لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وجوه الصعايدة.. أن تختطف لأنك ''مسيحي'' – صور

03:26 م الجمعة 13 فبراير 2015

كتب - أحمد الشمسي:

تصوير – علاء القصاص ونادر نبيل:

تمخض الجنين في رحم والدته، فتضمخت والدته، فكانت تمهيدًا لقرب ولادتها، ربما هو الابن الأول لها، فيما تهيأ رب الأسرة وغير من هيئته، ارتدى جلبابه الأبيض، ارتسمت ابتسامة على وجنتيه، لفّ شاربيه، ازداد في الوجاهة، سمع صرخات أولى أطفاله، ها قد جاء من يملأ عليهم فراغ البيت.

أطلقوا عليه رُبما ''بطرس، مايكل، هاني، عماد، مرقص، مينا...''، عمدوه فصار تابعًا لـ ''يسوع'' المسيح، تخلص من خطيئة ''آدم وحواء''، ودخل الحياة مرة أخرى كإنسان جديد.

دقوا الصليب على يديه، باركه ''قسيس'' القرية، الصُرخات مستمرة من الوافد إلى الحياة الجديدة، ومع كل صرخة ترتسم ابتسامة على وجوه والديه.

يتذكرون دومًا ''سنة أولى ابتدائي''، وأول يوم مدرسة، حينها ودع الوالدين طفلهما بحرارة، صُرخاته مستمرة، يكفر بعقله الطفولي، هل تركاني؟، هل سيعودان مُجددًا؟، هل سأعود إلى البيت قريبًا؟، ومع دقات جرس نهاية اليوم، تتلاشى أسئلته بعيدًا.

سنتيمترات تزداد مع كل مرحلة دراسية يتخطاها الطفل، ينتهي من دراسته، تزداد قامته، تتجسم عضلاته، تنحت الشمس جبهته، تُصقلها بريقًا زائدًا، يفكر في الزواج فتظهر عقبة ''المال والعمل''، فيُقرر الرحيل إلى أقرب البلاد إليه مسافة ودون تأشيرة ''ليبيا''.

يُراسل والديه، بعد أن امتلكهُما الهِرمّ، يطمئنهما، ويُرسل إليهما مالاً، يطبع قُبلة إليهما على المظروف الأبيض، يختم رسالته بتحياته الحارة وأشواقه المُتلهفة برؤيتهما، يتعرض للاختطاف بسبب ديانته، أو بسبب اسمه، أو ربما بسبب ''سياسة'' لا ناقة له فيها ولا جمل، يُلبسوه ثياب الإعدام، يُناجي ربه كما تعلم: ''أذكر أنك جبلتني كالطين أفتعيدني إلى التراب . ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن . كسوتني جلدًا ولحمًا فنسجتني بعظام وعصب . منحتني حيوة ورحمة وحفظت عنايتك روحي''، فيُتمتم والديه في المنيا ''لَكَ يَا رَبُّ صَبَرْتُ، أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلهِي''.

يتخذون القرار بالذهاب هم ومن مثلهم إلى القاهرة، ربما لم تطأ أقدامهم أبدًا أرض المحروسة، من نقابة الصحفيين حيث مُتنفس الغاضبين والثكالى، إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث ''البابا''، يُغرقون بالوعود، ويظل لديهم أمل.. هم لا يريدون جثامين أبنائهم، أو قترات من ملابسهم، أو حتى تعويضات عن حياتهم الفانية، هم يريدون ضمة أخيرة، أو قُبلة يطبعونها على وجنتي طفلهم الصغير، أو ربما ابتسامة، أو نظرة أخيرة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان