في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي.. التخاذل يقتل أكثر من السلاح
كتبت-رنا الجميعي:
"يعملوا فينا شبه صبرا وشاتيلا، عيب، شو عملنا" ... قالتها سيدة من بلدة الخليل، فلسطين، صارخة بعد استشهاد عدد من المصلين فيما عُرف باسم مذبحة الحرم الإبراهيمي، منذ واحد وعشرين عام بمثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من فبراير، قُتل 29 مصلي أثناء قيامهم بصلاة الفجر، فيما كانت المجزرة انتقام جرّ آخر تجاه أهل الخليل، حيث التشفي هو لسان حال الصهاينة.
قيل أن التخطيط للمذبحة استباقي، تواطئ فيها المستوطن المتشدد "باروخ جولدشتاين"، القادم من نيويورك، مع الجيش الصهيوني، حيث خطا "جولدشتاين" داخل الحرم الإبراهيمي من باب "الإسحاقية"، نسبة إلى "إسحاق" عليه السلام، فيما أغلق باب الحرم أثناء صلاة الفجر، وخطا إلى الناحية الغربية بجانب الحضرة الإبراهيمية ثم أفرغ رشاشه تجاه المصلين.
ظلوا يصرخون طالبين النجدة، غير أن الأبواب المُغلقة صارت حصارًا عليهم، 29 روح صعدت لبارئها جراء الطلقات المندفعة لصدورهم، ومئات الجرحى، حينما نفدت طلقات الصهيوني تكالب عليه الجمع حتى أخذوا القصاص في التو واللحظة، لم يأتِ الإسعاف سريعًا، حتى نقلت بعض السيارات على سطحها الجثث ناقلة إياهم بين طرقات البلدة القديمة متعددة الحواجز، تحاصرها عيون باردة متشفية من جنود الاحتلال، وصرخات قادمة من حلوق نسوة فلسطينيات انتزعت قلوبهم التي هابها الفقد، وبين هذا وذاك اشتعل الاشتباك واستشهد عدد آخر متلاحق من الخلايلة أثناء تشييع الجنازات إلى أن وصل العدد ل60.
صار "جولدشتاين" قديسًا بين قومه، إلى قبره بمستوطنة "كريات أربع" يرتحلون داعيين له، ومُعظّمين سيرة الشجاع الذي استطاع قتل الفلسطنيين، "لم يقتل عدد كافي" .. كان ذلك رأي أحد المستوطنين للقاء تلفزيوني، بين أهالي الخليل تحوّل أثر المذبحة لوبال فوق رؤوسهم، لم يكتف قتل المصلين داخل الحرم انتقامًا معقولًا في صراع أزلي بين فلسطين والكيان الصهيوني، لكن جاءت نتيجة التحقيق في المجزرة، حيث تشكلت لجنة "شمجار" من قبل الحكومة الإسرائيلية، وبعد عدة أشهر كانت نتيجة اللجنة هي تقسيم الحرم الإبراهيمي لقسمين أحدهما لليهود ولهم النسبة الأكبر "56%" والآخر للمسلمين، ويتم تخصيص عشرة أيام لكل منهما للأعياد الدينية.
خواء هو الوضع بالبلدة القديمة في الخليل عقب المذبحة، إثر الجريمة أغلق 1500 محل بالسوق التجاري، بقرار عسكري، وتلاحق النزوح من البلدة التي تحوّلت لطرقات خالية وحواجز.
الآن بعد انقضاء 21 عام، في ساعات الصباح أضرم مستوطنون النار بمسجد في قرية الجبعة، إلى الغرب من بيت لحم، كما خطوا عبارات عنصرية على جدرانه، يُقابل تلك الحادثة التي يُمكن القول أنها إحياء لذكرى جريمة يمجدها الصهاينة، بيان باهت من الجامعة العربية "قطاع فلسطين" للشجب والتنديد، حيث جددت التحية للشهداء وكذلك دعوتها للأمم المتحدة بتحمل المسئولية في توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: