حميدة.. البحث عن" لقمة عيش" على أبواب مرشح
كتب- محمد زكريا وإشراق أحمد :
أمام مدرسة الشهيد علي نجم بمجمع مدارس حي المطرية، وقفت شاحبة الوجه، لا يميزها سوى تلك البطاقة الزرقاء المتدلية من رقبتها، كاسرة لون زيها الأسود، الذي يليق بحالة سيدة اضطرتها الظروف، للترويج لمرشح بعينه، نظير ما قدمه لها من خدمة .
200 جنية تلقتها حميدة علي عبد ربه، من المرشح البرلماني علي الدمرداش، كان ذلك أقصى ما تحتاج إليه لتوفير علاج ابنتها المريضة بالدرن، غير مبالية بما تعانيه من أمراض السكر والضغط، لذا حينما أخبرتها أحد مناديب المرشح، باللانضمام في الترويج له أمام اللجان الانتخابية لم تترد "هو الوحيد اللي ساعدني واداني فلوس".
"انتخب رقم ٦" ظلت تقولها حميدة للمتوافدين على اللجان، لدعم مرشحها، في المرة الأولى لها بالانتخاب والدعوة لأي مترشح في الاستحقاقات الانتخابية، لم تكن تعبأ السيدة الستينية طيلة حياتها سوى ببناتها الأربعة خاصة منذ وفاة زوجها قبل ست سنوات "جوزت اتنين قبل ما يموت جوزي واتنين بعد ما مات".
طرقت حميدة كل الأبواب بعد وفاة زوجها، بدء من العمل بخدمة البيوت،الذي انهكها، ونهاية بأبواب المرشحين، التي أغلقت في وجهها، لذا تعتبر المرشح رمز السفينة منقذها المستحق لدعمها "أنا واحدة جاهلة ولقيت اللي ينصحوني".
تحمل السيدة المريض أحلام بسيطة كهيئتها "ما امدش إيدي ولا احتاج لحد" لذا كان وقوفها للترويج للمرشح "أكل عيش بالحلال عشان نفستي تبقى مرتاحة".
أول أمس كادت أن تبكي حميدة "عشان حد يديني خمسين جنيه"، لا يؤرقها سوى لقمة العيش لها ولبناتها، وسداد وصل الأمانة بقيمة 500 جنيه قبل نهاية الشهر، فيما حلمها الصغير "كراتين اقعد بيها في شباك الأوضة اللي قاعدة فيها".
فيديو قد يعجبك: