''السوهاجي''.. جندي مجهول في زيارة ''السيسي'': ''مشوفتهوش''
كتبت - دعاء الفولي:
منذ 25 عامًا، يقطع أحمد السوهاجي، المسافة من منزله إلى حيث تقف سيارة رئيس المحكمة، يقله إلى دار القضاء العالي، بوسط القاهرة، عند بداية دخول المهنة، لم يظن أنه سيضطر لحمل دعوة شخصية للمرور بجانب الدار التي يتواجد بها رئيس الجمهورية، بحكم توصيله للمستشار الذي سيقابل الرئيس.
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المنتهية منذ ساعات، لم تكن تجربته الأولى مع الزيارات الرئاسية، إذ عايش زيارتين في عهد حسني مبارك، اختلف التأمين قليلًا، وزادالخوف الآن مع القنابل التي تصدح في أرجاء الدولة بين حين وآخر، حتى أن دار القضاء نفسه لم يسلم من إحداها في محيطه يوما، لكن للخطر المحدق الذي يراه''السوهاجي'' أحيانًا مزايا، فهو يجالس ''المستويات الرفيعة'' على حد قوله، وإن كان داخل السيارة فقط.
صبيحة يوم زيارة ''السيسي، انتظر ''السوهاجي'' المستشار في جراج محكمة الاستئناف، بعيدًا عن مدخل دار القضاء العالي ''بينزلوا ياخدوا المسافة مشي لحد جوه''، لم يتحضر أكثر مما يفعل يوميًا، مجرد البطاقة التي تسمح بمروره مع المستشار عبر التفتيش الصارم في محيط المكان، على غير العادة لم يسمع ''السوهاجي'' خطاب الرئيس، فقد كان أثناء حكم ''مبارك''، يعلم ما يُقال من الإعلام ''بس المرة دي مذاعوش الزيارة مش عارف ليه؟.. أكيد مفيش سر ما بين الرئيس والقضاة يعني''.
أكثر من 20 مستشارًا بمحكمة النقض عمل معهم ''السوهاجي'' على مدار خدمته، أما المرة الأولى لـ -صاحب المؤهل المتوسط - في الزيارات الرئاسية فكانت عام 2009 ''الدنيا كانت أيسر عشان ظروف البلد كانت أفضل''، أهل المنزل يتراوح شعورهم بين التفاخر بوالدهم والخوف عليه ''بس هيعملوا ايه.. مع الوقت اتعودوا''، التضييق الأمني في التعامل معه كسائق لم يعاني منه اليوم لكنه عايشه في زيارة مبارك الثانية عام 2011 ''كان قبل الثورة بكام يوم''، يذكر وقتها رؤيته لبعض المتظاهرين المترددين بين حين وآخر على الدار، يتظاهرون ضد حكم مبارك، كان ذلك عقب الزيارة بأيام لكنه يوصف نفسه أنه ''حزب كنبة.. عايزين ناكل ونعيش بس''، إضافة إلى أنه يحب القيادة، إذ وجد فيها القرب من القضاة ''اتعلمت حاجات كتيرة من معاملتي مع ناس متعلمة''.
بدلة رصاصية اللون، وقميص بنفسجي، شعر أسود اختلط بالبياض وزبيبة صلاة، وجه ''السوهاجي''كان سمحًا، يتضاحك مع الدالف والخارج من الجراج، حيث وقف ينتظر المستشار حتى ينتهي من عمله، قبل أن يجلس مع عمال الجراج لتناول طعام الإفطار، لا يعلم ''السوهاجي'' -الذي رفض التصوير خوفا من الجزاء- كيف جاء السيسي ومتى رحل، رغم أنه ضلعًا في تفاصيل الزيارة، يعذر الجهات التأمينية، فمنذ العبوة الناسفة التي انفجرت قريبًا من مترو جمال عبد الناصر، صار الأمر أكثر خطورة ''كنت موجود وقتها بس بعيد وكان هرج.. بس ربنا سترها الحمد لله''، لم يفكر بعدها في ترك المهنة رغم المصاعب، ولم يتوقع أن يرى ''السيسي''، لكنه احتفظ بكلامات له حال رؤيته يوما ما ''كنت هقوله يهتم بالبلد ويخلي باله منها''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: