إعلان

بالصور.. حفرة في عين شمس تبلع السيارات والبشر

01:32 م الجمعة 16 يناير 2015

كتبت -رنا الجميعي:

رائحة تزكم الأنوف، أرض مبللة بعض الشئ، وهواء يحمل رائحة الصرف الصحي لتلازم كل من يمر بهذا الشارع، طريق هبط منتصفه بفعل المجاري بينما ظل جانباه دليلًا على مستوى الأرض الفعلي، وسيارات تتخذ الشارع سبيلًا للعبور غير أنها تتجذ جانبه فقط، من لم يسمع عن قصة ذلك الطريق لن يعرف عن وجود حفرة رُدمت بالرمل، لتنضم سيارته لأخريات مثلها وقعت بتلك الهوة، وتصبح قصة مكررة على أهل المنطقة أن يمسكوا بالسيارة وإنقاذها.

لم يعد الأمر به شئ من الغرابة لأهل شارع كمال حجاب بمنطقة عين شمس، بشكل أقرب للعادة أصبح انفجار الصرف الصحي بالمنطقة له موعد ثابت ''كل خميس ويفضل ليوم الحد''، يسخر ''رمضان السيد''، صاحب كشك، من الاعتيادية التي أصبحت عليها الحالة ''كأنهم قاصدين أيام الأجازة''، خشبة يضعها بجوار كراتين الشيبسي ''الخشبة دي لما الصرف يضرب بحطها عشان الناس تعدي''.

حفرة كبيرة تشكلت بفعل الصرف الصحي، فالماسورة التي تغذي المنطقة قديمة ''من أيام عبدالناصر''، وتعمل على خدمة مناطق كبرى مثل العباسية وألف مسكن حتى الجبل الأصفر كما يقول ''رمضان''، خمسة أعوام كان عليها الحال بسبب سوء الصرف الصحي إلا أن انفجار المجاري تحوّل إلى عادة أسبوعية ''في الأول كان كل شهر مثلا، فمحدش بيركز''، هوة أخرى على بعد أمتار قليلة من الأولى مسدودة بالرمل أيضًا، ليصبح هناك حفرتين يُمكن للسيارات الوقوع بها.

شكاوي عديدة قدمها أهل المنطقة إلى مسئولي الحي غير أن الحال ظل كما هو، فاستجاباتهم للمشكلة تجئ كمسكنات كما وصف ''رمضان''، حيث يقوم أحد الموظفين بسد الفتحة الصغيرة المسببة في مشكلة أنبوبة الصرف.

سيارات عدة وقعت بتلك الهوة الكبيرة، منها سيارة الحي، تتفرع المشكلة إلى أن شارع كمال حجاب هو المسار الأساسي للسيارات التابعة للشركات الموجودة بالمنطقة، منها شركة نستله التي وقعت سيارتها أمس ''خسرنا سبعين ألف جنيه'' يقول ''محمد وهبة'' أحد العاملين بالشركة.

لم يقتصر فخ الحفرة على السيارات فقط، بل امتد للبشر، فوقع توكتوك وبداخله السائق وزوجته، سرعان ما جاء المتكفلين -دومًا بأمر المساعدة- من أهل المنطقة منهم ''وليد موسى''، أحد العاملين بـ''كافيه شوب'' مجاور لمنطقة المجاري.

يجلس ''أشرف جمعة'' على دكة بجانب عمله في تصليح السيارات ''الحال واقف''، يحكي الميكانيكي عن خسارته لعمله بسبب الصرف '' في العادي بتيجي خمس ست عربيات في اليوم أصلحها''، غير أنه مع انفجار المجاري يصبح الشارع أشبه بنهر صغير مما يصعب على السيارات للوقوف به.

أمام عمل ''أشرف'' توجد مدرسة ''أسامة بن زيد''، وهي مدرسة من أصل ثلاث مدارس بالمنطقة، ما إن تنفجر الماسورة حتى تغرق الشارع بأكمله ومن بينه المدرسة ''حصلت مرة''، يقول المدير ''إسماعيل محمد''، دخلت مياه الصرف إلى فناء المدرسة ما استدعى عمل المدرسين والعمال لطرد المياه للخارج، كما تحكي إحدى العاملات، أوقف المدير الدراسة لثلاثة أيام، خوفًا على الطلاب ''دي مسئولية''، حتى عمل سد أمام المدرسة لكي لا تعود المياه للداخل مرة أخرى.

''أنا مش عارفة يمكن لو كان فيه هنا وزير، كانوا صلحوها بسرعة''.. تستنكر إحدي العاملات بالمدرسة الحال المتأزم للمشكلة، تتنهد قائلة ''معرفش ليه بييجوا على الناس كده''. 

تقدم ''إسماعيل''، مدير المدرسة، بمذكرة لرئيس الحي ورئيس المرافق مع بداية هذا العام، الذي بدوره خاطب مدير إدارة المنطقة، حتى وصل النبأ إلى نائب المحافظ، الذي أكّد -حسب كلام مدير المدرسة- أنه بمجرد افتتاح الخط المجاور لذلك الخط سيتم إصلاحه ''قالوا إن الافتتاح آخر الشهر ده''.

''بيقولوا كدا بقالهم خمس سنين'' يعلق ''رمضان''، حيث يتم التسويف منذ فترة بعيدة، حتى استغلت ''تكاتك'' المنطقة الظروف وقامت برفع الأجرة لنقل الناس لعدم تمكنهم عبور الشارع مع ارتفاع مستوى المياه ''بياخدوا جنيه بدل نص''.

حلول مؤقتة يقوم بها أهل شارع كمال حجاب بأنفسهم، موعد صار أشبه بعادة مع انفجار الماسورة، زحمة تسببها السيارات المارة على جانب الطريق، مما يؤدي إلى مشاجرات ما يدفع ''رمضان'' وآخرين إلى تعليق شارة صفراء مكتوب عليها ''احترس'' بعرض الشارع لمنعهم من العبور، وبأحيان أخرى يتعثر أحدهم بالحفرة تقع سيارته بها، ومسئولين يلجأون لـ''مسكنات'' حتى افتتاح خط آخر.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان