يحكى أن ''عبدالله'' هتف.. وشبرا كلها ردت وراه
كتبت- رنا الجميعي:
اتفق ''عبد الله'' مع أصدقائه على النزول يوم 28 يناير، لكنه لم يتخيل كيف سيبدأ اليوم أو ينتهي، العدد الذي دعاه للخروج لم يكن يعلم إذا شاركوا أم لا، استيقظ يوم الجمعة ووجد الاتصالات منقطعة ''مكنش معايا غير صحابي من أرض نوبار''، غير أن والده سأله قبل الخروج عما سوف يفعله ولم تكن إجابته حاضرة، نصحه أباه بالدخول للمسجد ''أول ما الخطيب يخلص تبقى في وسط الجامع تقول للناس كلمتين، وبعدين تهتف وصحابك حواليك يهتفوا معاك، هتلاقي الناس بقت معاك''، تلك النصيحة نفذها الشاب بحذافيرها، ليصبح الداعي لمظاهرة شبرا الخيمة التي انطلقت من مسجد التقوى.
فعل ''عبدالله'' ما لقنه إياه الأب، انتظر حتى انتهاء الخطيب من الصلاة، وقف بمنتصف المسجد حوله أصدقائه، افتتح الحديث باسم الله، ثم ألقى حديث رسول الله ''سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله''، ثم دعا ''اللهم إنا مغلوبون فانتصر'' ثلاث مرات، بعدها بدأ الشاب العشريني بالهتافات التي تهم الناس منها ''المتر في مدينتي بنص جنيه، وكيلو الطماطم بعشرة جنيه''.
مع هتافات ''عبدالله'' تبعه أصدقائه، ثم اتسعت الدائرة لتشمل عدد لا بأس به من المصلين، وخرج المشاركون من المسجد ليجدوا أعداد أخرى منتظرة بالخارج، بدأ الجمع يزيد وجاء أحد الضباط ينصحهم بالتظاهر في مكانهم حتى لا تتحول إلى مسيرة، غير أنه لم يقابل منهم سوى الرفض.
رُغم أن الداعي للمظاهرة كان ''عبدالله'' إلا أن المظاهرة مع تضخمها وانضمام آخرين إليها تصدر المشهد ''الهتيفة'' كما يقول الشاب، وهو ما صبغ المسيرة بالهتافات ذات الشتائم '' كان من الهتيفة مشجعين كورة''، لم تقتصر المظاهرة على المسيسين فقط بل اشتملت على أناس عاديين، حينما وصلت المظاهرة إلى روض الفرج ''مكانش ليها آخر''.
ككل مسيرات جمعة الغضب، اشتبكت المظاهرات مع قوات الأمن بروض الفرج لمدة أربع ساعات، ثم في نقطة ما لم يعرفها ''عبدالله'' انتهى الاشتباك، وواصلوا المسير، بين رمسيس والتحرير يتذكر الشاب العشريني القادمين من جهات مختلفة، لم يعلمهم، لكن تلك اللحظة كانت جديرة باحتضان الناس لبعضها وهو ما حدث، إيذانًا بانتفاضة شعبية حقيقية، يصف ''عبدالله'' المشهد ''ناس كتير بتضم علينا وبنحضنهم واحنا منعرفهمش، كل حد شايل حاجة، منهم اللي شايل خوذة''.
نصائح الأب كانت خير نصير لـ''عبدالله حسين''، شابه الابن أبيه في ثوريته، جيل شاب قدم منه ''عبدالله'' صنع ثورة، لكنها اتخذت من آراء الكبار سندًا، كانت الثورة مُحتملة بالنسبة للشاب العشريني لكنه لم يتيقن منها تمامًا لذا في يوم 25 يناير لم يكن بالقاهرة، حينما وصل ''عبدالله'' القاهرة ذهب للانضمام لحشود الثورة في يومها الأول ''كنت عند كوبري الجلاء''، في ذلك اليوم اعتصم الشباب بالميدان ثم تم فضه من قبل قوات الشرطة، وهو الأمر الذي لم يكن مفاجئ للشاب العشريني، فنصائح والده كانت بمحلها، خلال اعتصام اليوم الأول اتصل به للاطمئنان عليه وقال له ''على واحدة أو اتنين بالليل هتيجي الشرطة تفض الميدان بعنف، ساعتها اجري، الجري في الوقت دا جدعنه، لسة الأيام جايه للمظاهرات''، تلك البصيرة التي ارتكن إليها المهندس المدني كانت السبب في عدم اعتقاله ''وقت الاشتباكات جرينا فعلا وكان صاحبنا اتصاب بالمطاطي''.
تابع باقي موضوعات الملف:
"فلان الفلاني".. الثورة بنت المجهولين "ملف خاص"
أحمد أمين.. واجه مبارك بـ''7 جنيه'' وصنع متحف الثورة بـ''مشمع''
مصطفى.. ''اللي كان يومها واحد من الحراس الشعبيين للمتحف''
سهام شوادة.. الثورة يعني ''عيش وملح''
عم فولي.. ابن المطرية يتعلم الثورة على الطريقة الإنجليزية- فيديو
''الششتاوي''.. الثورة تحت أقدام الأمهات
محمد عمران.. أن تختار بين الثورة و''بنتك''
نساء عائلة "سلام" بالإسكندرية.. الثورة تمد لسابع جد
مها عفت.. أول من حَمل "علم الثورة" في الميدان
''فنانة'' و''بتاعة سندويتشات'' و''مسؤول شواحن''.. أبناء ''أسماء'' في الميدان
القصة وراء صورة "ماجد بولس".. ياما في موقعة الجمل حكايات
في بورسعيد.. من الأم إلى ابنتها ''الثورة أبقى وأهم''
''فاتن حافظ''.. الثورة ''من طأطأ لـسلامو عليكو''
قاسم المزاز.. ''دليفري'' المستشفى الميداني
حكاية جمال العطار مع الثورة.. باع "البيزنس" واشترى البلد
للتحرير تفاصيل يعرفها "محمود نصر"
محمود جمال يكتب.. من دفتر مذكرات فلان الفلاني "اللي كان يومها ثائر"
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: