داعش..في الأفلام ''صاحبة رسالة'' وفي الواقع ''دموية''
كتبت - أماني بهجت:
تنظيمٌ ينشر فزعه، يعيث في الأرض فساداً، القتل لديه مجانياً، التمثيل بالجثث والتنكيل بأسراه أقل ما يفعل، الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلامياً باسم داعش، تنظيم تم تأسيسه في 2006 على يد إبراهيم عوض إبراهيم علي البدري والذي أصبح ''خليفة المسلمين'' أبو بكر البغدادي الحسينيّ القرشيّ في وقت لاحق هذا العالم، ويبايعه مريو التنظيم من كل حدب وصوب بعد تجمعهم في العراق وسوريا.
يعد هذا التنظيم المغلق الذي لم يسمع به من أحد إلا في 2013 أي بعد مرور 8 سنوات على تأسيسه أكبر التنظيمات التابعة للقاعدة بعد تأسيس القاعدة لطالبان في أفغانستان، وذلك قبل أن يتمدد التنظيم الإرهابي في أرجاء سوريا ويشغل ما يقرب من 35% من مساحتها ويبدأ باجتياح العراق واحتلال ثاني أكبر مدينة بها وعمليات تهجير المسيحيين.
التنظيم الذي ظل لغز كبير لمن لا يوجد بالداخل السوري والعراق لتعذر تصوير ما يحدث بسبب المعارك العنيفة، وبسبب عداء داعش لغالبية وسائل الإعلام، لكن قامت Vice News الأمريكية بعرض فيلم تسجيلي في يوم الـ 14 من أغسطس 2014، يعرض حياة داعش والمواطنيين السوريين في الرقة وعلى الحدود السورية العراقية.
Vice News هي مؤسسة إخبارية عالمية تقدم نظرة صريحة لأهم الأخبار وتسلط الضوء على القصص التي نادراً ما يوجد لها تقرير. هكذا عرفت Vice news نفسها على موقعها.
الفيلم والذي تبلغ مدته 42 دقيقة يقابل العديد من رجال ''الدولة'' داخل سوريا، ويظهر الناس وتعاملهم مع داعش وأفرادها، دبابات يقودها رجال الدولة كأنها سيارات، السلاح في أيدي الجميع، السيطرة على كافة مناحي حياة الأفراد حتى تدخلهم في ملابسهم، أطفال صغار يعربون عن اشتياقهم البالغ لليوم الذي سيصبحون فيه من مقاتلي الدولة، يظهر بالفيلم 3 نساء فقط كلهن يلبسن النقاب المتشح بالسواد وتظهر طفلة بنت واحدة في الشارع مع إحدى السيدات ولكنها لا ترتدي الحجاب.
الفيلم الذي يبدأ بعرض ''ولاية الرقة'' وباصطحاب ''أبو موسى'' المتحدث الإعلامي باسم داعش، لمصور الفيلم لمكان الفرقة 17 وهي أحد الفرق التابعة للجيش النظامي السوري ويبدأ ''أبو موسى'' بقص بعض العبارات على الفرقة 17 وعن محاصرة مقاتلي الدولة لها، وبعد دقائق معدودة يظهر مصير هذه الفرقة، حاصرتهم داعش وقتلت 50 منهم وعلّقت رؤسهم على أسوار المدينة في إشارة لسيطرتهم التامة على الرقة.
ثم ينتقل إلى مسجد يسمى ''مسجد الفردوس'' وبه يبيايع عدد من مؤيدي الدولة لـ''للبغدادي'' أمير الدولة الإسلامية، وفي لقطة سابقة تظهر جزء من فيديو كان قد نُشر من قبل وكان أول ظهور رسمي للخليفة البغدادي وهو يصلي الجمعة بمواطنين وقيل أن الفيديوتم تصويره في العراق.
طفلٌ بالكاد بلغ الحادية عشر من عمره جاء من ريف حلب إلى مسجد الفردوس خصيصاً ليحضر البيعة ويبايع ''الخليفة''.
ينتقل أعضاء داعش بسلاسة في أرجاء المدن السورية بسيارات الدفع الرباعي، يتحدث سائق سيارة ''أبو موسى'' لأخر يُدعى ''شخ أبو البراء'' ويدعوه لمقابلته عند نهر الفرات هو وإحدى ''السيارات الدعوية''، في مشهد للأطفال يلهون في مياة نيل الفرات في الخلفية، يظهر أحد أعضاء الدولة قائلاً أن الحكومة المرتدة حكومة تركيا أغلت عنهم نهر الفرات من منابعه وهددّ بفتح اسطنبول إذا لم يرجعوا عما فعلوا.
يظهر أحد الأطفال مُلقب بـ''عبدالله البلجيكي'' لا يتعدى التسع سنوات، آتى من بلجيكا مع أبوه ''ليحارب الكفار، ولأنه يحب الدولة الإسلامية''.
يقول أحدهم أن الطفل يخضع لمعسكرات شرعية قبل بلوغه سن الخامسة عشر وعند بلوغه السادسة عشر ينضم لمعسكر تدريبي ويتدرب على حمل السلاح والقتال.
طفلٌ أخريبدي استعداده على القتال ويقول أنه أطلق النار من ''الباروده'' من قبل ويود أن يبدأ في قتال أمريكا ورسيا والكفار.
وينتقل الفيلم لأحد الخيمات الرمضانية وهي الخيمة الأولى منذ قيام دولة الخلافة على حد قول أحد المتحدثيين في الخيمة. ترك أولاده و25 سنة عاشها في أوروبا وترك ''المرأة الجميلة'' ليجد الراحة النفسية في رحاب الدولة و''الجهاد''، ويتباهى بـ''المجاهدين'' فهم أحسن ناس تمشي على الأرض بعد الأنبياء، يقولها أحد المتحدثين في الخيمة الرمضانية متباهياً تتعالى خلفه صيحات التكبير.
في جولة بسيارة ''الحسبة'' يجلس أبو عبيدة المسئول عن ''الحسبة'' في الرقة ويبدأ في عرض مميزاتها والأمر عن المعروف والنهي عن المنكر، يعلّق على أي شئ لا يراه سديداً وإسلامياً من وجهة نظره، يوقف رجل وزوجته وينصحه بتغيير قماش ملابسها لكونه يغير مناسب على حد رؤية أبو عبيدة رغم اتشاح السيدة بالسواد، وجولة أخرى بالسوق حيث يباع عرق السوس ويأمر أحد الفتية الصغار بعد الشرب، وبعد ذهابه يظهر شخص ينتقد الحسبة ''كل شخص مسئول عن نفسه وليس الحسبه'' ، يمر بأحد المجازر لمراقبة الأسعار ومروراً بتجمع بعض الباعة حوله مستنجدين به للإفراج عن زميل لهم تم القبض عليه بتهمة إعاقة الطريق، فيجيبهم أبو عبيدة بأن هناك ديوان مظالم ليقدموا هناك شكوتهم.
سجن داعش، يقنع أحد العاملين بالسجن السجناء للتحدث للكاميرا وحاملها، أب وابنه متهمين ببيع الخمور وأخر يبيع مخدرات وغيره يتعاطها وأخر قبض عليه وهو مخمور.
كلهم مقتنعيين بجواز عقوبتهم سواء بحبسهم أو جلدهم، عقوبة الشخص الذي يبيع المخدرات وفقاً لداعش هي الإعدام، والمتهم بالتجارة بها مقتنع تمام الاقتناع بما تفعله داعش فهي أعادته لدينه ''يكفيني إني هون بعُقر الخلافة''.
وأثناء الانتقال من السجن للمحكمة يمروا بشخص مصلوب بالشارع تُرك للمتفرجين وتصويره وذلك لاتهامه بالقتل.
وفي المحكمة يتحدث ''حيدرة'' كاتب لدي القاضي أبوالبراء، متحدثاً عن عمل المحكمة العام وأن ليس كعمل الطاغوت ولا يلتزم بالمعايير الدولية فهو يهدف إلى تطبيق شرع الله ورضاه ولا أحد غيره.
وفي جولة المحكمة تظهر حجرة لـ''لأهل الذمة'' وخياراتهم إما الإسلام أو دفع الجزية أو قتل وقتال.
وتظهر كنيسة تحولت لمكتب دعوّي. وجرائم داعش في العراق وتهجيرهم لمسيحيي الموصل ومحاصرة ما يقرب من 30 ألف يزيدي بجبل سنجار وارتكاب إبادة ضدهم.
وباقتراب نهاية الفيلم يظهر أعضاء الدولة بفخر أثناء عبورهم للحدود بين سوريا والعراق بدون جوازات سفر أو فيزا وهو تدمير لسايكس بيكو على حد حديث أحد مقاتلي الدولة، ويقول شخص عراقي أنهم ما رأوا شئ جيد من المالكي لذا فهو يؤيد داعش.
وبفيديو لكلمة أوباما عن داعش وعن ضربه للدولة في العراق، يظهر مشهد أخر في الأفق هذه المرة من إنتاج داعش. فيديو ذبح ''جيمس فولي'' الصحفي الأمريكي الذي تم اختطافه في أواخر 2012 وظهر في الفيديو موجهاً كلمة لأسرته، ملقياً باللوم على الحكومة التي تقتل الناس أياً كانوا من هم، ويطلب من أخيه عضو القوات الجوية الأمريكية ترك الجيش الأمريكي ومطالباً أصدقاؤه وأحباؤه وعائلته بالقيام ضد الحكومة الأمريكية. ويتحدث الملثم ملقياً باللوم على أوباما وحكومته بلهجة بريطانية متقنة ويقوم بذبح ''جيمس'' وفصل رأسه عن جسده، ومهدداً بحياة أمريكي أخر مختطف قائلاً أن حياته تعتمد على قرارات أوباما القادمة.
وفي سابق بعد ظهور فيديو مقتل ''جيمس'' أعلنت واشنطن عن فشلها في عملية لتحرير الرهائن الأمريكيين المختطفين في سوريا وإصابة أحد رجال الكوماندوز في هذه العملية الشرسة والتي تبادل معها الجيش الأمريكي للنيران مباشرةً مع داعش، ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة الأمريكية عن مواجهة مباشرة في الأراضي السورية منذ بدأ المعارك في مارس 2011.
وبالنسبة للتقنيات التي تستخدمها ''داعش'' في إخراج الفيديوهات والمواد الإعلامية علّق ''حازم العتر'' المصور السينمائي بقطاع الأخبار أن التقنيات والأجهزة الحديثة سهّلت استخدام تصوير الفيديوهات ونشرها بدقة عالية، وأنه من المؤكد وجود فنيين وخبراء لدى داعش، وأن بعض الصور يتم التقاطها بواسطة كاميرات نيكون وتقنيات 5D، وعن فيديو جيمس فولي، قال ''حازم'' أنه لا يستبعد أن يكون الفيديو قد تم تصويره في استديو نظراً لاستخدام كاميرتين تقطع إحداهما الأخرى في المشهد والميكروفون الذي كان معلّقاً لجيمس على ملابسه والترجمة الفورية على الفيديو.
وبالنسبة لتعقب الفيديوهات قال ''العتر'' أنها شئ من السهل عمله فمصر ليس لديها التكنولوجيا المتاحة لدى أمريكا ولكنها تمكنت من القبض على البلتاجي من الفيديوهات التي قام بتصويرها وأذاعتها قناة الجزيرة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: