من ''السيسي'' سائق التاكسي لـ ''السيسي'' رئيس الجمهورية: '' أنا نفسي أعيش''
كتبت- ندى سامي:
كعادته منذ 25 عامً في كل صباح يقبع على مقعده مرتديًا حزام الأمان، ينظف سيارته وينطلق بحثًا عن رزقه من حى السيدة زينب حيث يقتن إلى شوارع القاهرة التى يحفظها عن ظهر قلب، ينتظر أحد يلوح له بيديه ليبدأ معه يومه.. ''أحمد السيسي'' سائق ''التاكسي الأبيض'' الذى طالما يحلم بأن يسدد ديون مصدر رزقه.
مليار وربعمائة مليون جنية أموال ديون ''التاكسي الأبيض'' بمصر وفقًا لحديث ''عم أحمد'' أحد المديونين لبنك الأسكندرية ومصر والبنك الأهلى، قام بتبديل عربته ''الشاهين'' موديل 2004 وأخذ بدلًا منها تاكسي أبيض، على أن يقوم يتسديد أقساطه لأحد البنوك، لم تمكنه ظروفه سوى من سداد الشهر الأول فقط من الخمس سنوات، انظارات واخطارت تصل إلى منزله وتهدده بالحبس إذا لم يقم بتسديد الأقساط.
تم زيادة أموال الأقساط 450 جنيهًا بدل الإعلانات الموضوعة على التاكسي ليصبح ثمن القسط الواحد ألف وسبعمائة وخمسين جنيهًا في الشهر، فازدادت معها معاناه ''عم أحمد''، مستنكرًا اضافة المبلغ عليه برغم أنه قرأ في أحد الجرائد أن أحد رجال الأعمال من الكويت يدعى ''الخرافي'' قام بدفع بدل الإعلانات ليزال هذا المبلغ من على عاتق السائقين
فكر في حل يراه مناسبًا لتسديد قيمة الأقساط دون أن يكلف الدولة عبء تسديد ذلك المبلغ، فاقترح أن تضع القوات المسلحة، أو أحد رجال الأعمال المبلغ في أحد البنوك كوديعة يقوم البنك بتشغيلها، والعائد تسدد به أموال الديون، ويعود المبلغ مرة أخرى لأصحابه.
عرض اقتراحه على عدد من رجال الأعمال ولكن دون جدوى، فقرر أن يراسل صفحات الرئاسة ووزارة الداخلية على مواقع التواصل الاجتماعى بمساعدة ابنته الصغيرة، فبعد يوم شاق يعود إلى منزله خائب الأمل يرسل شكواه واقترحاته ويجلس على أمل أن يرد عليه أحد الجهات المسئولة على حد وصفه.
البنزين بالكاد.. والزبائن ''ومالو الميكروباص''
''مفيش بنزين ومفيش زبون'' يسير طيلة ساعات النهار يستهلك البنزين الذي بات ليلته في البنزينة ليحصل عليه يبحث عن الزبائن الذين باتو يفضلون ركوب ''المكروباص'' عن التاكسي، ازدادت معاناه سائق التاكسي، بعد ارتفاع سعر الوقود، ''عارف إن الـ 80 هيبوظ العربية بس مش معايا أحط 92'' ، ذهب مع غيره من أصحاب نفس المهنة إلى قصر الاتحادية، منددين بإرتفاع أسعار الوقود وطالبين حل لتلك الأزمة التى ستودى بهم، ليطل عليهم أحد المندوبين فى زيه المدنى بيلغهم أن رسالتهم الآن على طاولة الرئيس.
فيقنع زملائه بأن يذهب كلًا منهم إلى عمله على أمل آخر بأن تحل تلك الأزمة في غضون أيام أو ربما ساعات، وبعد أن نفذ وقود سيارته مرة أخرى تجددت معاناته بحثًا عن وقود مرة أخرى جمع زملائة وذهبو إلى قصر القبة مستنكرين عدم حل تلك الأزمة حتى الآن، ليتلقون نفس الرد، فيتمتم ساخرًا ''الظاهر إن الرسالة لسة في الطريق''
الاسم واحد..والضريبة خمسة آلاف جنيه
تشابه اسمه مع اسم رئيس الجمهورية الحالي عرضه لمواقف سيئة وأخرى ساخرة، فللمؤيد دور وللمعارض دور أخر، في وقت اعتصام رابعة العدوية أوقفته لجنة شعبية قامت بتفتيش التاكسي، وطلب أحدهم أن يرى رخصة القيادة فبمجرد أن تطلع على اسمه أخبر من حوله أن اسمه السيسي، فتصارع الجمع على تكسير العربة دون الالتفات لصراخ الرجل الخمسيني، ليقوم بتصليح سيارته المتهشمة بمبلغ خمسة آلاف جنية، كضريبة ''لو ينفع كنت غيرته''.
مشهور في حي السيدة زينب بإسم ''السيسي''، وبعد أن أصبح عبد الفتاح السيسي بطل شعبي لدى كثير من المواطنين، فجعل أبناء منطقتة ''عم أحمد'' من تشابة الإسم موضع سخرية ودعابة ''بيقولولى اش جاب لجاب''، فيستنكر سائق التاكسي أحوال المعيشة وارتفاع الأسعار ''عايز تغلى غلى، بس أنا نفسي أعيش'' ، يضيع عرق أيامه على أموال الدروس الخصوصية الباهظة ، التي يدفعها لإبنته الصغيره في الصف الثالث الثانوي ''مفيش تعليم في المدارس ولازم دروس''.
غرامات..ولا تصالح مع الحكومة
لم يستطع تجديد رخصته بسبب الديون المتراكمة عليه من البنك، فيسيير متمنيًا ألا يقابل لجنة تسأله عن رخصة لأنه سيضطر أن يدفع غرا مة على رخصته القديمة، ''بيسموها تصالح بس أنا مش عايز أتصالح مع الحكومة'' مستطردًا أنه في يوم 28 يناير 2011 قام بتهريب ضباط الشرطة المتواجدين بقسم السيدة زينب بعد أن تم اشعال النيران به ومهاجمة الضباط، ''قولت دول بشر وملهمش ذنب، بس بعدين ندمت''، نزل مع غيره من الملايين إلى ميدان التحرير أملًا أن يتغير وضعه وضع بلاده، ''اتغيرت الحكومات ويبقى الوضع كما هم عليه''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: