"القرية المنكوبة" بالإسكندرية: عروس تبكي "عفشها".. وآخر يضحي بالبوتاجاز (قصة مصورة)
كتب ـ مصطفى الجريتلي:
تصوير ـ علاء القصاص:
الهدوء يسود القرية، ليلة يسكنها نائمون آمنون غير مباليين، بعد أن أرهقتهم الصباحات كدحًا، يوم عادي يمر كسائر أيامها، حتى جاءهم "الأربعاء" ولم تعد الأيام كسائرها مرة أخرى، بعد أن استيقظ سكانها فلم يجدوا حولهم إلا ماءا لم يعد يكشف عن موضع أقدامهم، فعروس البحر المتوسط غرقت "في شبر مية" بعد أن ضربتها السيول للمرة الثانية، فجعلت من القرية الآمنة المطمئنة قرية فزعة غارقة أهلها.
"مصراوي" هرع إلى قرية عبد القادر، حيث الكارثة، فكان الأمر أشبه بمأساة بشرية مكتملة الأركان:
محمد محمود، يسكن الدور الأرضي، بأحد العقارات التي تحول الشارع أمامها لبحرـ يسير في أهال المنطقة.
دخلت المياه كزائر لكن غير مرغوب فيه لمنزله، فأخفت الأقدام وأفسدت أساس المنزل:" العفش كله باظ ماكنش قدامي غير إني أضحي بالبوتاجاز وأحط عليه التلاجة.. قضا أخف من قضا وربنا يعوض علينا".
ويٌشير الرجل الخمسيني إلى إن منزله على هذا الحال منذ أكثر من ستة أيام، حال باقي الأهالي بالمنطقة.
وهذ فتاه لا تدري ماذا تقول فقد أغرقت مياه السيول "عفش" قد أشترته مؤخرًا لجهازها،:" مش عارفه أعمل أيه ,, المياه دخلت البيوت وبوظت كل حاجة".
وتُشير الفتاة العشرينية إنها ليسن الوحيدة التي تعرضت لذات الموقف فهناك حالات أخرى مشابه قد حدثت لفتيات من أهل المنطقة.
سهام عوض، سيدة عجوز، تعول نجليها (ولد وبنت، بعد وفاة زوجها، أغرقت مياه السيول غرفة قد اجتزأتها من منزلها الكائن بالدور الأرضي بعقار بذات المنطقة، لتكون مصدر رزق لها، محل لبيع الحلوى والخردوات.
تٌشير السيدة التي إلى إن حركة البيع والشراء قد توقفت لعدم قدرة أهالي المنطقة النزول للشارعـ إلا لقضاء الأمور الضرورية: " محدش بقا يشتري والبيع كله وقف زي الحياة هنا بالظبط".
النائب عن دائرة العامرية، أحمد خليل عبد العزيز خيرالله مرشح حزب النور، يشير إلى أن منطقة عزبة عبد القادر، منكوبة وقد سبق تكرار الأمر معها لأكثر من ثلاث مرات: " المسؤولين ليسوا على قدر الحدث الأمر تكرر من قبل ما حدث بالجزائر كان للمرة الأولى فقد نقول إنهم تفاجئوا لكن التعامل مع الأحداث في عبد القادر ليس له مبرر".
وأشار خيرالله -في تصريحات خاصة لمصراوي- إلى أن القيادات الميدانية ليست موجودة، قائلًا: "هل تتخيل أن حي العامرية به سيارتين شفط فقط أحدهما مُعطلة وحي العجمي به 5 سيارات".
وعن مقترحاته لحل الأزمة لو كان البرلمان منعقدًا قال النائب إنه يجب على المحافظ أن يبدأ في التنمية الشامل لحي العامرية وتحويله لمدينة، إنهاء أعمال الصرف الصفي خلال عامين، مضيفًا: "للعلم أموالها موجودة من منحة من الاتحاد الأوربي لكن لا نعلم أين ذهبت".
يُذكر أن دائرة العامرية، خاصة قرية عبد القادر والجزائر، انقطعت عنهما المرافق منها الكهرباء خشية حدوث حالات صعق للأهالي، كما ارتفع منسوب المياه ليصل داخل المنازل.
فيديو قد يعجبك: