''فنانة'' و''بتاعة سندويتشات'' و''مسؤول شواحن''.. أبناء ''أسماء'' في الميدان
كتبت- نيرة الشريف:
منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 لم يغمض لها جفن، كانت تتابع كل لحظة الأخبار التي ترد على القنوات الإخبارية، المظاهرات الحاشدة التي تنتشر في كل المحافظات والشوارع، مرّ يومان ويبدو أنها ثورة حقيقية، هكذا حدّثت أسماء محمد ربة المنزل نفسها، تابعت السيدة مع الكثيرين المجزرة التي حدثت في الثامن والعشرين من يناير، شباب أحل إهدار دمائهم في الشوارع، لم تحتمل ربة المنزل أكثر من ذلك؛ فقررت النزول بأطفالها الثلاثة إلى الشارع، وليكن ما يكون، لم يتجاوز عمر أكبر أبنائها وقتها في 2011 الخامسة عشر من عمره، لكنها قسمت على أطفالها الثلاثة أدوارهم في الميدان.
استغلت موهبة ابنتها الوسطى في العزف والغناء وأشركتها في فقرات السمر التي كانت تقام في الميدان، أما طفلتها الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الثمان أعوام فقد كانت تسير في الميدان ساعات طوال لتوزع السندويتشات التي تقوم أمها بإعدادها في المنزل، بينما ارتأت الأم أن تحضر منضدة لمحمد الابن الأكبر ليقف بجوار أقرب مصدر كهرباء في الميدان، ويقوم بشحن هواتف الثوار في الميدان.
هكذا كونت أسماء بأولادها الثلاث فريق عمل خرج من بيته للشارع مباشرة، لتقدم أم مصرية ما تستطيع أن تقدمه من خلال استغلال ما زرعته في أبنائها.
تقول أسماء ''لما خرجت من بيتي بولادي كنت خايفة، محسيتش بالأمان غير لما وصلت الميدان، الأخلاق والناس اللي شفتهم خلال أيام الثورة مشفتهمش في حياتي، لما كنا بنصلي يوم جمعة ولقيت حمام أبيض بيتحرك وسط الناس في الميدان بيطير وينزل على الأرض ويمشي وسط الناس، لحظتها أصريت أكتر على استمرار نزولي للميدان''.
ظلت أسماء بأولادها في الميدان حتى خطاب التنحي، وقتها أدركت أنها قد أتمت المهمة، وأن عليها أن تعود الآن بأبنائها للبيت، شاكرة الزوج الذي لم يمنعهم من المشاركة رغم خوفه عليهم ''قررت ما احرمش أولادي من إنهم يشوفوا ويتعاملوا مع الناس وقتها بالصفات والأخلاق دي، اتمنيت إنهم يكملوا عمرهم وسط الناس دي''.
تابع باقي موضوعات الملف:
"فلان الفلاني".. الثورة بنت المجهولين "ملف خاص"
أحمد أمين.. واجه مبارك بـ''7 جنيه'' وصنع متحف الثورة بـ''مشمع''
مصطفى.. ''اللي كان يومها واحد من الحراس الشعبيين للمتحف''
سهام شوادة.. الثورة يعني ''عيش وملح''
عم فولي.. ابن المطرية يتعلم الثورة على الطريقة الإنجليزية- فيديو
''الششتاوي''.. الثورة تحت أقدام الأمهات
محمد عمران.. أن تختار بين الثورة و''بنتك''
نساء عائلة "سلام" بالإسكندرية.. الثورة تمد لسابع جد
مها عفت.. أول من حَمل "علم الثورة" في الميدان
يحكى أن ''عبدالله'' هتف.. وشبرا كلها ردت وراه
القصة وراء صورة "ماجد بولس".. ياما في موقعة الجمل حكايات
في بورسعيد.. من الأم إلى ابنتها ''الثورة أبقى وأهم''
''فاتن حافظ''.. الثورة ''من طأطأ لـسلامو عليكو''
قاسم المزاز.. ''دليفري'' المستشفى الميداني
حكاية جمال العطار مع الثورة.. باع "البيزنس" واشترى البلد
للتحرير تفاصيل يعرفها "محمود نصر"
محمود جمال يكتب.. من دفتر مذكرات فلان الفلاني "اللي كان يومها ثائر"
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: