة ما يتعرض له، كما يقول زكي، ويؤكد أن التأمين سيرسم صورة لنفسه تلقائيا، ويضيف '' هناك إجراءات مانعة وإجراءات قامعة، فالمانعة لا تمنع وقوع الحادث، لأن لكل قضية ملابساتها الخاصة، أما القمع فهو ما ستتولاه الداخلية وهي قادرة علي كشف ملابسات الحادث في أسرع وقت بمساعدة المواطنين''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: